رئيس الوزراء يشارك في فعالية اليوم العربي للأرصاد الجوية
أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن وزارة النقل من بين أهم الوزارات الاستراتيجية السيادية التي يُغطّي نشاطها خارطة اليمن الكبير.
جاء ذلك أثناء مشاركته، اليوم، في الفعالية التي نظمتها وزارة النقل، ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد احتفاءً باليوم العربي للأرصاد الجوية تحت شعار “الأرصاد مهمة في حياتنا”، بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية، الدكتور حسين مقبولي.
ونوّه رئيس الوزراء بالوظائف المهمّة لوزارة النقل، التي تتعامل مع شبكة نظام عالمي، اليمن جزءٌ منه، سواء في مجالي النقل الجوي والبحري أو الأرصاد الجوية.
وأكد أهمية أن يعي الجميع، لا سيما الجهات المتعاملة ومسؤوليها مع هذه المؤسسة السيادية، حساسية وظيفتها ومؤسساتها، لا سيما الطيران المدني والأرصاد وطبيعة التزاماتها الفنية والمهنية تجاه المؤسسات القومية والدولية والعالمية المعنية.
واعتبر المساس بصلاحيات هذه الجهة أو تلك عملاً مضراً ومعيقاً لها في أداء مهامها ومسؤولياتها المنصوص عليها وفقاً للقوانين واللوائح والنظم.. لافتا بهذا الشأن إلى توجيهات قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يؤكد باستمرار على الحفاظ على النظام والقانون ودولة المؤسسات.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن اليمن دولة فقيرة، لكنه غنيُ بكادره البشري الذي جرى ويجرى تأهيله بصورة مستمرةَ في مختلف المجالات.. مبيناً أن الحفاظ على هذا الكادر، الذي تعب المجتمع في عملية إعداده، مسألة استراتيجية وحيوية مهمة.
وأشاد بالأدوار الوظيفية النوعية والوطنية لهيئة الطيران المدني والأرصاد، التي تقوم بها في أداء مهامها على المستوى الوطني بحيادية وكفاءة وبمسؤولية عالية، وما قدّمته من نموذج علمي صحيح للإنسان اليمني.
وقال: “لقد حظيت وزارة النقل، خلال سنوات العدوان، بثلاثة وزراء أكفاء ومخلصين، كل واحد منهم أفضل من الآخر، علاوة على امتلاكها طاقما فنيا كفؤا مر بمراحل تأهيلية متعددة في مجال عمله الفني والإداري”.
وأضاف: “ينبغي علينا جميعا أن نحافظ على دولتنا ومؤسساتنا، كما تم الحفاظ على العاصمة صنعاء من المرتزقة ودول العدوان ومن الخونة الذين أرادوا باليمن شراً”.
كما أكد رئيس الوزراء أن “النصر، الذي تحقق، وكما قال قائد الثورة، حققه الشعب العظيم الذي صمد وتعب وسهر وتحمّل ظنك العيش، وتوقف المرتبات، وثبت في كل موقع، ووقف إلى جانب الجيش واللجان الشعبية مؤزراً وداعماً، ومعه كافة المؤسسات الدستورية”.
وحيا بهذا الخصوص كافة مؤسسات الدولة بقياداتها ومسؤوليها وموظفيها وعامليها رجالاً ونساءً، الدين قدموا الأنموذج السليم في خدمة المواطنين.. موضحاً أنه لا يوجد في صنعاء ومؤسساتها أي تمييز بين محافظة وأخرى، وتقدم خدماتها بروح وطنية شاملة لكل أبناء الوطن الكبير، أينما كانوا.
ولفت إلى الثقافات الفرعية الهدامة ومنها المناطقية التي تعد من أسوأ الشرور التي ابتليت بها المجتمعات والدول عبر التاريخ الإنساني.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن “جميع أبناء الوطن ما يزالون ينتظرون الحلول القادمة من صنعاء وليس من المجاميع الانفصالية والعميلة التي لا يهمها إلا المشاريع الشخصية”.
وفي الفعالية الاحتفالية، التي حضرها وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، أكد وزير النقل عبدالوهاب يحيى الدرة أهمية الاحتفال بهذه المناسبة العربية بهدف الحفاظ على حياة المجتمع وممتلكاتهم.. مشيداً بجهود العاملين في قطاع الأرصاد الجوية، ودورهم وحرصهم على تقديم خدمات الأرصاد بدقة وتميّز فني.
