لِصٌّ يتسلَّلُ زحفاً إلى حضرموت
افتتاحية الثورة
ما تذِّكر به عملية التسلل التي قام بها سفير أمريكا ستيفن فاجن يوم أمس إلى محافظة حضرموت هو تسلل سابق للسفير ذاته، مع فارق أن السفير الأمريكي تسلل يوم أمس في إطار مهمته كلص وسارق لثروات اليمنيين، ونصاب على حقوق الشعب اليمني في صرف المرتبات ورفع الحصار، ووقح في القول والسلوك والظهور الذي أطلق فيه توجيهاته للمرتزقة وأطلق مواقف لا تعنيه ولا تخصه.
ومن ناحية لم يعد مفاجئاً أن يظهر السفير الأمريكي مسؤولا حاكما على مرتزقة العدوان في حضرموت، ما دامت هناك ترسانة كبيرة من المأجورين والعملاء يقاتلون في صف الأمريكي وفي معركته ضد اليمن، ولولا صمود الشعب اليمني وتصديه للعدوان الأمريكي وهزيمته، لكان السفير المتسلل إلى حضرموت حاكما مطلقا في صنعاء يوجه المسؤولين ويصدر لهم التوجيهات والقرارات، فما شنت أمريكا الحرب التحالفية على اليمن إلا لإخضاعه لوصايتها وعربدتها وإعادته إلى الحظيرة بعدما أسقط الشعب اليمني نظام الوصاية والارتهان في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
أما في جديد عملية التسلل للسفير الأمريكي إلى حضرموت أنها جاءت بعد بتر اليد الناهبة لثروات اليمنيين ومنع اللصوصية الوقحة لثروات النفط اليمني الخام ومنع سرقته من قبل أمريكا وأذنابها، فإن وصول السفير متسللاً إلى حضرموت يأتي في سياق البحث عن سبل لإعادة تأمين عمليات النهب واللصوصية والسرقات للنفط اليمني الخام بعدما أغلقتها ضربة منع نهب النفط والثروات، وتأتي لإعادة توريط اللصوص الصغار بدفعهم إلى مزيد من السرقات، وفي هذا التسلل أيضا ما يفصح أن الإدارة الأمريكية تسعى لاستمرار السرقة للثروات ونهب مواردها إلى بنوك العدوان دون أن تصرف لليمنيين دولارا واحدا منها.
عملية التسلل الوقحة تكشف الدور الأمريكي في اللصوصية والسرقات لثروات اليمنيين، وتكشف التمادي الأمريكي في قطع مرتبات اليمنيين ورفع الحصار عنهم، فأمريكا تكشف عن موقفها الوقح بالرفض المطلق لصرف الرواتب من الثروات اليمنية، فيما تستنفر لمواصلة اللصوصية والسرقات والنهب لهذه الثروات الوطنية، فمن جهة تعتبر صرف مرتبات اليمنيين شروطا مستحيلة، ومن جهة أخرى يعتبر السفير الأمريكي ضربة منع نهب النفط مزعزعة للاقتصاد اليمني الذي لا يأتيه دولار واحد من قيمة النفط التي تصل إلى مليارات الدولارات.
فإذا كان المراد الأمريكي من عملية التسلل لسفيرها إلى حضرموت توجيه رسائل باتجاه تأكيد عدم تخلي أمريكا عن أجنداتها الاحتلالية لليمن، ولتأكيد استمرار حضورها الداعم لمرتزقة العدوان وأطرافه فإنها توجه رسائل خاطئة ستتضاعف معها التبعات الكارثية على أمريكا وعلى معسكرها، وستكون بما تفعل كمن يشعل فتيله بيده، وكمن بحماقته يفوِّت فرصة النجاة عن نفسه، فيدفع اللص الأمريكي دويلة الإمارات إلى مزيد من التوريط في الحرب، ويعرِّض مملكة العدوان السعودية إلى مزيد من الخسائر بالرفض المطلق لحقوق اليمنيين، وفي الحالتين الإماراتية والسعودية فإن أمريكا تدفع بهما إلى الهاوية بدلا من الانسحاب بهدوء وبأقل الخسائر من ميدان أثقلته الهزائم.
وإذا كان التسلل محاولة لاستنقاذ ترسانة اللصوص ولكسر حظر السرقة والنهب للثروات اليمنية فهي فاشلة بكل تأكيد، فإعادة إمداد خطوط اللصوص والحثالات لمزيد من السرقة والنهب للثروات النفطية مستحيل قطعا ومعادلة حماية الثروة ستتسع بحجم المحاولات البائسة ، وما تنطوي عليه عملية التسلل هي تعقيد الأجواء السياسية وإغلاق أبواب التفاوضات، تحت وهم شراء الوقت ، وتلك المحاولات العبثية لا تعبر إلا عن عقلية لصوص مقامرين وحال أمريكا كذلك بطبيعة الحال.
التسلل إلى حضرموت لسفير أمريكا هو شكل من أشكال الانتحار، فالدفع إلى الحرب هو انتحار حقيقي، فضلاً عن أنه يدين أمريكا التي تقود الحرب الإجرامية على الشعب اليمني وتدير فصولها وتشغل السعودية والإمارات وباقي أعضاء التحالف كأدوات لصالحها، كما أن هذا التسلل هو تعبير وقح عن العناد الأمريكي في مواصلة ارتكاب الحماقات، فمن الواضح أن أمريكا تدفع بدويلة الإمارات إلى تصعيد عسكري ستكون له ارتدادات كبرى على أبو ظبي ودبي وكل ما له صلة بالإمارات في البحر والبر وفي كل مكان، ومن الواضح أن أمريكا تحول دون أي اختراقات تفاوضية لناحية مملكة العدوان السعودية، بل وتمنع السعوديين من أي تفكير في هذا الاتجاه.
ويبقى القول أن اليمن بكل جغرافيتها ستتحرر من الحثالات ومن الغزاة وستكتمل معادلة النصر الوطني بتحرير حضرموت وسقطرى وكل شبر يطأه أمريكي سارق، او يجثو فيه عميل مأجور، إنَّ تحرير كل الأراضي اليمنية وطرد كل غاز أمريكي ليس شعارا يُرفع، بل هدٌف يعمل عليه اليمنيون وقيادتهم الوطنية..والنصر من الله القوي العزيز.