لا خير في من دمر اليمن وخاصم اليمنيين
افتتاحية الثورة
استشاط النظام السعودي غضبا من كلمة قالتها المرأة اليمنية العظيمة لشرطية سعودية «أنتم السعوديون دمرتم بلدنا»، ردا على الشرطية التي قالت أنتم اليمنيون لستم طيبين، فأرسلت مملكة آل سعود شرطتها ومخابراتها لاختطاف المرأة اليمنية مروة الصبري من داخل بيت الله الحرام، فاقتيدت من مناسك العمرة إلى السجون والمحاكمات على خلفية الكلمة التي قالتها صدقا وحقيقة.
هي الحقيقة قالتها مروة الصبري في بوابات الحرم المكي، فلماذا تنزعج مملكة العدوان السعودية؟!.
على طول تاريخها لم تكن مملكة السعودية جارا حقيقيا لليمن، ولم تكن صديقا لليمنيين في يوم من أيام وسنوات وجودها الطارئ، وقد مارست منذ بداياتها جرائم ومذابح وفظاعات يندى لها الجبين بحق الشعب اليمني، فافتتحت عهودها السوداء بمذبحة تنومة، ثم بحرب 34، ثم بحرب الوديعة وشرورة مع أبطال جيش اليمن الجنوبي، ثم قضمت الأراضي واستولت عليها على الحدود، ثم قامت بالتدخل في الشؤون اليمنية بشكل وقح وفاضح، أسقطت الإرياني وخططت وشاركت في تصفية الرئيس إبراهيم الحمدي، ثم فرضت علي عبدالله صالح رئيسا على اليمنيين، ومن خلاله تحكمت في اليمن وجعلته بائسا متخلفا فقيرا.
وما مر، تاريخ أسود لا ينسى ولا يمحى من ذاكرة الأجيال، قبلت السعودية هذا أم لم تقبل، أوقفت العدوان أم لم توقفه، فعلت ما عليها أم لم تفعل، هذه الحقائق صارت من مسلمات الدنيا ومن حقائقها الكبرى.
لقد خاصمت مملكة آل سعود اليمن وهي ملكية، وخاصمتها جمهورية، وخاصمت يمنا موحدة وانفصالية، وما فعلته باليمن طول تاريخها منذ مذبحة تنومة – وما تلاها من المذابح التي تلت والحروب التي أشعلتها باتجاه اليمن وداخلها، إلى التدخلات والمؤامرات على الأنظمة والحكومات والقبائل والشعب، السجون والملاحقات للمغتربين، الإعدامات لليمنيين في أراضيها، نهب حقوقهم دوس كرامتهم بأنظمة الكفالة والاسترقاق، التصفيات للرؤساء أيضا – كل ذلك أفعال سوداء شائنة، لا يقول عن السعودية بأنها فاعل خير بل مملكة إجرامية خبيثة تخاصم اليمن وتستعدي اليمنيين.
أما وقد أضافت إلى ذلك التاريخ الأسود والمشين حربها الظالمة والإجرامية المتواصلة منذ ثمانية أعوام، فقتلت بها الناس بالطائرات والصواريخ والأسلحة الفتاكة في المساجد والصالات وفي الأسواق وفي المشافي وفي الحفلات وفي كل الأحوال، ودمرت مقومات وسبل الحياة، وحاصرت وجوعت الملايين من الأطفال والكبار، عرضت حياتهم للموت جوعا ومرضا ، واستنزفت ونهبت الثروات وقطعت المرتبات وفعلت ما فعلت من الفظائع والموبقات بحق الشعب اليمني، فقد صارت بحق وحقيقة مملكة الدمار والإجرام، وما فعله آل سعود بحق الشعب اليمني من جرائم ليس هينا عند الله وعقابه وحسابه عسير، وما فعلوه من ظلم وقتل وفتك وتدمير وقهر وتعد كفيل بزوال ملكهم وجرفه إلى مزبلة التاريخ، هذه حقيقة ليس عليهم القفز عليها.
من أخبر ملوك السعودية أن لهم تاريخا غير هذا التاريخ الأسود والمشين مع اليمن واليمنيين، ومن أوهمهم أن ما فعلوه ويفعلوه باليمن هي من أفعال الخير والبر والتقوى، ومن قال لهم إن محاصرة ملايين اليمنيين وقطع الوقود والغذاء والدواء عنهم وعن أطفالهم صدقة تقربهم إلى اليمنيين زلفى، ومن أوهمهم أنهم سيهربون من مغبة هذا التاريخ الأسود والمشين والسيئ، وسينجون من عقاب الله وحكمه في الظالمين البغاة، من سيعفي أمراء السعودية أنفسهم من هذه الحقائق وهي كبيرة؟!.
أم أن مملكة العدوان السعودية قصفت اليمن بربع مليون غارة، وحاصرته من الجو والبر والبحر، واستأجرت الجيوش المأجورة، واشترت الأسلحة الفتاكة وجلبت المرتزقة من كل أصقاع البلاد، وزجت بهم للحرب إلى ديار اليمنيين ومحافظاتهم، بهدف مساعدتهم مثلا!
الأمر ليس كذلك، فمن أوهم السعودية أن بإمكانها أن تقلب الأمور والحقائق، فقد كذب عليها ألف مرة، وإذا هي استطاعت سجن مروة الصبري فعليها أن تكتم أنفاس ملايين البشر الذين يعرفون هذه الحقائق، وأن تمحو تاريخا طويلا دونته ذاكرة الأجيال، وبطون الكتب والأحداث والمناسبات، السعوديون دمروا اليمن، وهذه حقيقة لا تتغير إلا بأن تتغير السعودية نفسها إلى حال آخر.
كل يوم وكل مناسبة تذكرنا بالسعودية وبما فعلت باليمن واليمنيين، الذاكرة الشعبية زاخرة بجرائم آل سعود ومجازرهم ومؤامراتهم، الشعر، الأدب، الحكايات، الرسائل، الذاكرة السياسية لليمن مليئة بذلك، فهلا غيرت السعودية هذه الحقيقة بتاريخ مغاير حتى تستشيط غضبا من مروة الصبري، كلا بل زادت في جرائمها وأوحشت في طغيانها أكثر.. والحقيقة الواضحة، أن السعودية ليست فاعل خير بل قاتل مجرم.