وحث على بذل المزيد من الجهود لتقديم الخدمات التي تسهم في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.. لافتا إلى تزامن الاحتفال بهذه المناسبة مع احتفالات الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي وثورتي 21 و26 سبتمبر.
وأشار الوزير الدرة إلى المسؤولية المباشرة، التي يضطلع بها قطاع الأرصاد الجوية في رصد تغيرات الطقس، وإصدار نشرات جوية وبحرية وتحذيرات الطقس، وإرسالها إلى الجمهور في الوقت المناسب، للمساهمة في حماية الأرواح والممتلكات.
كما أكد اهتمام وزارة النقل بهذا القطاع الحيوي وتقديم الدعم، انطلاقاً من الحرص على تسهيل أداء المهام، وأبرزها السعي لإصدار قانون الأرصاد الجوية الذي وصل إلى مراحل متقدّمة بعد اعتماده من مجلس الوزراء.
وقال: “إن القانون سيُسهم في تفعيل دور قطاع الأرصاد الجوية من خلال تحديد المسؤوليات والمهام، وحصر إصدار النشرات، والتحذيرات من الطقس الشديد على جهة وحيدة في الجمهورية اليمنية، وهي قطاع الأرصاد الجوية”.
ولفت وزير النقل إلى أن قطاع الأرصاد الجوية يعمل على تلبية احتياج المؤسسات الحكومية والقطاعين العام والخاص بمعلومات المناخ، للاستفادة منها في برامج التنمية الاقتصادية والزراعة والثروة السمكية والصناعة والطرق والصحة والبيئة، وكذا احتياج الباحثين للمعلومات، وتقديم خدمات الأرصاد للملاحة الجوية والبحرية والنقل البري، وفقاً للمعايير الدولية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو).
وفي الفعالية، بحضور عضوي قاسم حسين حبيش ونجيب الورقي ونائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، أشار رئيس هيئة الطيران المدني والأرصاد، الدكتور محمد عبدالقادر، إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لتوحيد الرؤى العربية الهادفة إلى الحفاظ على العنصر البشري.
وقال: “يصادف مرور نصف قرن على القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بإنشاء اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في 15 سبتمبر 1970، لتوحيد الجهود والأهداف في هذا المجال”.
وأكد الدكتور عبدالقادر أهمية دور قطاع الأرصاد الجوية في تأمين سلامة الطيران المدني من خلال النشرات، التي يعتمد عليها في مجال الطيران.. معتبرا ذلك عنصراً مهماً في تلافي أي أعراض جانبية من خلال الاطلاع على أحوال الطقس والتغيرات المناخية.
ولفت إلى الارتباط الوثيق بتطور العوامل والعناصر الجوية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن آثار تغييرات المناخ باتت واضحة في ظل ما يشهده العالم من كوارث طبيعية.
فيما أشار الوكيل المساعد لقطاع الأرصاد الجوية، المهندس محمد سعيد، إلى اهتمام القطاع بتطوير العمل الفني والمهني لما يمتلكه من كوادر مهنية في تقديم خدمات إرصادية جوية نوعية رغم إمكانياته البسيطة.
وقال: “إن سلامة الإنسان مرتبطة بالظروف الطبيعية من حوله التي يشكل فيها المناخ أحد أهم العناصر الرئيسية”.. مبيناً أن العالم شهد مؤخراً تغيرات مناخية تسببت في العديد من الظواهر الحادة كالسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير، ما انعكس بصورة مباشر على سلامة المجتمعات وأثرت على حياتهم.
تخللت الاحتفالية، بحضور وكلاء وزارة النقل والوكلاء المساعدين في هيئة الطيران المدني والأرصاد ومدراء عموم وزارة النقل والهيئة، عرض خاص لفيلمين بالمناسبة، وحاجة العالم لأخصائيي الأرصاد الجوية، وفلاشة توعوية عن مخاطر الطقس.
وفي ختام الحفل تم تكريم رئيس الوزراء ونائبه لشؤون الخدمات والتنمية، ووزراء الزراعة والري والإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات بدرع هيئة الطيران المدني – قطاع الأرصاد الجوية، تقديراً لاهتمامهم ودعمهم للقطاع، كما تم تكريم العاملين في قطاع الأرصاد الجوية.