رسائل واضحة وحسّاسة لقوى العدوان: فهل تفهم ذلك؟!
في الوقت الذي كان تقدير قوى العدوان بأن عدوانها الغاشم لن يتجاوز عدة أشهر، إلا أن الثبات والصمود والتحرك وفق منهجية قرآنية قد فاجأت قوى تحالف العدوان بل وكل العالم، بقدرة الشعب اليمني العظيم وجميع تشكيلاته العسكرية ولجانه الشعبية على الوقوف والثبات والصمود رغم الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات العسكرية طيلة ثمانية أعوام من الثبات والصمود منقطع النظير.
الصدمات تتوالى لقوى تحالف العدوان:
تدشيناً لمرحلة الخيارات الاستراتيجية التي سبق وأعلن عنها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي توالت الصدمات لقوى تحالف العدوان، حيث تجلت بوضوح مرحلة تثبيت الجبهات والتقدم الميداني في معظم الجبهات، والتي كانت صادمة للعدوان ومرتزقته، لاسيما بعد أن أظهرت قوات الجيش واللجان الشعبية قدرات متميزة في تكتيكات المواجهة والقتال وتنفيذ العمليات النوعية، في الدفاع والهجوم.
وتزامن ذلك مع طفرة داخلية بأيادٍ يمنية في تصنيع وتطوير الأسلحة بمختلف أنواعها وفي مقدمتها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التي وصلت إلى مديات بعيدة تطال جميع أراضي العدو وهذا ما جعل القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر تفرض معادلات الردع الاستراتيجية، التي شكّلت نقطة مفصلية في المواجهة والردع.
تتزايد خطورة المنظومة التسليحية للجيش اليمني:
في تقرير له، تناول موقع آير كوسموس الفرنسي Air & Cosmos المتخصص في مجال الطيران والفضاء المنظومة التسليحية للجيش اليمني ومراحل تطورها في ظلّ العدوان السعودي المستمر.
ووفقاً للموقع، فمنذ عدة سنوات، تمكنت القوات المسلحة في صنعاء من مواجهة تحالف قوى العدوان على الرغم من فارق القدرة العسكرية، إلَّا أنّ صنعاء لا تزال تتمتع بقدرة هجومية وأنظمة دفاعية جوية ضخمة،وأشار الموقع الى أن وسائل قوات صنعاء الجوية والمضادة للطائرات هي عنصر مهمّ في الصراع الدائر، فهي أهم قدرة قتالية لها، إذ تسمح لها بضرب عمق عدوها الرئيسي واللدود السعودية.
وأورد الموقع أن صنعاء تحصل على هذه الأنظمة من خلال التصنيع المحلي، وهي تعلن بانتظام عن تطوير التقنيات المحلية “الصواريخ والطائرات من دون طيار، ووفق الموقع، استخدمت الطائرات من دون طيار والذخائر المتسكعة هذه لضرب المواقع النفطية لشركة أرامكو العملاقة في أغسطس 2019.
ولفت الموقع إلى أن نطاق وخطورة الأنظمة التي لدى صنعاء تتزايد، مما يشكل خطرًا متزايدًا على الأنظمة الخليجية، حيث إنها تنتج أو تصنع أكثر فأكثر من أنظمة الصواريخ وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات، ولا تزال المخاطر كبيرة بالنسبة للأهداف الاستراتيجية “المنشآت النفطية، والمواقع العسكرية، وأهداف سعودية أخرى.
وبيّن الموقع أنه إذا أرادت دول الخليج مواصلة الحرب، فسيتعين عليها الاستثمار أكثر عندما يبدو الصراع بالفعل بمثابة هاوية مالية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتباطأ مبيعات الأسلحة والتكنولوجيا من الدول الأوروبية إلى أعضاء التحالف، بعد اتهامات عديدة من قبل المنظمات غير الحكومية حول استخدام الأنظمة الغربية لارتكاب جرائم حرب خلال العدوان.
رسائل واضحة وحسّاسة:
بمفاجئاتها الاستراتيجية، وتوقيتاتها الفارقة، ومُجرياتها النوعية، جاءت العروض العسكرية المتتالية الذي نظّمتها القوات المسلحة محمَّلة بالرسائل الواضحة والحسّاسة، في تأكيد على الجهوزية الكاملة لأي مواجهة محتملة قد يرتكبها العدو الأحمق.
ونود التذكير أنه في العرض العسكري الأخير الذي أقُيم في ميدان السبعين بأمانة العاصمة صنعاء بمناسبة العيد الثامن لثورة الـ21 من سبتمبر، بحضور الرئيس مهدي المشاط وقيادات الدولة، فقد تم الكشف عن منظومات مختلفة من أسلحة الردع الاستراتيجية، من أنواع متعددة من الصواريخ الباليستية والمجنحة، والطائرات مسيّرة، وصواريخ الدفاع الجوي وكذا الصواريخ البحرية، وأسلحة مختلفة.
