السيد نصر الله: الوضع الاقتصادي المتفاقم نتيجة لتراكمات عشرات السنين ومن المُعيب التنصّل من المسؤولية
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن “على الجميع في لبنان ومن هم في السلطة وخارجها أن يتحمّلوا المسؤولية إزاء الوضع الخطير الذي يواجهه البلد”، مشيرا إلى ان “بعض القيادات والقوى السياسية في لبنان تتصرّف وتقف على التلّ وتتنصل من أيّة مسؤولية عن الماضي والحاضر وتُلقي التبعات على الآخرين”.
وقال السيد نصر الله خلال ختام مسيرة إحياء أربعينية الإمام الحسين (ع) في بعلبك إن “معالجة الوضع المالي بالضرائب والرسوم يؤدي الى انفجار شعبي”، مضيفا ان “أهمّ نتيجة يجب أن تؤخذ من الحراك الشعبي الحاصل هي الاقتناع بأن الناس لم تعد تستطيع تحمّل رسوم جديدة”.
وتابع سماحته أن “بعض من في السلطة تصوّر أن لا مشكلة بفرض الضرائب و”بتمرق”، إلا ان هناك من هو مصرّ على أن الاصلاحات تعني فرض ضرائب لكن هذه إجراءات تؤدي الى انفجار ومأزق حقيقي”.
وأضاف: “فلنكن صادقين الوضع المالي والاقتصادي ليس وليد الساعة ولا السنة ولا العهد الجديد أو الحكومة الحالية بل نتيجة تراكم عبر سنوات طويلة منذ تقريبا 30 سنة”، مشدد على انه “من المُعيب أن يتنصّل أحد عن المسؤولية فيما يحصل ولاسيما كلّ من شارك في الحكومات السابقة على مدى 30 عامًا”.
وتوجه السيد نصر الله إلى المتظاهرين قائلا: “رسالتكم وصلت للمسؤولين جميعًا .. وأهمية حركتهم الشعبية أنها كانت عفوية وصادقة وان حركتكم الشعبية عابرة للطوائف والمذاهب”، مؤكدا ان “لا أحد يقف وراء التظاهرات الشعبية لا أحزاب ولا سفارات “.
وقال سماحته للمتظاهرين : “لو باليوم الأول نزل حزب الله الى الشارع كان الحراك سيصبح في مكان آخر”، وتابع ان “ما أنجزتموه خلال اليومين الماضيين مهم جدًا.. قوة الحركة الشعبية أنها كانت بمعزل عن الأحزاب السياسية التي تريد أن تركب موجتكم”، مطالبا الجميع بـ”عدم الاعتداء على القوى الأمنية”.
وشدد السيد نصر الله على انه “عندما تحتاج مواجهة الضرائب النزول الى الشارع فسننزل”، مضيفا : “اذا نزل حزب الله الى الشارع فلن يستطيع العودة إلّا بتحقيق المطالب.. على المُحبّين أن يتفهموا أن حركتنا ليس بسيطة ونزولنا الى الشارع ليس حركة بسيطة”، ودعا “التعاون بين مكونات الحكومة والتضامن وعدم الهروب من المسؤولية”.
كما قال إن “وزراءنا مبلّغون برفض كلّ الضرائب والرسوم على الفئات الفقيرة داخل الحكومة.. عارضنا الضرائب في موازنة الـ2019″، مضيفا ان “من يهرب من تحملّ المسؤولية يجب أن يُحاكم وخصوصًا أولئك الذين أوصلوا البلد الى هذا الوضع الصعب”.
وخاطب السيد نصر الله من يطالب بإسقاط العهد قائلا: “من يخوض معركة إسقاط العهد أقول له أنك لا تستطيع ذلك”، مؤكدا ان “حزب الله لن نتخلّى عن بلدنا وشعبنا ولن نسمح بإغراق البلد أو يدفع به الى الهلاك”.
كما اعتبر أن “هناك آفاق واسعة وخطوات كبيرة تستطيع أن تُخرج من البلد من الأزمة”.
وجدد الأمين العام لحزب الله “التزام بكلّ القضايا المحقة في فلسطين واليمن والبحرين وسوريا”، وقال : “نحن قومٌ لا نترك الحسين ونلبّي نداءه ونصرته”.
