إذاعة كل اليمنيين

الأعراسُ الجَماعيّة.. صورةٌ من صُورِ العزةِ وَالانتصار

مطهر يحيى شرف الدين

في لوحةٍ معبرة حملت في ظاهرها مظاهر الفرحة والبهجة والسرور وفي باطنها اختزلت معاني وتفاصيل القيم الإيمَـانية ولبّت التعاليم الإسلامية استجابة للتوجيهات الإلهية والنبوية الداعية إلى اتِّخاذ العفة والطهر منهجاً وسلوكاً يُجسد جانباً مهماً من جوانب الهُــوِيَّة الإيمَـانية التي تعني في جوهرها وجوب التكافل الاجتماعي والأخوة والتعاون وحب الآخرين.

شاهدنا الأسبوع الماضي، حفل زفافٍ جماعي يعتبر الفريد والمتميز في شكله وحجمه ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى العالم، ولا أبالغ حين أقول ذلك بل إن ما ينبغي الإشارة إليه هو دقة التنظيم والتنسيق والإعداد المسبق وفق معايير واعتبارات مُرضية وعادلة لكل أبناء المجتمع استفاد منها الآلاف منهم في إكمال نصف دينهم.

وذلك يدل على قيام الجهة المعنية والمسؤولة “هيئة الزكاة” بمهامها ومسؤولياتها الدينية والأخلاقية والوطنية تجاه ديننا الإسلامي وتجاه أبناء مجتمعنا اليمني الصابر الصامد المُضحي بالغالي والنفيس أمام تحالفٍ أعرابي غربي فاجر يسعى إلى جانب عدوانه العسكري والاقتصادي على اليمن لأكثر من ثماني سنوات إلى إشاعة ونشر الرذيلة والابتذال والانحلال الأخلاقي في صور فساد متعددة بين أوساط المجتمعات الخليجية من خلال حفلاتهم الماجنة الشيطانية التي تتقزز منها النفس ويدمى لذلك القلب مما وصلت إليه توجّـهات وسلوكيات أرباب الأنظمة المنافقة العميلة في مستوى ساقط وصل إلى درجةٍ عالية من الجحود والنكران للقيم وللهُــوِيَّة الإيمَـانية وقد تمرّغت في وحل المنكرات ابتذالاً وَفجوراً وَعمالةً وتطبيعاً مع أعداء الله ورسوله وأعداء الدين والقيم وأعداء الإنسانية الذين يشترون الضلالة بما تبقى لديهم من مظاهر الدين وَالهُــوِيَّة وسلكوا مسلك اليهود في انحرافهم وفسادهم وأصبحوا ينشرون أنواعاً من الضلالات في مجتمعاتهم إرضاء لمن ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضبٍ من الله وسخطه.

ولمن لا زالت أمامه ضبابية مما يحدث أَو لا زال لديه لبْس في حقيقة نفاق وفجور وتطبيع الأعراب عليه أن يضع أمام عينيه صورتين أَو لوحتين اثنتين، اللوحة الأولى تحكي في تفاصيلها ومشاهدها تمسك مجتمعٍ بهُــوِيَّته الإيمَـانية وَبتعاليم الإسلام في ولاءه وفرحه بميلاد رسول الله وحبه الانتماء للدين الإسلامي وامتثاله للتوجيهات الإلهية والنبوية التي تحث على ستر وعفاف وتحصين أبناء المجتمع المسلم من خلال إقامة العرس الجماعي لأكثر من عشرة آلاف عريس وعروس، واللوحة الثانية تحكي في تفاصيلها ومشاهدها ابتعاد مجتمعٍ عن دينه وقيمه وانسلاخه عن هُــوِيَّته الإيمَـانية وابتذاله وانحلاله الأخلاقي من خلال خروجه وحضوره إحياء موسم الرياض الذي أقامته هيئة الترفيه بدعمٍ مادي ومعنوي من معظم الأنظمة الخليجية وعلى رأسها النظامين السعوديّ والإماراتي التي مردت على النفاق وعتت عليه معلنةً ولاءها للطاغوت بتلك الصورة التي فضحت وكشفت أمرها وبيّنت سرائرها، من حَيثُ تشعر ومن حَيثُ لا تشعر، وذلك ما ينطبق عليها قوله سبحانه: “وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ، وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ، نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ، سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ”.

وأمام اللوحتين يتجلى طريق النور وتتحدّد معالم الحق وبشرى الانتصار لكل معاندٍ وجاحدٍ وظلوم، وفي المقابل ينكسر استكبار أعداء الله ورسوله وَيتكشف أهل الباطل من سعوا إلى إضلال أنفسهم وإضلال البشرية فأصبحوا جديرين بأن يحل عليهم غضبٌ من الله وما الله بغافلٍ عما يعمل الظالمون.

قد يعجبك ايضا