الدورات الصيفية في تعز .. تحصين روحي للنشء والشباب
تشهد المدارس الصيفية في محافظة تعز إقبالاً واسعاً في ظل اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بالدورات والمراكز الصيفية للعام 1444هـ، انطلاقا من أهميتها في احتضان النشء والشباب وتنمية قدراتهم المختلفة.
وتعد الدورات الصيفية للعام الجاري فرصة لتزكية النفس وتعزيز الوعي والهوية الإيمانية والولاء والانتماء الوطني في أوساط الطلاب والطالبات، وتقويم سلوكياتهم واستيعابهم خلال فترة العطلة الصيفية بما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية.
وتحظى الدورات الصيفية في محافظة تعز باهتمام كبير من قبل السلطة المحلية واللجنة الفرعية للمراكز الصيفية والمكاتب والجهات ذات العلاقة؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، في تنمية قدرات النشء والشباب وتوسيع مداركهم في مجالات حفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم والأنشطة العلمية والثقافية والرياضية والترفيهية.
وما يُبرز أنشطة وفعاليات الدورات الصيفية للعام الجاري الاهتمام الواسع بترسيخ الهوية والانتماء الوطني في أوساط الطلاب والطالبات، وتحذيرهم من الأفكار المغلوطة، ومخاطر الحرب الناعمة التي يسعى الأعداء لتكريسها في عقولهم.
وينخرط الآلاف من أبناء محافظة تعز كغيرهم من أبناء اليمن في الدورات الصيفية للاستفادة من أنشطتها واكتشاف المواهب والإبداعات في مختلف المجالات، لا سيما الحلقات العلمية والمجالات الفنية والتدريبية والرياضية والبرامج الترفيهية.
وبخصوص تدشين أنشطة الدورات والمدارس الصيفية في محافظة تعز، استطلعت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، مع القائمين عليها، وسلطت الضوء حول مدى اهتمام الجهات المعنية وذات العلاقة وتفاعل المجتمع وإقبال الطلاب والطالبات مع أنشطتها وخرجت بهذه الحصيلة.
يؤكد وكيل المحافظة – رئيس اللجنة الفرعية للدورات الصيفية بالمحافظة، إسماعيل شرف الدين، اهتمام قيادة المحافظة بالدورات والمدارس الصيفية لهذا العام، انطلاقاً من توجهات قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى في هذا الجانب.
وأشار إلى سير الأنشطة الصيفية وتفاعل وإقبال الطلاب والطالبات للالتحاق بالدورات والمشاركة في مختلف البرامج والأنشطة التي تميزت، خلال العام الجاري، بالتفاعل الإيجابي من قبل الجميع، سواء قيادة المحافظة والجهات ذات العلاقة أو المجتمع والطلاب والطالبات.
ونوه الوكيل شرف الدين بتفاعل النشء والشباب مع أنشطة الدورات الصيفية، وحرصهم على استثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع وعلى المجتمع بصورة عامة.
وتطرق إلى الإضافات النوعية للدورات الصيفية بمديريات المحافظة.. مبيناً أن الدورات الصيفية المغلقة والمفتوحة والنموذجية تستوعب أكثر من 40 ألف طالب وطالبة، والإقبال ما يزال متزايد وفي ارتفاع.
وثمن وكيل محافظة تعز الإقبال الواسع والمستمر للالتحاق بالدورات الصيفية، الذي يعكس مدى وعي المجتمع والطلاب والطالبات، للانخراط فيها والاستفادة من برامجها التي ستسهم في تنمية قدراتهم ومهاراتهم في المجالات المختلفة.
وأوضح أن استقبال وتسجيل الطلاب والطالبات ما يزال مستمراً في إطار الجهود الرامية تفعيل وتوسيع خارطة أهداف البرامج والدورات الصيفية لهذا العام.. حاثاً المجتمع على التفاعل وإلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية لاستغلال أوقات فراغهم بما يفيدهم ويفيد أسرهم.