وأكد السيد نصر الله ان حزب الله “لا يؤيّد استقالة الحكومة الحالية .. وهناك أزمة ثقة عميقة جدًا جدًا بين الشعب والدولة”، مضيفا انه “اذا استقالت الحكومة فهذا يعني أن لا حكومة وتشكيلها قد يستغرق سنتين.. والقوى السياسية ستبقى هي هي بعد استقالة الحكومة وتبديل بعض الأسماء لا يغيّر شيئًا”.
ودعا إلى ان “تواصل هذه الحكومة عملها لكن بمنهجية جديدة وأخذ العبرة مما جرى خلال اليومين الماضيين”، مشيرا إلى ان “طرح الانتخابات النيابية المبكرة وحكومة جديدة أو حكومة تكنوقراط مضيعة للوقت.. .يصعب العثور على حكومة جديدة تستطيع أن تعالج الوضع”
السيد نصر الله شدد على ان “الخطر الشعبي يهدّد بالانفجار”، مضيفا : “فليتحمّل الجميع المسؤولية والكلّ يجب ان يتحمّل مسؤولية المعالجة وعدم الانشغال بتصفية الحسابات الشخصية مع أحد ما سيؤدي الى مجهول أمني وسياسي”.
كما أضاف انه “عندما تزيد الضرائب على الفئات الفقيرة فأنت تهدّد البلد بالانفجار.. نستطيع أن نمنع الانهيار المالي والاقتصادي دون الذهاب الى انفجار شعبي وهذا يحتاج الى إرادة وتصميم وتضحية وإخلاص”.
واعتبر ان “لبنان ليس بلد مُفلس وليس صحيحًا أنه لا يوجد أمام الحكومة إلّا خيار الضرائب والرسوم بل هناك خيارات كثيرة”، وقال : “نستطيع أن نُنقذ بلدنا وشعبنا واقتصادنا.. والشعب اللبناني هو من يجب أن تكون راضيا”، وشدد على أنه “يجب أن نتخذ اجراءات يضحي فيها الجميع لا أن يضحي فيها الفقراء فقط”.
وأكد السيد نصر الله ان “عندما تتخذ الحكومة اجراءات تُعيد ثقة الناس فالشعب اللبناني سيقبل”، مضيفا ان “الناس يثقون بالمقاومة ويعرفون أن ما يقدم من أموال لها لا يُنهب”، وقال: “في أزمة الحرائق الكلّ أدان الدولة لكن من يُدين من؟ الكلّ يلقي المسؤولية على الآخر والنتيجة لا شيء”.
كلمة في المناسبة الدينية
من جهة ثانية، توجه سماحته بالشكر إلى جميع من جاؤوا إلى مدينة بعلبك صغارا وكبارا ومن مختلف القرى البقاعية للمشاركة في إحيار أربعينية الإمام الحسين (ع).
وذكر السيد نصرالله بأن “الموكب الحسيني الزينبي مشى في مدينة بعلبك وأعطاها صلة تاريخية لهذا الحدث التاريخي”، مضيفا ان “أهل بعلبك اكتشفوا خداع السلطة الأموية وعندما رأوا مواكب السبايا فبقيت المواجهة عدّة أيام ونصروا زينب (ع) ولم يتركوها بوجه السلطة الظالمة”.
وأضاف ان “أهل بعلبك يُثبتون بعد كلّ هذه القرون أنهم لم يتخلّوا عن الحسين (ع)، رفضوا التخلي عن زينب وهي مسبية وحاولوا إنقاذها ممن قتلوا أخاها وهم نفسهم الذين حضروا في السلسة الشرقية وعلى الجرود وفي كلّ مكان”، مشدد على ان “أهل بعلبك كانوا صادقي الوعد عندما كانوا يرددون لبيكِ يا زينب”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى ان “الحشد المليوني المحيي لأربعينية الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة “لا مثيل له في التاريخ”، مضيفا ان “المسيرة المليونية في كربلاء المقدسة تُعيد تعريف الحسين (ع) لكلّ العالم”.
المصدر: موقع العهد