حصار الدريهمي شاهد على نازية العدوان وتواطؤ المنظمات وموت الضمير الإنساني
ما تزال مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة تستغيث وتناشد الضمير الإنساني العالمي لرفع حصار مطبق مفروض عليها من قوى العدوان منذ أكثر من 300 يوم منع عن سكانها دخول الغذاء والدواء.
حصار الدريهمي المدينة والإنسان، كشف بلا ريب مستوى التعتيم الإعلامي على مأساتها وفشل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في رفع الحصار عنها أو حتى إدخال المساعدات الإغاثية لسكانها أو على الأقل تسليط الضوء على مدينة تحولت إلى مقبرة جماعية لكل من يسكنها.
أمس الأول منعت قوى العدوان والخونة القافلة الغذائية والإغاثية المقدمة من الأمم المتحدة للمواطنين المحاصرين في مدينة الدريهمي وأجبرتها على العودة في انتهاك سافر لكل الأعراف والمواثيق الإنسانية واتفاق ستوكهولم.
حيث أدانت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة منع قوى تحالف العدوان دخول القافلة الغذائية التي تتكون من ثماني ناقلات للمرة الثانية خلال أقل من شهر في ظل وجود ممثلين عن المنظمات الدولية.
وحملت تحالف العدوان مسؤولية تداعيات الكارثة الإنسانية لسكان مدينة الدريهمي .. داعية الأمم المتحدة إلى كشف المتسببين بمنع وصول المساعدات لتخفيف معاناة أبناء الدريهمي.
ودعا البيان القبائل اليمنية للتحرك لكسر الحصار على أبناء مدينة الدريهمي الذين يعانون الأمرين من صلف وعنجهية العدوان.
وفي هذا الصدد أكد القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أن قوى تحالف العدوان تحتجز قافلة المساعدات الغذائية لأبناء الدريهمي منذ ليلة أمس ولم يتم توزيعها على المحاصرين.
وأشار إلى أن انتهاكات تحالف العدوان وإمعانه في ارتكاب جرائم إبادة جماعية ما كانت لتحدث لولا ضعف مواقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمامها.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل المسؤولية إزاء جرائم الإبادة التي يرتكبها تحالف العدوان من خلال الحصار ومنع وصول المشتقات النفطية.
وأكد القائم بالأعمال أن أبناء الحديدة مع إخوانهم أبناء اليمن لن يظلوا مكتوفي الأيدي أمام اتفاق هش لا يحقق للإنسانية أدميتها وكرامتها ولا للأبرياء حقوقهم، وسيعملون بكل ما هو متاح من أجل فك الحصار عن أبناء الدريهمي وحصولهم على حقوقهم الإنسانية كاملة.
فيما أكد مدير عام مديرية الدريهمي محمد علي صومل، أن قوى العدوان لازالت تحتجز قافلة المساعدات الغذائية على مشارف المديرية ولم تسمح بتفريغها.
وأشار إلى أن قوى العدوان وبعد أكثر من 300 يوم من الحصار ورغم تدخل المنظمات الدولية الإغاثية في تسيير وإيصال هذه القافلة، مستمرة في غطرستها وتمعن في حصار أبناء الدريهمي.
ودعا أحرار العالم إلى الضغط على المجتمع الدولي للتدخل لسرعة إنقاذ المحاصرين والجرحى في الدريهمي.
رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال ابهيجيت جوها وصل أمس الأول إلى الحديدة وناقش مع القائم بأعمال محافظ الحديدة الإجراءات والترتيبات لتنفيذ اتفاق السويد الخاص بالمحافظة.
وأكد قحيم استمرار الطرف الآخر في ممارساته التصعيدية العسكرية والإقتصادية واستمرار حصار مديرية الدريهمي لأكثر من 300 يوم ورفض إدخال المساعدات الغذائية والدوائية للمحاصرين هناك.
حصار الدريهمي الملف الأكثر حساسية أمام الجنرال جوها والأمم المتحدة والذي سيثبت مصداقيتها في وضع حد لهذا الحصار وإدخال المساعدات لسكانها لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.
إلى ذلك أدانت منظمات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية استمرار حصار مديرية الدريهمي معتبرة ذلك جريمة حرب وإبادة جماعية بحق سكانها.
فيما نظمت الوقفات الاحتجاجية بمختلف المحافظات المنددة بحصار قوى العدوان للدريهمي، محملة المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية التي خلفها الحصار على المدينة.
فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن أعرب في تقريره الأخير عن قلقه إزاء منع الوصول إلى مدينة الدريهمي، لافتاً إلى أنه لم يستطع تحديد العدد الدقيق للأفراد الذين ما زالوا يعيشون في مناطق الدريهمي.
واتهم التقرير التحالف باتخاذ الحصار كعقاب جماعي على المدنيين.. مؤكدا أن القيود المفروضة على الوصول المتمثلة في الحصار وغيره من التدابير التي اتخذتها قوات التحالف وأوضاع الحصار العسكري، أعاقت العمليات الإنسانية بشكل كبير.
الحصار أصبح يفتك بجميع سكان الدريهمي والموت يتخطف النساء والأطفال والجرحى والمرضى ولم يعد الأهالي يجدون حتى الماء النظيف للشرب.
وما يزال أهالي الدريهمي يتساءلون أين هي مواثيق وقوانين حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ومتى سيصحو العالم من غفلته وعهره، أم أن هذه المدينة أصبحت منسية وحكم على سكانها بالموت حصارا.
ومن المؤكد أن حصار الدريهمي سيبقى شاهداً على نازية العدوان وتواطؤ المنظمات الدولية وموت الضمير الإنساني العالمي.
سبأ