وكل تلك الترسانة العسكرية التي تم الكشف عنها، قد حملت الكثير من الرسائل الحسّاسة لقوى تحالف العدوان، ورسمت خارطة طريق جديدة عنوانها توازن الردع للمرحلة المقبلة، والتي ستفرض نفسها دون ادنى شك في المستقبل القريب على كافة الأصعدة إقليمياً ودولياً.
وفي رسائل واضحة ورائعة لقوى تحالف العدوان قدّمها لهم الكاتب والمحلل السياسي “شارل أبي نادر”، الذي يؤكد بأن على تحالف العدوان اليوم أولًا أن يترك غطرسته التي كانت من الأسباب الرئيسة لفشله ولهزيمته، وعليه ثانياً أن يقيّم مسار معركة الجيش اليمني الوطني وقواه العسكرية بمواجهة عدوانه، بطريقة جدية وموضوعية وبعيدة عن الغرور والجهل الذي طبع مقاربته لها حتى الآن، ويستنتج أن هذا المسار بما حمله من مراحل ثابتة وصادقة، لن يكتب له في النهاية إلا النجاح والانتصار.
نتيجة اتجاه الأمور نحو التصعيد
قل أيام وخلال تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد، القى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة بعث خلالها رسائل قوية لتحالف العدوان، في حال استمر في تعنته أمام استحقاقات الشعب اليمني والتي من أهمها معالجة الوضع الاقتصادي فإن هذا الاستمرار في هذا التعنت سيكون له تبعات كبيرة على قوى العدوان.
السيد القائد أوضح أن الأمور إذا اتجهت من جديد إلى التصعيد ، فإننا معنيون أن نستعين بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” كما كنا في كل المراحل السابقة، مؤكداً أنه نتيجة تصعيد العدوان سيكون كما في المراحل السابقة، حيث كنا في تلك المراحل إلى قوةٍ أكبر، وإلى فاعليةٍ أكثر، وكانت- بتوفيق الله ومعونته ونصره- الضربات أكبر فأكبر لهم.
وقال السيد : إذا عادوا إلى التصعيد، فنحن جاهزون- بإذن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- على التصدي، والتحرك بما هو- إن شاء الله- أكبر من كل المراحل الماضية.
لن نتفرج وثروتنا تنهب
فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، من جانبه بعث بعدة رسائل لقوى العدوان خلال كلمته في ذكرى عيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر، حيث جدد الرئيس التأكيد على الموقف الثابت بحماية مقدرات الشعب، ومنع نهب ثرواته النفطية والغازية، باعتباره التصرف الدستوري الصحيح والسلوك المنطقي والشرعي، كما أن هذا الحق لا يعني أي تهديد للملاحة الدولية فمن يهدد الملاحة الدولية هو من يواصل عدوانه وحصاره ونهب ثروة هذا الشعب.
وأكد الرئيس أن استمرار المساعي العدوانية لنهب ثروات اليمن، وحرمان أبناء الشعب من مستحقاته الطبيعية، وعلى رأسها دفع المرتبات لكافة موظفي الدولة اليمنية من إيرادات النفط، يعتبر أمرا غير قابل للنقاش.
كما اعتبر الرئيس أن استمرار مساعي دول العدوان، وعلى رأسها أمريكا، لعرقلة دفع مرتبات كافة موظفي الجمهورية اليمنية، وتعطيل جهود السلام، عملا عدوانيا سيكون له عواقب وتداعيات تتحمّل دول العدوان مسؤوليتها.. مؤكدا أن شعبنا لن يقف موقف المتفرّج وخيراته تنهب أمام عينيه، وهو يعاني أشد حصار يُفرض على شعب في التاريخ الحديث والقديم”.
الأمن البحري أولوية المرحلة
وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، كان له موقف قوي في هذا الصدد، حيث أكد في كلمة له ضمن فعاليات ذكرى الشهيد أن الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة.. مؤكدا أن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة”.
وأوضح أن القوات المسلحة اتخذت كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو المساس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية.. مضيفا أن القوات المسلحة وقياداتها وأبطالها ومنتسبيها معنية باتباع أساليب التأديب لمن ينهب أو يعبث بحقوق الشعب اليمني الصامد، وهناك خيارات تأديبية سيتم اتخاذها والإعلان عنها في الوقت المناسب.
وأضاف: “لدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد إن لجأنا إليها، لأننا قدمنا كل السبل للوصول إلى نهاية إيجابية، لكن العدو يأبى إلا أن يسير عكس التيار وقد أعذر من أنذر”.