الجوع يعتصر أبناء المحافظات المحتلة.. فلتسألوا العدوان لماذا لا ينقذهم؟
افتتاحية الثورة
في حين تنحدر الأوضاع الاقتصادية والمعيشية نحو الأسوأ في المناطق والمحافظات المحتلة، بفعل انهيار العملة المحلية أمام الدولار ، حيث شهد الريال اليمني في المناطق المحتلة انهيارا كارثيا مسجلا 1500 ريال للدولار الواحد ، ما أشعل أسعار السلع والخدمات التي سجلت أرقاما فلكية في عدن وبقية المحافظات المحتلة ، وزاد أسوأ إنسانية في العالم سوءاً وضاعف الأزمة الإنسانية وفاقم حدة الجوع والفقر والمعاناة التي تعتصر المواطنين في تلك المناطق والمحافظات ، لا يعمل تحالف العدوان ومرتزقته لما يخفف معاناة المواطنين ولا لما يحد من الانهيار الذي بات ينذر بمجاعة محققة ، وهو غير عاجز عن ضخ مليارات الدولارات إلى بنك عدن ، ولا عاجز عن وقف الانهيار المعيشي ، ولا هو عاجز عن تخفيض أسعار السلع وإيجاد الخدمات ، ولا عن إنشاء عشرات المحطات الكهربائية لعدن وكافة المحافظات المحتلة ، لكنه لا يريد ذلك ، ويريد فقط أن ينهب الثروات ويحتل المدن والمناطق ، ويريد أن يموت كافة اليمنيين بالجوع والأمراض والفقر ، وأن يسحق اليمنيين كافة إذا لم يمنعه مانع من ذلك.
واللافت في المسألة أن تحالف العدوان الإجرامي- وبعد كل ما فعل بالشعب اليمني سواء في المناطق والمحافظات الحرة ، أو في المناطق والمحافظات المحتلة ، من قتل وتدمير وترهيب وتخريب وحصار وتجويع وتدمير لكافة مقومات الحياة- عامدا متعمدا وعن سابق تصميم وترصد – يحاول بعد نحو تسع سنوات التذاكي على الناس بالإدعاء أن الأزمات سببها عمليات منع نهب الثروات ، لكأنه حينما كان ينهب الثروات كان يضخ مواردها لحساب مرتبات اليمنيين وبنوكهم ولما يوفر معائشهم وليس إلى بنوكه هو ، وأن ما فعله من حصار وتجويع وتدمير وحرب وقتل وفتك ونهب للثروات طيلة تسع سنوات – وكأن جريمته بمحاصرة اليمني برا وبحرا وجوا، وقرصنته للبنك المركزي ونقل عملياته إلى عدن التي يسيطر عليها ، وطبعه للعملات النقدية بكتل ضخمة ، وبانتهاجه لسياسة العقاب الجماعي ضد كل اليمنيين بما فيهم أبناء المحافظات التي يحتلها- كانت سلاما وعافية على اليمنيين ، وليست حربا لا أخلاقية بغيضة تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في الدنيا ، وأفظع مجاعات التاريخ ، والجميع يتذكر ما فعله العدوان حتى أحدث ما أحدثه من جوع وفقر ومعاناة وموت وخراب ، والجميع يشاهد اليوم تحالف العدوان وهو يتفرج على المأساة الإنسانية العاصفة بالناس في المناطق والمحافظات المحتلة ، والجميع يدرك أن عدن لم تصبح دبي أخرى ، وأن حضرموت لم تتحول إلى جدة ، بل صارت مدنا للجوع والمعاناة والفوضى والقتل والترهيب.
على كل اليمنيين أن يدركوا اليوم أن منظومة العدوان والحصار والتجويع بقيادة أمريكا والسعودية ودويلة الإمارات وبريطانيا ودول الغرب والصهاينة ، لم تأت إلى اليمن وتحشد الجيوش وتشغل ترسانة عسكرية هائلة لقصف اليمن ، بهدف إعادة شرعية أو أمل إلى اليمنيين ، ولم تنصب عشرات السفن في البحار لتمنع شحنات الوقود والأغذية والأدوية والمساعدات من الوصول إلى الموانئ ، لهدف مساعدة اليمنيين وإنقاذهم ، بل جاءت لتسحق كافة اليمنيين وتميتهم وتقتلهم وتحتل أرضهم وتنهب ثرواتهم وتسرق رواتبهم وتحول البلاد كلها إلى معسكرات وثكنات لها ، والعباد إلى مرتزقة أو جائعين وموتى ، والحقائق الماثلة أمامنا تشهد بذلك.
