عقب المشاورات والانتظار .. هل من نتيجة؟!
زيد الشُريف
ما الذي يجري حالياً في أروقة السياسة؟ إلى وين وصلت المشاورات التي ضجت وسائل الإعلام بالحديث عنها في الشهر الماضي؟ هل وصلت إلى نتيجة؟ لماذا هذا الصمت الرهيب والمطبق وكأن اليمن وشعب اليمن على أحسن حال وليس هناك ما يستدعي الحديث عنه أو الكلام حوله في مختلف الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها؟ من غير المنطقي ولا المعقول أن تكون النتيجة للمشاورات والزيارات التي حصلت في نهاية شهر يناير هي الصمت وكأن شيئاً لم يحصل .. وهل من المعقول أن تكون تلك المشاورات خلصت إلى التزام الصمت من جميع الأطراف؟ وتم الاتفاق على عدم الحديث عن الوضع في اليمن لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا عسكريا ولا إنسانيا وعدم الحديث عن المشاورات وما وصلت إليه، إن كان الأمر كذلك فالنتيجة إذاً هي الصمت.. لكن لماذا الصمت؟ هل الوقت لا يزال مبكراً أم أن الوضع الراهن في اليمن ليس فيه ما يستدعي التساؤل ولا العجلة فكل شيء على ما يرام ولا ضير أن ينتظر الشعب نتيجة المشاورات لسنوات مهما كان وضعه سيئاً؟! الكثير من الأسئلة تجول في خواطر اليمنيين حول الوضع الراهن وحول الصمت وحول نتيجة المشاورات والزيارات التي مر عليها ما يقارب الشهر، فالجميع يريد أن يعرف لماذا الصمت وإلى أين ستؤول إليه الأمور؟
وصفت المشاورات التي حصلت بين الوفد الوطني المفاوض والوفد العماني والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء، بأنها حملت أفكاراً إيجابية على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط وعلى لسان رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام فاستبشر الشعب اليمني خيراً وقال لعل هذه المشاورات ستكون بداية المشوار لصناعة السلام الحقيقي في اليمن ولو بشكل تدريجي لتسهم في التخفيف من معاناة الشعب اليمني المحاصر والمعتدى عليه أمريكياً وسعودياً وإماراتياً ومر الأسبوع الأول والأسبوع الثاني عقب المشاورات والزيارات ولم يستجد أي جديد سوى صمت رهيب على المستوى السياسي والإعلامي وبقي الحال كما كان بل ازداد قساوة فالحصار الاقتصادي قائم ومستمر والوضع المعيشي الراهن في أقسى مراحله فهو نتيجة عدوان وحصار همجي ظالم غاشم في عامه الثامن، لهذا يتساءل الكثير من أبناء الشعب اليمني أليس هناك نتيجة للمشاورات التي وصفت بأنها ناقشت أفكارا إيجابية؟ هل هذا الصمت يخبئ بين حناياه بشرى سارة لهذا الشعب المظلوم تبشر باقتراب الفرج؟ هذا ما يتمناه الشعب الصامد وهو ما ينتظره بفارغ الصبر ويتمنى أن لا يطول اكثر.
مماطلة دول تحالف العدوان ومراوغتها وتلكؤها وتباطؤها في التقدم في مسار السلام في اليمن في مختلف الملفات أمر غير مستغرب وقد تم تجربة ومعرفة ذلك في السنوات الماضية وإعاقة وعرقلة الولايات المتحدة الأمريكية لأي جهود تبذل من أجل السلام في اليمن شيء معلوم ولا جدال فيهاً فلدول تحالف العدوان وعلى رأسها أمريكا هدف من وراء ذلك وهو الدفع بالشعب اليمني إلى حافة الضعف والانهيار والسقوط وإجباره على الاستسلام والقبول بالوصاية الخارجية والهيمنة الأمريكية على اليمن كما كان عليه قبل العدوان وقبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، لهذا تعمل دول تحالف العدوان على أن يبقى الوضع في اليمن كما هو عليه بدون فك الحصار الاقتصادي وفتح الموانئ والمطارات ودفع المرتبات للموظفين وبقاء الوضع في حالة اللا سلم واللا حرب استراتيجية سياسية عدوانية تنتهجها أمريكا وأدواتها في إطار عدوانها الشامل على الشعب اليمني تهدف إلى إضعاف الشعب اليمني وتفكيك النسيج الاجتماعي والوصول بالأمور إلى حالة التدهور الشامل باسم السلام والمبادرات والمشاورات وبهذا يتحقق لهم باسم السلام ما عجزوا في تحقيقه بالعدوان والطغيان، والقيادة في صنعاء تدرك هذا جيداً ومن المؤكد أنها لن تسمح للعدو بالوصول إلى ما يطمح إليه بأي وسيلة فبقدر حرصها على تحقيق السلام العادل والمشرف هي حريصة على سد أي ثغرة يمكن أن يستغلها العدو سواء باسم السلام او غيره ولن تترك الوضع كما هو عليه إلى مالا نهاية.
ما بعد المشاورات وما بعد مرحلة الانتظار والصمت لا بد من نتيجة يتلهف الجميع لسماعها وهذا ما يتمناه كل إنسان يمني عزيز يحب وطنه وشعبه أن تكون نتيجة للمشاورات إيجابية ومثمرة تمهد الطريق للسلام الشامل والدائم في اليمن وتخفف عن كاهل الشعب اليمني المعاناة التي صنعها العدوان والحصار خلال ثمان سنوات، مع العلم، وهذا ما يدرك بعضه تحالف العدوان وما يجب أن يدركه بكله – أن استسلام الشعب اليمني مستحيل وغير ممكن وأن بقاء الوضع كما هو عليه في حالة حصار ومماطلة لن يستمر إلى مالا نهاية ولن يقف الشعب اليمني الصامد وقواته المسلحة مكتوف الأيدي بل هو مجبر على وضع حد لهذا الطغيان بكل ما يملك من قوة فبقدر الحرص على تحقيق السلام العادل والمشرف هناك أيضاً استعداد وجهوزية عالية لردع العدو وإجباره على الجلوس على طاولة الحوار ووقف العدوان وفك الحصار كخيار نهائي لأنه من غير الممكن السكوت والصمت على غطرسة العدو إلى مالا نهاية وسوف يستعين الشعب اليمني بالله تعالى الذي لم يخذله في السنوات الماضية وهو على نصره إذا يشاء قدير.