عظماء لن ننساهم تروي قصة الشهيد/ أيمن عبدالملك الغيثي
[quote bcolor=”#e5e5e5″ bgcolor=”#f9f9f9″]
- إعداد / إحسان أبوطالب
- بصوت/ بتول المنصور
- من إخراج / عامر حسن الرازحي[/quote]
كم هم سعداء أولئك الذين يقضون عمرا طويلا في خدمة الإسلام والمسلمين وينالون في نهاية عمرهم ،الفيض العظيم الذي يتمناه كل عشاق لقاء الله…
كم هم سعداء وعظماء أولئك الذين اهتموا طيلة حياتهم بتهذيب النفس والجهاد الأكبر وفي نهاية أعمارهم التحقوا بركب الشهداء معززين مرفوعي الرأس. ..
كم هم سعداء وفائزون أولئك الذين لم يقعوا في شباك الوساوس النفسية وحبائل الشيطان ، طيلة أعوام حياتهم في بأسائها وضرائها وخرقوا آخر الحجب بينهم وبين المحبوب ،بمحاسنهم ليلتحقوا بركب الشهداء والمجاهدين في سبيل الله…
فطوبى لأولئك الذين ارتحلوا شهداء، طوبى لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم في قافلة النور، وطوبى للذين ربوا هذه الجواهر الثمينة في أحضانهم. ..
عندما نأتي لنتحدث عن شهيد نحن حتما لانستطيع أن ندرك الارتزاق والاصتفاء عن الإله! ولربما كان مقاما خاصا للمقربين في ساحة الرب،جل وعلا، أولئك المنزهين عن الأنية..إذن ماذا عسانا أن نقول أو نكتب عنهم فالسكوت أحسن وكسر الأقلام أولى…
فلست أهلاً لأن أتكلم عن شهيد شهدت له مواقفه بالعظمة وتكفي شهاده الله له بذلك، حين أختاره شهيدا من الأعزاء المناضلين الذي سقوا شجرة الإسلام المباركة بدمائهم الطاهرة الزكية. …
فلابد لنا ان نسرد حياه ذاك البطل في سطور لنكون قد أعطينا ولو الجزء البسيط من قدره ومكانته.
إنه الشهيد المقدام / أيمن عبدالملك أحمد الغيثي
أطل أيمن للوجود في 1-7-1993 في مدينه صنعاء القديمه..
درس الابتدائيه في مدرسه القادسيه والاعداديه في دار العلوم العلياء والثانويه في ثانويه الكويت، كان أيمن من الطلاب المجتهدين المثابرين حيث كانت نتائجه دائما مشرفة وذلك في جميع مراحله الدراسيه. ..حيث لازم جميع تلك المراحل دراسته للعلوم الشرعية إلى جانب دراسته ،فقد كان منذ نعومة اظفارة شديد الحرص على أن يلتمس أمور دينه التي ستعينه على السير في النهج الصحيح..
بعد انتهاء أيمن من دراسته الثانويه وأثناءها شارك في ثوره الحادي عشر من فبراير حيث خرج أيمن ثائراً شجاعاً مندفعاً للخروج ضد الظلم يأبى الركوع أو الخضوع لغير الله .. فكان أيمن فكان ايمن من اولئك الشباب الذين تجدهم أمام المدرعات لايفصله عن المدرعات سوى أمتار قليله.. ولكن عندما أحس ان الثوره بدأت تنحرف عن مسارها وبعد تفكير مع نفسه مستمر يفكر بأن عليه أن ينصر المستضعفين فلم يجد خياراً سوى صعده فيمم جهته نحوها ليلتحق بالمسيره القرآنيه..
….
