هيئة الأوقاف تنظم الندوة العلمية الأولى بعنوان
#صوت_الشعب
عُقدت بصنعاء، اليوم، الندوة العلمية الأولى بعنوان ” القرآن منهاج حياة شامل”، نظمها قطاع المساجد والمبرات بالهيئة العامة للأوقاف “الإدارة العامة للعلماء والمتعلمين” ضمن سلسلة ندوات علمية.
وفي افتتاح الندوة أشار مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، إلى أهمية وضع أسس لنهضة الأمة وواقعها بالاستناد إلى القرآن الكريم وفهم معانيه والبحث عن مضامين كتاب الله عز وجل وما يحويه من أوامر ونواهي وأحكام.
وشدد على ضرورة التركيز على الأولويات وترتيبها للنهوض بواقع الأمة من خلال البحث والتفسير لمعاني القرآن الكريم، بالاستفادة من التطور التكنولوجي الحاصل والثورة العلمية والتراث الإنساني اليمني .. داعياً إلى الابتعاد عن الترف الفكري والمصطلحات الجدلية.
وقال” إن المرحلة الراهنة، مرحلة إحياء ونهوض فكري، ما يتطلب تشجيع الباحثين والمفكرين والكوادر للغوص في البحوث وتدريس اللغات والتدريب على كيفية إيصال الفكرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي والإعلام والاتصال والتوعية والإرشاد”.
وأشار العلامة مفتاح إلى توقيت تنظيم الندوة في العشر الأولى من ذي الحجة التي فضلها الله، خاصة ما يتعلق بإحياء منهج القرآن الكريم .. معتبراً ذلك مبادرة إيجابية تتطلب استمرارها للنهل من علوم القرآن وتشجيع إقامة مثل هذه الندوات التي تتحدث عن العلم النافع والنور الساطع والذكر الحكيم.
واستعرض ما تمر به الأمة من مرحلة ضعف وحالة تردي، ما يستدعي من الباحثين والمفكرين والأكاديميين والعلماء دراسة واقعها والاستزادة من كتاب الله عز وجل في معالجة أوضاعها وما وصلت إليه من حالة ارتهان وتبعية لقوى الهيمنة والاستكبار.
وناقشت الندوة محوران، تناول في المحور الأول عضو المكتب الثقافي لأنصار الله يحيى قاسم أبو عواضة، الحكمة من استخلاف الإنسان .. مبيناً أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه، مستشهداً بقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “خلق لمسؤولية عظيمة وله دور مهم أوجزه الله في القرآن الكريم (إني جاعلُ في الأرض خليفة)”.
وتطرق إلى الحكمة من خلق الإنسان واستخلافه رغم ما يحصل منه من فساد في الأرض وسفك للدماء من خلال ما عرضه الشهيد القائد الذي تحدث أن ما حصل داخل الملائكة من تساؤلات حصل أيضاً داخل البشر عن الحكمة من هذا المخلوق في وقت سيكون أكثرهم ضالين ومفسدين لا يفهمون ولا يعقلون.
وخلص أبو عواضة، إلى أن دور الإنسان يتحقق في الدنيا من خلال بناء الحياة على أساس هدى الله تعالى ودور المستخلف الإنسان بشكل عام المطيع منهم والعاصي، وسيتحقق رغما عنهم وسيحصل من واقعهم الشهادة بكمال الله وقدسيته وحكمته وعظمته، مبيناً أن دور المستخلف وتحقيق مسؤوليته في الدنيا مرتبط بما سخره الله له في هذه الحياة.
في حين قدّم رئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبدالمجيد الحوثي، المحور الثاني للندوة بعنوان “القرآن الكريم منهج حياة شامل” .. مبيناً أن الهدف من الندوة لفت الأنظار للعودة إلى كتاب الله ومعرفة قيمة وعظمة القرآن الكريم الذي هو منهج ودستور حياة للأمة.
وأشار إلى أن الندوة تهدف أيضاً لتعزيز دور الباحثين والأكاديميين والكتّاب والعلماء والمفكرين، في التأمل والبحث في كتاب الله عز وجل للوصول إلى الحق والحقيقية ومعرفة كتاب الله وعظمته وشموليته ومنهجيته ومفرداته ومضامينه ودقته.
وذكر العلامة الحوثي، أن معرفة مفتاح القرآن الكريم، يتمثل في الإخلاص لله تعالى واتباع الثقلين واللغة العربية .. مؤكداً ضرورة الثقة المطلقة في أن ما يقدّمه القرآن الكريم، هو الحق والحقيقة لكل شؤون الحياة ومجالاتها.
ولفت إلى أن القرآن الكريم حيُ وصالحُ لكل زمان ومكان، ما يجب أن يستنير الجميع بكتاب الله والبحث في آياته وتدبر معانيه .. مستعرضاً المفهوم اللغوي والتفسير القرآني الصحيح لمعنى كلمة العرش وقواعد تفسيرها وفقاً لما ورد في القرآن الكريم.
وعرّف رئيس هيئة الأوقاف، معاني العرش في اللغة، والقرآن الكريم كما جاءت في مواضع متعددة من آيات الله، وهل العرش مخلوق مادي أو معنوي، ووظائف العرش في القرآن الكريم وعلاقة العرش بيوم الحساب .. داعياً الباحثين إلى الاستزادة من المنهج القرآني والتوسع في البحث والتحليل لآيات الله باعتبار القرآن الكريم دستوراً شاملاً وكاملاً لكل مناحي الحياة.
حضر الندوة وكلاء هيئة الأوقاف لقطاعي المساجد والمبرات، الدكتور عبدالله القدمي، والاستثمار وتنمية الموارد، الدكتور محمد الصوملي، والشؤون المالية والإدارية، كهلان السدح، وعدد من مديري العموم بالهيئة.