وعلى اليمنيين جميعا ألا ينتظروا من هذا التحالف المارق أن ينقذ الريال في عدن أو يشغل الكهرباء في حضرموت، لأن إحداث هذا الانهيار وهذه الأزمات والفقر والجوع ركيزة أساسية في حربه على الشعب اليمني ولن يستثني أحدا من ذلك ، وغريب حال بعض الواهمين ممن لا يزالون ينتظرون أن يتحول هذا التحالف المارق إلى فاعل خير يوزع الصدقات على اليمنيين ، وغريب أن ينتظروا من المرتزقة الذين جندهم هذا التحالف لتحقيق أهدافه وغاياته، أن يصلحوا شيئا أو يحلوا أزمة!.
وغريب حال هذا التحالف المارق وهو يروج بأن عمليات منع نهب الثروات النفطية هي سبب الأزمة ، فهو يكذب دون كلل أو ملل ، ودون أن يراجع سجلات جرائمه ودفاتر أكاذيبه ، ويقارنه بما سبق من أكاذيب ليعطي جديد أكاذيبه ولو واحداً في المائة من الحقيقة ، وها هي تحيك افتراءاتها على ذات المنوال السياسي المهترئ، وما كلام كبار المرتزقة يوم أمس وقبله وأبواق العدوان وسفرائه وموظفيه حول الانهيار والجوع المنتشر في عدن والمحافظات المحتلة- والترويج بأن سببه هو منع عمليات نهب النفط ، فالأمم المتحدة والعالم كله يتحدث منذ تسعة أعوام وقبل عمليات منع النهب بتسع سنوات بأن الحرب والحصار على اليمن سبّبا أسوأ أزمة إنسانية إلا -أوضح مثال على دجله وكذبه.
ووفق أكاذيبه فإنه يسعى إلى إيجاد حل سياسي ، علما أنه يقوض كل الجهود والمبادرات التي تسعى لذلك وآخرها جهود سلطنة عمان الشقيقة ، ووفق ادعاءاته أنه يسعى لتخفيف معاناة الشعب اليمني وهو يرفض صرف رواتبهم ورفع الحصار عنهم ويدفع إلى انهيار معائشهم ، ويستهدف في الأصل والجوهر اليمنيين بجميع شرائحهم ومكوناتهم ومناطقهم في لقمة عيشهم، فرأس هذا العدوان هي أمريكا، وهي التي عهدها العالم بأسره بأنها منظومة مارقة تستبيح دماء الآخرين وثرواتهم لأنهم يرفضون الانصياع لإملاءاتها.
لم يعد هناك أحد على كوكب الأرض لا يعرف ما الذي فعلته منظومة العدوان بقيادة أمريكا ، ولم يعد أحد لا يعرف ماهية الإنسانية التي تتحدث هذه المنظومة عنها ، وكيف تترجم شعاراتها الزائفة ، ولو كانت هذه المنظومة تنظر بإنسانية حقا إلى اليمنيين ، لسارعت إلى إنقاذ من يعيشون في المناطق والمحافظات المحتلة التي تسيطر عليها ، ولرفعت عنهم هذه الازمات والمعاناة والجوع ، ولو كانت إنسانية حقاً لما حاربت اليمنيين بلقمة عيشهم، ودفعت إلى انهيار عملتهم الوطنية، ولو كانت إنسانية حقاً لما منعت الوقود والدواء والغذاء وحتى الحليب عن الأطفال من الوصول إلى اليمن ، ولو كانت كذلك لقدمت للمحافظات والمناطق التي تحتلها وتسيطر عليها مباشرة وعبر أدواتها الرخيصة كل ما يلزم لإنقاذهم من هذه المجاعات والانهيارات، لكنها تتلذذ وتتاجر بذلك.
هذه العربدة تستدعي ثورة عارمة شاملة يتحرك فيها كافة اليمنيين لطرد ودحر هذا العدوان والاحتلال ومرتزقته ، وتحرير البلاد والثروات والبحار والسماء والأرض من وجود كل غاز دخيل وعميل رخيص ، ويتحرر كافة اليمنيين من وهم الشعارات والادعاءات التي تسوقها منظومة العدوان والحصار.. وإلى الله ترجع الأمور.