الصين تنظم تدريبات عسكرية استباقا لزيارة بيلوسي إلى تايوان
أعلنت الصين تنظيم تدريبات عسكرية “بالذخيرة الحية” السبت 30 يوليو (تموز) في مضيق تايوان ، في مبادرة تسبق زيارة مزمعة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
غير أن المناورات ستكون محدودة جغرافياً وستجري في المحيط المباشر للسواحل الصينية.
وتعتبر الصين تايوان، الجزيرة البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها وتعتزم إعادة توحيدها مع البر الصيني من غير أن تستبعد استخدام القوة من أجل ذلك.
وتعارض بكين أي مبادرة من شأنها إعطاء السلطات التايوانية شرعية دولية وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى، وهي تالياً تعارض زيارة نانسي بيلوسي.
“استفزاز كبير”
ومع أن مسؤولين أميركيين يزورون بانتظام تايوان التي يفصلها شريط ضيق من المياه عن بر الصين الرئيس، ترى بكين أن زيارة بيلوسي ستشكل استفزازاً كبيراً.
وفي هذا السياق أعلنت السلطات الصينية المشرفة على الأمن البحري تنظيم “مناورات عسكرية” السبت قبالة سواحل جزيرة بينغتان في إقليم فوجيان (شرق) الواقع قبالة تايوان.
وأوضح البيان الصادر الخميس، الذي نقلته وسائل الإعلام الصينية الجمعة، أنه “ستجري عمليات إطلاق نار بالذخيرة الحية بين الساعة 8:00 والساعة 21:00 (منتصف الليل والساعة 13:00 ت غ)، وسيحظر أي دخول” إلى هذه المياه.
وبينغتان أقرب منطقة صينية إلى تايوان وتقع منطقة المناورات السبت على مسافة نحو 120 كيلومتراً من السواحل التايوانية.
ولم يأت البيان على ذكر بيلوسي بالاسم، لكن بكين تهدد منذ بضعة أيام بـ”عواقب” في حال نفذت المسؤولة الأميركية مشروعها.
وتعد بيلوسي ثالث أرفع شخصية في الإدارة الأميركية، ويحتمل أن تبدأ اعتباراً من الجمعة جولة في آسيا قد تشمل محطة في تايوان، لكنها ترفض تأكيد ذلك لأسباب أمنية.
تعتبر هذه المسألة حساسة بالنسبة إلى واشنطن، فرئيسة مجلس النواب الأميركي شخصية محورية في الغالبية الديمقراطية للرئيس جو بايدن، لكن زيارتها المحتملة للجزيرة ستشكل خطوة إلى الأمام في المواجهة مع بكين، وهو ما ينذر بتعقيد مهمة الدبلوماسيين الأميركيين الذين يسعون جاهدين لعدم تسمم العلاقات مع العملاق الآسيوي.
واشنطن تسعى للتهدئة
من جانبها، سعت واشنطن، الجمعة، إلى تخفيف حدة التوتر مع الصين الغاضبة من زيارة محتملة قد تجريها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان التي تطالب بكين بالسيادة عليها.
والجمعة أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة والصين من أن تديرا “بحكمة” خلافاتهما في شأن تايوان. وقال “لدينا خلافات عدة في شأن تايوان، لكن خلال أكثر من أربعين عاماً، تمكنا من إدارة هذه الخلافات وفعلنا ذلك بطريقة حافظنا عبرها على السلام والاستقرار وسمحت لشعب تايوان بالازدهار”.
كان الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح الخميس خلال اتصال مباشر نادر مع نظيره الصيني شي جينبينغ، أن موقف الولايات المتحدة في شأن تايوان “لم يتغير” وأنها “تعارض بشدة الجهود الأحادية لتغيير الوضع أو تهديد السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
من جهته، دعا شي نظيره الأميركي إلى “عدم اللعب بالنار” في شأن تايوان، في وقت وصف متحدث باسم الخارجية الصينية الزيارة التي قد تجريها بيلوسي للجزيرة بأنها “خط أحمر”.
في المقابل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض للقضايا الاستراتيجية جون كيربي الجمعة، إن خطاباً كهذا يحرض على الحرب “من الجانب الصيني” ليس “مفيداً حقاً”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تلاحظ في هذه المرحلة أي نشاط عسكري خاص من جانب بكين تجاه تايوان.
ارتفع منسوب التوتر الدبلوماسي بين البلدين بسبب زيارة لم يجر تأكيدها بعد. ورداً على سؤال الجمعة، رفضت بيلوسي الإجابة بوضوح، متحدثة عن “أسباب أمنية”. ولم يؤكد البيت الأبيض ولا بلينكن الجمعة أو ينفيا احتمال إجراء بيلوسي هذه الرحلة إلى تايوان أو حتى إلى آسيا.
ويؤجج الغموض الذي يكتنف وضع هذه الجزيرة الواقعة في بحر الصين التوتر بين واشنطن وبكين.
لا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية مع تايبيه وتعترف بالنظام الشيوعي في بكين على أنه الممثل الوحيد للصين، لكن الولايات المتحدة تبيع الجزيرة أسلحة وتشيد بنظامها “الديمقراطي”.
وزيارة بيلوسي في حال تمت لن تكون الأولى، فقد زار الجمهوري نيوت غينغريتش الذي كان آنذاك رئيساً لمجلس النواب تايوان في عام 1997، وكان رد فعل بكين معتدلاً نسبياً.
ولطالما وجهت بيلوسي انتقادات علنية للصين وأقامت علاقة صداقة مع الدالاي لاما، وأثارت عام 1991 حفيظة بكين أثناء زيارة عبر عرض لافتة في ساحة تيان أنمين لاستذكار متظاهرين مدافعين عن الديمقراطية قتلوا هناك قبل عامين.
وإذا توجهت بيلوسي إلى آسيا وتايوان فستفعل ذلك على متن طائرة عسكرية أميركية.