العقائد في الإسلام كلها عقائد عملية
أن الإيمان، أن العقائد في الإسلام العظيم كلها عملية.. كلها عملية، إيمان يترك تأثيرًا على النفس، ثم نفس تترك تأثيرا في واقع الحياة، ما عدا ذلك يعتبر إيمانًا أجوف، لا يقدم ولا يؤخر، ولا ينفع لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأول المؤمنين بهذا الإيمان هو الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
إن الآية هذه نزلت في القرآن الكريم الذي هو خطاب للناس جميعًا في هذه الأمة، والتي أولها الرسول محمد (صلوات الله وسلامه عليه)، هكذا إيمان، وأن نعرف بأنه هكذا كان إيمان الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، يعني ذلك أنه بغير إيمان من هذا النوع لا نكون صادقين حتى في إيماننا بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولن نلتقي معه في الطريق الإيمانية، ولا في غاية تلك الطريق، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
أولم يقل الله له: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: 159) لست منهم في شيء، لا تلتقي مع محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) لا تلتقي الأمة مع رسولها (صلوات الله عليه وعلى آله) إلا في طريق إيمانية واحدة هي: هذه الطريق التي بدأ الخطوة عليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
هو (صلوات الله عليه وعلى آله) آمن بما أنزل إليه من ربه، وعندما آمن بما أنزل إليه من ربه كانت مصاديق ذلك الإيمان كلها حركة، كلها حركة نشطة، كلها عمل، كلها استقامة وثبات، كلها إخلاص لله سبحانه وتعالى وانقطاع إليه وثقة عظيمة به؛ لأن ما أنزل إليه هو أنزل إليه من ربه الذي أرسله، وأرسله إلى من؟! هل إلى نفسه، أم إلى البشرية كلها؟!
هل كان الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يكتفي بأن يبلغ الآخرين، ويرشد الآخرين، ويعظ الآخرين، ويأمر وينهى أولئك الآخرين، ثم هو يقبع في زاوية من زوايا مسجده، أو يدعو على أولئك، أم أنه كان هو في مقدمة المؤمنين في كل الميادين؟
الإيمان بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي يجب أن يترسخ في نفوس من يحملون العلم برسالته، يجب أن ينطلقوا هذا المنطلق الذي انطلق منه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن يتحركوا بحركته، لكن للأسف ما نشاهده عند الكثير ليس على هذا النحو الذي كان عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، يجلسون في زوايا بيوتهم، أو في زوايا مساجدهم ويعظون الآخرين، أو يدعون للآخرين، وأحيانا ينطلقون لمعارضة العاملين في سبيل الله، وهم يؤمنون بما أنزل إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذا القرآن العظيم، ويؤمنون بالنبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الهوية الإيمانية
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 31/1/2002م
اليمن – صعدة