عظماء لن ننساهم تروي قصة الشهيد / صبحان قشوي سداد
[quote bcolor=”#e5e5e5″ bgcolor=”#f9f9f9″]
- إعداد / سفير الصري بالتنسيق مع حسين وتوفيق سداد
- تقديم/ احمد المختفي
- من إخراج / عامر حسن الرازحي[/quote]
مستمعينا الاكارم لنأتي نحن واياكم الى بداية جديدة من حياة الشهيد البطل صبحان قشوي الذي بدمائه الزكية لاح فجر الانتصار .
اطل الي الوجود الشهيد صبحان قشوي سداد في السابع عشر من يناير 1989 في محافظة صعدة مديرية ساقين منطقة بني واس ، عُرِف منذُ صغره بالهمة والذكاء والنشاط ، كان سريع البديهة يحب التعلم ويجيد التحدي ، تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة الغفران وكان يحرز درجة الامتياز وينال وسام الصف كل عام .
شهيدنا صبحان اثناء العطل الصيفية كان يدرس العلم في المراكز الصيفية ابتداء من منطقة مران حيث تتلمذ على يد الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي وايضا الشهيد السيد/ زيد علي مصلح فقد كان الطالب المجتهد والحسن تعلم ليُعلم وتثقف من ينبوع الهدي ليصل به الي كل ضامي ومتعطش لهدى الله في المجتمع حيث وبعد إنشاء مركز صيفي في المنطقة
كان صبحان احد المدرسين في المركز الكائن على مقربة من قريته حيث يبكر كل صباح اليه تاركا عمله متفرغا له حرصا منه على تعليم الناس الدين الصحيح والاسلام المحمدي رغم عدم استلامه اي راتب مقابل ذلك.
شهيدنا صبحان له بصماته في تثقيف المجتمع وله دورة في صناعة الجيل الصاعد الي الحرية والعزة والكرامة مواقفه كانت ولازالت بارزة ، فقد كان نجمه متألقآ دائما وعلى رأس معظم الأعمال في عموم المنطقة مقدماً أفضل النماذج التربوية والعلمية في كل المدارس والحلقات العلمية التى كان جزءاً أساسيا فيها سواءاً على مستوى الدورات الصيفية التي كان من روادها أو في تلك الجوانب المختلفة والأعمال المتنوعة التى كان يقوم بها إلى جانب التدريس .
شهيدنا صبحان كان يمتلك مواهب عدة “الخط _الشعر_ الخطابة” الخطاطِ الذي بّهّر الجميع بخطهِ الجميل بتماِئل حروفه وروعة كلماته وطراوة تنظيمه ووضع النقاط علي افنانه ذاك هو .
هو ذلك الشاعر الذي هاجر الي القوافي وعاش مع القصيد واحبه الشعر قبل ان يوهبه .
وهو ذلك الخطيب الذي رغم حداثة سنه ان تحدث تهتز لخطابه المنابر والقلوب، وتنفجر لصدقه المآقي والنفوس علم وأخلاق وعمل وتواضع ولين جانب ودعوة كلها صفات علقت الناس به أضف إلى ذلك تقواه وورعه وطاعته وعبادته ، شاب طموح جرئ تختلج في صدره هموم الأمة وتنحصر بين جنبيه آهات الثكالى وأنات المضطهدين .
حينما شنت الحرب الاولى علي منطقة الشموخ مران التحدي اطبق العدو حينها الحصار على المنطقة شهيدنا صبحان مع مجموعة من رفاقه معظمهم الان صاروا شهداء أمثال الشهيد/ شريف الصري والشهيد/ حسن جار الله والشهيد/ علي جوبان ، كانوا يقومون معاً بمهمة جهادية حيث يجمعون بعض المؤون متخفين عن انظار القوم في مهام سرية جدا لايطلع عليها أحد حتي من افراد اسرهم ليحملوا ماستطاعوا من المؤون على اكتافهم ويقطعون مسافات كبيرة لإيصالها لاخوتهم المجاهدين المحاصرين في مران في أنبل مهمة واعظم موقف ان استجابوا حينما رفض الناس، وتكلموا عندما سكتوا، وقاموا عندما قعدوا، بهم صمد اهل الحق ومنهم وقف شامخا .
ورغم متاعب الطريق ومخاطرها استطاعوا ان يكملوا مهمتهم الي نهاية المطاف ثابتي الخطى، صادقي العزم، موقنين بالقتل شهادة لايمانهم بعدالة قضيتهم لتفتح لهم جنان الخلد أبوابها، وليلقوا وجه ربهم راضيين مرضيين .
ها هو الشهيد صبحان يسلم الروح بعد أن أدى الأمانة والواجب مع رفاق له حملوا راية الجهاد والاستشهاد معاً فسقطوا شهداء ليلتحق بهم رفيقهم بعد فراق وشوق على مدى ستة حروب وفي الحرب السادسة اثناء اقتحام المجاهدين للمجمع في منطقة منبة الحدودية تقدم شهيدنا صبحان مع وحدات الاقتحام لتخرج من اوكار اللئام طلقات اصابته فتوقف عن التقدم واقفا ليطل من نافذه جرحة النازف على من سبقوه من الشهداء فرحا باللقاء بهم ومستبشرين هم بقدومه ، فسقط جسده الطاهر وارتقت روحه الي السماء مخلفا ورائه بناته الثلاث نجاد وتغريد واخلاص .
حيث دفن جسدة الطاهر في روضة الشهداء بقمراء اما الروح الثائرة لشهيدنا فقد ارتقت الى الجنان عند رب مليك مقتدر بعد رحلة مضيئة ومحطات مشرفة من الجهاد والنضال لن تنتهي برحيله بل ستبقى الى الابد مابقيا في عروقنا دماء ومابقيا في اجسادنا حياة .