بالصــور: في مؤتمر صحفي وزير الصحة: القطاع الصحي دخل مرحلة حرجة جراء الحصار واحتجاز سفن النفط
حذر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، اليوم الخميس من أن مآت الآلاف من المرضى مهددون بالوفاة جراء انسحاب المنظمات من تقديم مساعداتها في ظل انتشار الأوبئة واستمرار الحصار ومنع دخول سفن الوقود، مرسلا نداء استغاثة عاجل لكسر الحصار المفروض على اليمن بجسر جوي لإرسال المساعدات الطبية.
وأوضح وزير الصحة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المجلس الأعلى لإدارة وتنسق الشؤون الإنسانة أن العنايات المركزة في المستشفيات العامة والخاصة مهددة بالتوقف جراء انعدام المشتقات النفطية.
وبين أن أزمة المشتقات النفطية تضاعف من معاناة القطاع الصحي حيث اقتصر العمل حاليا على أقسام الطوارئ والعمليات وجزء من العنايات، كما أن مصانع الأكسجين لا تعمل إلا 50% جراء انعدام المشتقات النفطية.
وأشار إلى أن أكثر من4000 من المصابين بالفشل الكلوي والمحتاجين للغسيل الكلوي سيتأثرون بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى مراكز الغسيل الكلوي أو عدم تشغيل المراكز بسبب تفاقم أزمة المشتقات النفطية نتيجة احتجاز العدوان لسفن الوقود.
ونوه إلى أن سيارات الإسعاف يقتصر عملها حاليا داخل المدن ولم تعد تتنقل بين المحافظات أو تنقل المرضى إلى مراكز المحافظات، مطالبا والعالم بالتدخل للإفراج عن سفن الوقود.
وأوضح المتوكل أن حصار العدوان يمنع من إصلاح الأجهزة الطبية، مشيرا إلى أنه بعد ست سنوات من العدوان والحصار خرجت 93 % من الأجهزة الطبية عن عمرها الافتراضي، وأن جميع أجهزة الرنين المغناطيسي قد تعطلت، كما لفت إلى أن الحصار تسبب في توقف مرتبات العاملين في القطاع الصحي.
وأشار إلى أن التحالف يمنع كذلك دخول الأدوية، وخصوصا الأدوية التي تحتاج إلى تبريد، ما ضاعف معاناة المرضى خصوصا الأورام والسرطان.
وفيما يخص إعلان منظمات دولية انسحابها، قال المتوكل: إنه في ظل إغلاق مطار صنعاء ووقف دخول المشتقات الكثير من المنظمات تعلن رسميا انسحابها من تقديم خدماتها الصحية، معتبرا أن تخلي المنظمات الدولية الصحية عن عملها في اليمن يأتي في إطار الحصار على الشعب اليمني
وشدد على أن انسحاب المنظمات من العمل الإنساني هو إمعان في الحصار ومشاركة في قتل الكثير من اليمنيين.
وأشار إلى الجسر الجوي المتفق عليه مع الصحة العالمية لم ينقل سوى 30 مريض فقط وهم الآن عالقون في الخارج منذ ستة أشهر، موضحا أن المحتاجين للسفر للعلاج في الخارج أكثر من 30 ألف مريض، معتبرا أن إخراج 30 مريض فقط من قبل المنظمات ما هو إلا لذر الرماد على العيون.
وأوضح أن كثيرا من المنظمات أبلغت عن انسحابها فعلا من المرافق والمراكز الصحية، مشيرا إلى أن انسحاب هذه المنظمات سيساهم في انهيار النظام الصحي وخصوصا أنها لا تقدم إلا الحد الأدنى من الخدمات.
ولفت إلى أن هناك منظمات أبلغت بأنها ستنسحب خلال شهرين، وهناك من أغلقت بشكل جزئي، وخصوصا المراكز التي تقدم خدمات الأمومة والطفولة، مشيرا إلى أن نسبة وفيات الأمومة والطفولة في اليمن هي الأكبر عالميا نتيجة العدوان والحصار.
وأكد أن إغلاق 162 مركزا من قبل المنظمات في ظل انتشار كورونا يعد تعمد لقتل الإنسان اليمني
وحمل وزير الصحة المجتمع الدولي وتحالف العدوان مسؤولية التداعيات الصحية جراء انسحاب المنظمات من تقديم خدماتها في المجال الصحي.
وأرسل الدكتور المتوكل نداء عاجلا لكسر الحصار بجسر جوي لإرسال المساعدات الطبية، وكذلك رفع الحصار إدخال المشتقات النفطية.
وتقدم وزير الصحة بالشكل لسلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية لإرسالهم بمساعدات طبية للشعب اليمني.
من جهته اعتبر أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسق الشؤون الإنسانة عبدالمحسن طاووس أن انسحاب المنظمات من عملها في ظل الحصار يأتي في إطار تنفيذ أجندة لتحالف العدوان.
وأكد طاووس أن مطار صنعاء أصبح حكرا للمنظمات ولم يعد هناك أي خدمات تقدم للشعب.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن يبقى محايدا وأن يتخذ إجراءات حاسمة لفك الحصار عن الشعب اليمني.
وقال: نحن لا نريد مساعدات فقط نريد بأن يُحيدوا العمل الإنساني عن الجانب العسكري وأن لا يتدخلوا في الجانب السياسي، مؤكدا أن المنظمات في اليمن لا تستطيع أن تقدم شيء خارج السياسة الأمريكية.