قرر أيمن حينها أن يكون جندياً من جنود الله.. تاركاً خلفه أصدقائه وأهله ودنياه.. فقد باع دنياه ليشتري آخرته…
تعلم أيمن وتدرب وشارك في معارك وكان ذكيا فطنا في الأمور العسكرية فقد عمل جاهدا ليكون مهندس عسكري وخبير تفجيرات ، ليصنع من نفسه ذلك الجندي البطل الذي سيكون على أتم الجهوزيه لحماية وطنه وعرضه …
عاش ايمن بدايته الجهادية والكل لايعرف ماذا يصنع .. كانت حياته ومماته لله كان مخلصاً مع الله حتى ان أسرته لم نكن تعلم أنه مهندس عسكري وأنه خبير متفجرات إلا من بعد أستشهاده….
تزوج أيمن ولم ينهي شهره حتى دعاه داعي الجهاد فلبى له وهو لا يزال في شهر عرسه.. فلقد جسد أيمن في تلك الاستجابة الروح الجهادية الحقيقية .
شارك أيمن في صعده في معارك كتاف ودماج وهناك أصيب بطلقه من حاقد لئيم لايبعد عنه سوى أمتار قليله ..أصابت الطلقه فخذه،فكسرت عظمة فخذه ، وألمته لتخرج من الاتجاه الآخر …
كان ايمن دائما يفتخر بان ما أصابه وألمه كان في سبيل الله فوجعه يهون ..فبعد أن رجع أيمن الى صنعاء للعلاج كان دائماً مايقول إني اذوق الألم في سبيل الله حالي..وكان دائماً مايتوعد بأنه بعد شفائه سينكل بفلول الفكر التكفيري …
خلال فتره علاج أيمن كان دوما مايتسائل والدته: أماه هل انتي تدعي لي بأن الله يقبلني شهيداً؟! ..لم يكن أمامي وأمام هذا التكفيري إلا بضغه أمتار كاد يقتلني.. أماه هل انتي تدعي لولدك من قلبك؟؟
فتجيبه الأم: أنا دائماً ما أدعوا بأن الله يكتب لك مافيه رضاه..فمتى رضي الله عنك فأنا راضيه عنك.. ولدي أنا لاأريد أن احرمك مما تحب الا وهي الشهادة ويبقى في قلبي حبك.. لكني أقول مادمت في سبيل الله وبعت نفسك لله.. فليفعل لك الله مافيه الخير….
وهنا يتجلى حب أيمن للشهاده وتوقه لملاقاتها ويتجلى الحب الصادق لوالده أيمن التي لاتريد أن يكون ولدها إلا في سبيله ورضاه…
..
قرر أيمن الالتحاق بكلية التجاره فالتحق بها ولم يمض شهر على التحاقه إلا وكانت تجاره الله هي الأقرب اليه.. فربح التجاره العظمى وذلك عندما وضعت عبوات حقد ناسفه في أماكن من صنعاءالقديمه ..تم الاتصال بأيمن ليفككها.. فنهض بسرعه ولهفه..
وكأنه يدرك بأنه مع لقاء مع الشهاده ..ففكك العبوه الاولى التي وضعت في حاره القاسمي من صنعاء القديمه واتجه نحو الاخرى التي كانت موضوعه في بستان السلطان فأبعد الناس المجتمعين حوله وأثناء تفكيكه للعبوه انفجرت وأرتقت روحه الطاهره الى بارئها لتعانق السماء، فلقد أنقذ حياة الناس ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً .. ورحل ايمن الى ربيع الشهداء تاركا ورائه اهله وذاك الطفل الذي بشر به قبل استشهاده بيوم ولم تطول الفرحه حتى اكتملت بالتحاقه بركب الشهداء …
هذا هو أيمن، الشهيد الذي صدق بيعه مع الله لتكون مواقفه كلها تحمل معاني العشق الإلهي والشوق للتحليق الي عالم الشهداء..
فسلام الله عليه وعلى روحه الطاهره يوم ولد.. ويوم استشهد.. ويوم يبعث حيا..وسلام من الله الف سلام على أرواح أولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لنعيش في عزة وإباء…