مجلس الشورى ينظم فعالية خطابية في ذكرى المولد النبوي
نظم مجلس الشورى اليوم فعالية خطابية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس ونائب رئيس المجلس عبده محمد الجندي ومفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين محمد شرف الدين.
وفي الفعالية التي شارك فيها مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ومساعد وزير الدفاع اللواء علي محمد الكحلاني وأعضاء مجلس الشورى، أشار رئيس مجلس الشورى إلى أن الإحتفال بالمولد النبوي، هو إحتفاء بخير البشر وصفوة الخلق وهادي الإنسانية .
ولفت إلى أن هذه المناسبة الدينية تأتي في ظل عدوان وحصار يتعرض له الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي الذي أوغل في إستباحة دماء اليمنيين وتسبب في تدمير البنى التحتية للبلاد وأفضى إلى إحتلال أجزاء من الوطن، ما يستوجب على الجميع تحمل المسئولية في مواجهة العدوان والدفاع عن اليمن ووحدته وسيادته.
ونوه العيدروس بتزامن الإحتفال بهذه المناسبة مع تحقيق الإنتصارات التي يسطرها الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والطيران المسير ومنها عملية نصرٌ من الله التي تأتي في إطار الحق المشروع للدفاع عن السيادة الوطنية.
وثمن الدعوات المتكررة للمجلس السياسي الأعلى لإنتهاج مبدأ الحوار بين كافة الأطراف وصولاً إلى حل شامل وعادل قائم على مبدأ الشراكة والتوافق .. مجدداً الدعوة للأطراف المخدوعة الإستجابة لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والحفاظ على سيادة ووحدة وإستقلال اليمن.
فيما أشار وزير الإعلام ضيف الله الشامي في كلمة اللجنة العليا للإحتفالات إلى أن عظمة الإحتفال بالمولد النبوي نابع من تعظيم القرآن الكريم للرسول الخاتم .
ولفت إلى محاولات أعداء الأمة فصل إرتباط المسلمين بسيرة خاتم الأنبياء والمرسلين وطمس الهوية الإيمانية الجهادية القائمة على مبادئ العدل والمساواة والإخاء .
وتطرق الوزير الشامي إلى أن الدماء التي ضحى بها أبناء اليمن دفاعاً عن الدين الإسلامي في بواكيره الأولى، هي الدماء والأرواح التي يقدمها الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة لمواجهة تحالف العدوان بقيادة السعودي الإماراتي الصهيوأمريكي .
وأوضح أن صدق تقديس أبناء اليمن لله تعالى وشعائره وعمق ارتباطهم بنبي الرحمة هو سر إنتصارهم وثباتهم وصمودهم في مواجهة تحالف العدوان، ما جعل أعداء الأمة تحت وقع الضربات المتلاحقة للجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني.
من جانبه أشار مفتي الديار اليمنية في محاضرته التوجيهية إلى أن من يعتبر الإحتفاء بمولد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم بدعة، إنما يقصد بذلك فصل الأمة عن نبيها ورسولها وعن الدين وقيمه ومثله العليا والفطرة الإنسانية .
ولفت العلامة شرف الدين إلى أن التناقض في حياة الأمة ناتجا عن ابتعادها عن تعاليم الدين الإسلامي من منابعه الأصيلة ومنهج الرسول الأعظم .. مؤكداً أن الإحتفاء بذكرى المولد النبوي والفرح المشروع المصاحب لهذه المناسبة لفتة مهمة للعودة إلى تعاليم الإسلام وهدي الرسول .
وأشار إلى حاجة الناس العودة إلى هدي الرسول الكريم حتى في شئون الحكم .. لافتا إلى أن الإنحراف عن المقاصد السامية للدين الإسلامي، أدى إلى تولي بعض المؤمنين للكافرين أولياء من دون المؤمنين كما هو حاصل في كثير من الدول الإسلامية التي لم تعد تمتلك قرارها وذلك بإبتعادها عن منهج النبوة وإنسلاخها عن قيم العزة المتمثل بالتمسك بحبل الله المتين.
ودعا مفتي الديار اليمنية المخدوعين العودة إلى بلادهم كون الوطن يتسع لجميع أبنائه .. مؤكداً أهمية تحقيق السلام العادل الذي يحفظ لليمنيين دينهم ووحدتهم وإستقلالهم .
وتطرق إلى ما يحدث بالمحافظات الجنوبية والذي يعد خير شاهد على الأهداف الحقيقية لتحالف الشر الذي يسعى تفتيت اليمن وتمزيق نسيجه الإجتماعي .. منوهاً بصمود وثبات وإستبسال الشعب اليمني في مواجهة العدوان الذي هو تجلي لأحاديث الرسول الكريم عن أهل اليمن.
بدوره أشار عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن المختار إلى أن ما تتعرض له الأمة من مخططات ناتج عن إبتعادها عن جذورها الأصيلة وإرتباطها بالرسول الأعظم وتوجيهاته.
وقال “إن العدوان على اليمن سيبوء بالفشل بصدق إنتمائنا إلى الدين الحنيف وإلتفافنا مع القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وإعلاءنا للدين الإسلامي وهدي رسولنا الكريم ” .. مشيرا إلى أن العدوان لم يفت من عضد وعزيمة اليمنيين مهما بلغت التحديات.
وذكر الدكتور المختار أن هذه الحرب التي يقودها النظام السعودي كشفت زيف أدعياء الوطنية والقومية العروبية والديمقراطية وحقوق الإنسان أفراداً ومنظمات ودول.
في حين إستعرض أعضاء مجلس الشورى يحي المهدي وعبد السلام النهاري وعبدالله العليبي وفاطمة محمد، نماذج من التاريخ وكيف نشأت فكرة تحريم الإحتفال بالمولد النبوي الذي رفع الله ذكره وأعلى من شأنه وفضله عن سائر الأنبياء والمرسلين .
وأشاروا إلى جهاد الرسول الأعظم لتحقيق قيم العدالة والحرية والمحبة والرحمة للعالمين .. معتبرين إحتفاء الأمة بذكرى مولد النبي الأعظم هو أداء لحق نعمة المنعم والشكر لله لتفضله بالهداية وتحقيقاً لإستمرارية وديمومة الإتصال وتوثيق روابط الإيمان بالله وتأكيداً على منهجية الإتباع لرسول الله ومحبته.