الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الحاج ابو عمار القدمي ورفاقه...
من سفوح الرواسي وعاليات النخوة والكرامة والقدسية العملية الذاتية الخالدة بما تسطره لأي فاضل عظيم وقائد فذ…،
قصة العدوان هي قصة شعب وتحرك أمة، ولكن قصة الثبات والتضحية والحنكة والشجاعة هي قصة رجل باع فصدق وقال فأوفى..العظماء كُثر وتاريخهم اليوم هو قمة الحقيقة وقمة الشهادة على ذلك آثارهم المعنوية الدائمة،في ظل قيادة أهل البيت عليهم السلام، تأتي المخرجات العظيمة على مستوياتها العملي والبنائي، تربي تلك القيادة الشخص النادر والجندي المخلص لأنها إلهية.. . وضمن أسراب العظمة الذين طرقوا أبواب الفضيلة وصناعة الهوية الخالصة لله، الشهيد المجاهد القائد اللواء الحاج /أبو عمار القدمي.
ذلك الرجل الذي مثل الإسلام بطهره ونقاءه وجاذبيته وكماله المطلق، أبو عمار عَمر الأرض صلاحا وخيرا وجهادا ، وعُمرت له القلوب حبا ووفاءا وعشقا…
أبو عمار شهيد أنصاري مجاهد، برز اسمه في الواقع والساحة الجهادية في وسط أنصارالله كشخصية بارزة حملت الهدى القرآني والمشروع في مسيرة الله، بكل تفانٍ وإخلاص، شهدت حضوره المبارك كل الجبهات على مستوى المحافظات اليمنية،صنع من شخصية الرجل العادي رجل غير عادي، ومن الرجال البسطاء حوله إلى قادة عظماء جعلوا العدوان يحسب ألف حساب لهم، بدلالة هزائمه المتكررة في جميع محاور المواجهة، الشهيد القائد القدمي، عظيم من عظماء محافظة حجة الشامخة، طاف سلاحه كأنه ذوا الفقار العلوي الحسيني، أسد باسل سخي رضي، مقدام، سيف من سيوف كربلاء ولده الزمان لنصرة حسين العصر، فكان نعم الطالب ونعم المربي القائد.
الحاج الشهيد من عُرف في محافظته وبين أُسرته وذويه وصحبه ورفاق دربه الطويل بالسماحة والورع والزكاء وفطرة الرشد والتقوى أصطفته لها رجلا زكيا حليم عليم .
كذلك عَرفه العدو بالغلظة والشدة وجأش البأس، وعُرف في الواقع بصلابة الموقف و الرأي وسداده وحكمة بالغة.
الشهيد الحاج قدوة للمجاهدين والمستبصرين وللأمة ولكل الصادقين ، جاءته الفراسة تسعى، وأحداث الشعب تزداد وتيرة مع حركة الأعداء الكبيرة ضد الشعب والمؤمنين، فبرز الشهيد المجاهد أبو عمار كواحد من ليوث الوغى في عمران وصنعاء والحديدة وتهامة التي شيعت نفسها قبله كمدا الفراق…والعديد من محاور الجبهات، مثل صرح كبير أنتج مدارس باقية تُخرج الأبطال وتنتج الرجال، فبرز القائد كمعَلمٍ من معالِم الثبات والحنكة والعدالة للقضية، والأبطال من الرجال يتسابقون
قبله للشهادة في سبيل الله،كُلا يود أن تكون نفسه له الفداء…
وحقا فُدي بأرواحهم ممهدين له جسر عبور للسكن الخالد الجنة ، وفي لحظة أستشهد القائد مع الحسين دربا ومنهج، لِتُشَيّعه محافظة حجة قلوبا وأفئدة ، شيعه الآلاف من طلابه وخريجي مدرسته الجهادية العميقة، إيمان وعمل وروح وإخلاص لله،لتمر به مراسم الزفاف إلى حياة خير وأبقى… على مستوى العاصمة صنعاء إلى مسقط رأسه حجة، ومع صباح اليوم الكربلائي حين استشهد الحسين السبط ، هللت فضاءات المحافظة تزفه سعيدا شهيدا قائدا عظيما إلى جواره الخالد الدائم مع خيرة صحبه ورفاقه من توسد معه أيام حياته الصخر والرمل، برا وبحرا، شهيد العظمة اللواء القائد / عبدالمنعم المغربي، ليكونا خير رفاق عرفتهم الدنيا والآخرة.
فالسلام الباقي أمده مابقيت الباقيات على أرواحهم الطاهرة وتضحياتهم العظيمة.