في ذكرى استشهاد الشهيد القائد
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تمُرُّ علينا هذه الأيّام ذكرى استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) وقد تحقّقت الكثيرُ من الوعود التي ذكرها في الملازم، ومن أهمها قولُه في ملزمة (الصرخة في وجه المستكبرين): “اصرخوا وسوف يأتي اليوم الذي ستجدون فيه من يصرخ معكم في أماكنَ أُخرى”.. ونحن نرى اليوم الملايين من الناس في شتى أنحاء اليمن وفي أماكن أُخرى يردّدون الصرخة في وجه المستكبرين، وهذا يؤكّـد صدقَ القائد وأهميّة المشروع القرآني للأُمَّـة.
كما كان الشهيد القائد يوضح لأنصاره أن الثقة بالله والإيمَـان بوعده والالتزام بما أمر الله به في التعامل مع مختلف القضايا الخَاصَّة والعامة، هو الطريقُ الصحيح للحصول على تأييد الله سبحانه وتعالى ونصره، وما حدث خلال الثماني السنوات الماضية زاد الأُمَّــةُ يقيناً بأهميّة وصدق ما تحدث به الشهيد القائد، خَاصَّة بعد ما حقّقه المجاهدون في ميادين القتال من انتصارات تجاوزت في بعض الأحيان المنطق والعقل البشري بسلاح الإيمَـان والثقة بنصر الله.
أما القضية الأُخرى التي تحدث عنها الشهيد القائد في الملازم التي بين أيدينا هي قضية تحديد أعداء الأُمَّــة وهم أمريكا و”إسرائيل”، وقد تحدث عن أُولئك الأعداء وخطرهم على الأُمَّــة من خلال ما جاء في القرآن الكريم ومن خلال أفعالهم وأعمالهم التي في مجملها ضد الإسلام والمسلمين، وقد يقول قائل: إن هناك الكثير من العلماء والمفكرين قد تحدثوا عن خطر أمريكا وإسرائيل وإن هذه القضية يعرفُها الكثيرُ من الناس. ونقول لهؤلاء: إن هناك فرقًا جوهريًّا بين حديث الشهيد القائد ضد أمريكا و”إسرائيل” وبين ما كان يتحدث به الآخرون، فعندما تحدث الشهيد القائد عن أعداء الأُمَّــة لم يتوقفْ عند ذلك فقد كان يدفعُ الأُمَّــة إلى اتِّخاذ موقف عملي يوضحُ موقفَها من أُولئك الأعداء، وحوّل العداء إلى سلوكٍ يومي لأفراد الأُمَّــة من خلال ترديدِ الصرخة في وجه المستكبرين أمريكا و”إسرائيل” في كُـلّ مناسبة.
وكذلك كان يدعو إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية كسلاح يُرفَعُ في وجهِ الأعداء، أي أن الشهيدَ القائد اتخذ إجراءاتٍ عمليةً لتوضيح موقف الأُمَّــة من أعدائها، بخلاف الآخر الذي كان يتحدَّثُ عن خطر أمريكا و”إسرائيل” ثم يصمت ولا يتخذ أيَّ إجراء عملي في مواجهة ذلك الخطر، ومما يؤكّـد فعاليةَ المواقف التي اتخذها الشهيدُ القائدُ أن أمريكا دفعت النظامَ السابقَ لشن الحروب على الأنصار والتي ما زالت مُستمرّةً إلى اليوم.