رئيس الوزراء يتفقد مركز علاج لوكيميا الأطفال
تفقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم الاثنين ، أوضاع مركز معالجة الأطفال المصابين بمرضى سرطان الدم “اللوكيميا”، بمستشفى الكويت الجامعي بأمانة العاصمة.
وزار رئيس ومعه وزيري التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب والشؤون القانونية الدكتور إسماعيل المحاقري ورئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، الأطفال الذين يتلقون العلاج حالياً في المركز ومستوى الرعاية الصحية والعلاجية المقدمة لهم من قبل الكادر الطبي والصحي.
واستمعوا من وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، إلى شرح عن الوضع الراهن للمركز وما يقوم به من دور حيوي طيلة السنوات الماضية تجاه الأطفال المصابين بهذا النوع من الأمراض السرطانية .. موضحاً أن المركز بحاجة للمزيد من الدعم الحكومي لمواصلة جهده الطبي الانساني المهم تجاه هذه الشريحة والتوسع في نشاطه.
وتطرق إلى الفاجعة الكبيرة جراء وفاة عشرة أطفال بسبب جرعة دواء مهربة وملوثة .. مؤكداً أن هناك فريق تحقيق من قبل النائب العام، يبحث حالياً في هذه الحادثة من كافة الجوانب والمتسببين فيها تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق كافة المتورطين في إدخال وإيصال هذا الدواء الملوث للسوق.
وأشار وزير الصحة إلى أنه سيتم الرفع بكافة النتائج للقيادة العليا فور الانتهاء منها من قبل النائب العام .. مبيناً أن الأدوية الخاصة بهذا المرض غير متوفرة حتى اللحظة في اليمن وهو ما يهدد حياة عشرات الأطفال الآخرين المصابين بهذا الداء.
وطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والعالم أجمع بإدخال الأدوية الحيوية غير المتوفرة في اليمن ومنها الخاصة بهذا النوع من الأمراض ورفع القيود عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي لضمان عدم تكرار المأساة.
وأوضح رئيس الوزراء في تصريح إعلامي عقب الزيارة، أنه اطلع ومعه عدد من الوزراء خلال الزيارة على أسباب الحالة المأساوية التي وقع بها أسر الضحايا من الأطفال .. مقدّماً التعازي لجميع الأسر بهذا المصاب.
وأشار إلى أنه طالب وزير الصحة برفع تقرير حول هذه الحادثة من مختلف الجوانب .. وقال “هي مأساة كبيرة بالنسبة للجميع وفي المقدمة أمهات وآباء المتوفين، ولا نريد أن نسوف الموضوع ولكن السبب الرئيسي لمثل هذه الحادثة هو الحصار الذي فرض على شعبنا منذ قرابة ثمان سنوات والذي لم يقتصر على الأدوية بل والمواد الغذائية وبعض المواد الأساسية التي تفيد المرضى”.
وأضاف” بسبب الحصار يتسلل الذين تنعدم ضمائرهم من الباحثين عن المال الحرام، ويتمكنوا من إدخال الأدوية المغشوشة والملوثة والتي لم يقتصر ضررها على المرضى بالعاصمة صنعاء بل وفي محافظة حضرموت”.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة باشرت منذ اللحظة الأولى بمتابعة هذا الملف وكلفت وزير الصحة العامة بالتحقيق الأولي حول الفاجعة ومتابعة الحالات المتأثرة بسبب الجرعة الملوثة وتقديم العناية لها والتي بفضل الله تجاوز الكثير منها مرحلة الخطر وحاليا في مرحلة التشافي.
ووصف ما حصل بالكارثة التي يتحمل وزرها تحالف العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي .. مبيناً أن القطاع الصحي بصنعاء والمحافظات الواقعة تحت إدارة المجلس السياسي الأعلى يقدم خدمات صحية للمرضى منذ ثمان سنوات بما أُتيح له من إمكانات مع بذل قصارى الجهود في سبيل العناية بهم.
من جانبه نوه وزير التعليم العالي في تصريح مماثل بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة وكافة مسؤوليها والمؤسسات الصحية سواء في هذه الفاجعة أو قبلها.
وذكر أن الأبواق التي تصطاد في الماء العكر إنما تحاول الدفاع عن الغريم والمتسبب الحقيقي في موت أولئك الأطفال والمتمثل في الحصار السعودي الإماراتي .. لافتا إلى أن الأطفال مر على تلقيهم العلاج في هذا المركز سنتين ومع ذلك لم يلتفت أحد للجهد المبذول في رعايتهم الصحية أو يتحدث عنهم.
وأكد الوزير حازب أن اليمن مستهدف من قبل العدوان بما في ذلك قطاع الصحة وغيره من القطاعات .. معتبراً تعمّد البعض لإبراز هذه الحادثة كعمل متعمد من قبل المعنيين، جريمة بحد ذاتها بحق من يروجون لهذا الأمر.
بدوره أوضح وزير الشؤون القانونية، أن الوزارة شاركت منذ البداية في أعمال التحقيق للبحث عن أي أسباب أخرى غير ما هو معلن ومعروف عند الجميع .. مشيراً إلى أن المسألة مرتبطة بدواء ملوث تم إدخاله عبر وسيلة غير شرعية.
من جهته أعلن رئيس الهيئة العامة للأوقاف عن تبرع الهيئة بعشرة ملايين ريال لصالح المركز والأطفال الذين يتلقون العلاج فيه.
وأفاد بأن وزارة الصحة تعمل منذ اليوم الأول حتى اليوم من أجل مواكبة المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب اليمني نتيجة العدوان والحصار وبإمكانات محدودة وظروف استثنائية وصعبة.
وقال” من سيثبت تورطه في هذا العمل يجب أن يدان ويحال للجهات المختصة، وأن تحميل شخص الوزير، المسؤولية المباشرة هو تجني وابتعاد عن الحقيقة”.
ولفت العلامة الحوثي إلى أن أطفال اليمن يقتلون بمثل هذه الجرعة الملوثة وأيضا بالصواريخ وبالجوع ومنع الغذاء الدواء.