وشدد شرف الدين على ضرورة ترجمة أهداف وخطط الدورات الصيفية على الواقع وتعزيز الجهود لإنجاح الرسالة التنويرية لها وإعداد جيل واعٍ متسلح بثقافة القرآن والعلوم النافعة.
كما أكد حرص واهتمام قيادة المحافظة بالدورات الصيفية لإكساب الطلاب والطالبات المعرفة العلمية والثقافية واكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم.
من جانبه، أفاد مدير مكتب التربية والتعليم – نائب رئيس اللجنة الفرعية للدورات الصيفية في محافظة تعز، عبدالجليل سيف السامعي، بتنوع الأنشطة والبرامج الصيفية للعام 1444ھ، وتفاعل الملتحقين والملتحقات فيها.
وأشار إلى تزايد مستوى الإقبال للدورات الصيفية للاستفادة من برامجها وفعالياتها المتنوعة لتطوير المهارات والمواهب واستثمار الطاقات بما يعود على النشء والشباب بالفائدة في حياتهم العلمية والعملية.
وبيّن السامعي أن عدد الدورات الصيفية المغلقة أربعة مراكز تستوعب أكثر من 400 طالب وطالبة بمركز الجند والإمام علي عليه السلام .. لافتاً إلى أن الدورات الصيفية النموذجية بلغت 112 مدرسة على مستوى المديريات والدورات المفتوحة؛ توزعت على أكثر من 300 مركز صيفي بالمديريات.
وأوضح أن ما يقارب من ألفي معلم ومعلمة وكادر تربوي يعملون في المدارس الصيفية تشمل مستويات “تأهيلي، أساسي، متوسط، وعالي”.
وأكد مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة حاجة المحافظة إلى زيادة في عدد المدارس الصيفية نظراً للكثافة السكانية، خاصة المناطق النائية والبعيدة عن مركز المحافظة، ما يتطلب تكامل الجهود لاستيعاب أكبر قدر من النشء والشباب.
وأثنى على دور المرأة في الإشراف على توعية الطالبات بالمدارس الصيفية وحرصها على متابعة وتقييم أنشطتها وتسهيل مهامها بما يكفل نجاحها وتحقيق أهدافها.
بدوره، عرض مدير أنشطة الدورات الصيفية بالمحافظة، محمد العبادي، أنشطة الدورات الصيفية وما يسبقها من أنشطة توعوية عبر المنابر الدينية ووسائل الإعلام وغيرها.
وذكر أن الأنشطة الصيفية، تتصدرها النشاط الديني المتمثل في حفظ وتعليم القرآن الكريم والثقافة القرآنية من خلال مناهج ودروس في السيرة النبوية والفقه إلى جانب الأنشطة الثقافية عبر فنون التمثيل المسرحي والإنشاد والشعر والخط والرسم وغيرها.
وأشار إلى أن الطلاب والطالبات الملتحقين بالدورات الصيفية سيتلقون مهارات فن الخطابة والإلقاء والأشغال اليدوية، ومراكز محو الأمية للكبار والأمهات، وأنشطة زراعية كغرس شتلات والعناية بالنباتات وأنشطة رياضية، ومسابقات ثقافية، ورحلات للمعالم التاريخية.
وتطرق العبادي إلى الدور الإيجابي للدورات الصيفية في تنمية أفكار الطالب وتوجيهها إلى الطريق الصحيح من خلال غرس الولاء والانتماء الوطني في نفوسهم، وتعزيز العمل التطوعي في أوساطهم لخدمة المجتمع والوطن.
وبيّن أن فكرة الدورات الصيفية ليست أنشطة تقام في فترة الصيف فحسب لاستغلال فراغ الطلاب، إنما هدفها تعليم الملتحقين فيها حب الوطن، والإخلاص في العمل، وترسيخ القيم والمبادئ النبيلة في أوساط الأجيال المتسلحة بالعلم وحب الوطن.