ولايةُ آل البيت امتدادٌ لتولي الله ورسوله
د. شعفل علي عمير
بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَــإنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ) صدق الله العظيم، هنا يأمرنا الله بأن لا نتولى أعداء الله من اليهود والنصارى وأن من يتولاهم فقد أصبح من ملة اليهود والنصارى ومن لا يتولى اللهَ ورسولَه ليس بمؤمن وتولي آل بيت رسول الله هو الامتداد الطبيعي لتولي الله ورسوله.
جديرٌ بنا أولًا أن نتعرَّفَ على معنى الولاية والتي تعني في مضمونها تنهج نهج من اتخذته مولى لك وتؤمن بما يؤمن به، والولاية كذلك هي الاتباع والتسليم بكل ما ينهجه من توليته، ومن هذا المنطلق فَــإنَّ من توليته قد أصبح قدوتك في أفعالك وأقوالك، وهنا يأتي التساؤل لماذا يتولى بعض من ينتمي للأُمَّـة الإسلامية أعداء الإسلام؟!! والسبب الحقيقي لهذا التولي الأعمى هو ابتعادهم عن القرآن الكريم أولًا ثم العصبية القديمة التي تعد امتداداً مظالم وقعت بحق آل البيت وتشويه لسيرتهم، الأمر الذي أبعد الكثير من المسلمين عن طريق الهداية إلى الحد الذي وصل فيه حالهم بأن يتولوا أعداء الله ورسوله، بل ويستعينوا بهم في استمرار النهج الأموي في ظلم وقتل كُـلّ من يتولى الله ورسوله وآل بيته، وما يعيشه عالمنا الإسلامي من ضياع وتفكك بل وتناحر إلا نتيجة التفريط في أوامر الله ونواهيه والتي من أعظمها الابتعاد عن مصابيح الهدى عن آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان البديل هذا الظلام والضلال التي انغمس فيه كثير من المسلمين.
كانت الضريبة التي دفعها المسلمين وبالأخص المنحرفين عن تولي آل بيت رسول الله كبيرة ليس ما يترتب عليها من آثار دنيوية مثل الانقياد الأعمى لأعداء الله وتسخير كُـلّ ما يملكون لخدمتهم، بل إن ما ينتظرهم من عقاب إلهي الذي بطبيعة الحال لا يعملون له أي حساب هو الخسارة الحقيقية والأبدية، فهل يأتي اليوم الذي تصحو تلك الشعوب والأنظمة الحاكمة لتعرف بأن هناك خللاً في إيمانها وانحرافاً عن النهج الصحيح دون تعصب؟! أم أن بعض السلطات الحاكمة في عصرنا ما هي إلَّا امتداد للسلطة الأموية في نهجها وانحرافها عن منهج الرسول الأعظم وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام.