إذاعة كل اليمنيين

في الذكرى العاشرة لانطلاقتها إذاعة صوت الشعب لم تكن مجرد محطة إذاعية..

 

بقلم الكاتبة: اسماء الجرادي

في قلب اليمن، حيث تجد مزيج من الالم والأمل،القوة والصمود انطلقت إذاعة صوت الشعب كمنارة تُضيء دروب الحائرين وتبعث في نفوسهم شُعلة الأمل وعزيمة الانتصار. ادت الإذاعة دورًا مهماً في نقل معاناة الشعب وصموده. فهي لم تكن مجرد محطة إذاعية، بل كانت وما زالت صوت الإنسان اليمني الصامد المجاهد الذي يرفض الخضوع، وصدى لآماله وأحلامه التي تنبض في قلب كل يمني.

انطلقت إذاعة صوت الشعب في زمن كان الشعب اليمني فيه يبحث عن وسيلة إعلامية تتحدث عنه وتقف معه وتعبر عن معاناته وتنقل صوته للعالم . فجاء تأسيس الإذاعة مع بدء عدوان التحالف السعودي الذي استهدف جميع وسائل الإعلام والمحطات الأرضية، مما ترك المواطن اليمني في عزلة تامة، يقاوم ويعاني وحيدًا ، ومن هنا ، ظهرت جهود أفراد مجهولين من أوساط الشعب الذين عملوا بجهود مضاعفه لتأسيس وسيلة إعلامية ناطقة باسم الشعب، ترافقه في الظروف الصعبة التي يمر بها في ظل العدوان ، وتساعده بالنهوض والمقاومة والصمود.

في العاشر من رمضان عام 2015، انطلقت إذاعة صوت الشعب كأول إذاعة وصل صداها إلى مسامع اليمنيين بعد استهداف العدوان لجميع وسائل الإعلام وقصف محطات البث الإذاعي وأعمدة الإرسال. كانت هذه الانطلاقة بمثابة شعاع أمل في وقت عصيب يمر به الشعب والوطن، حيث تمكنت الإذاعة من تجاوز العقبات الأمنية وغيرها لتكون صوت الشعب الحقيقي وواقعه.

تمحورت رؤية إذاعة صوت الشعب حول أن تكون منبرًا شعبيًا شاملاً، تقف إلى جانب الشعب وتساعده على النهوض وكذا تنقل معاناته ورسالتة صموده للعالم، فقدمت الإذاعة برامج تغطي مختلف الجوانب السياسية والعسكرية و الاجتماعية، والاقتصادية، الثقافية، والدينية، مما جعلها صوتًا حقيقيًا لنبض الشعب اليمني.وعملت على توحيد الناس حول قيم الحرية، والكرامة، والتحدي.

واجهت الإذاعة تحدياتٍ كثيرة منها الاستهداف المتعمد للمؤسسات الإعلامية كافه، فواصلت بثها بصمودٍ وإصرار. وقدمت تضحياتٍ كبيرة منها فقدان مديرها العام السابق (عبدالله المؤيد) والمخرج (معمر الحاضري) ، اللذين كانا نموذجين للالتزام الإعلامي والجهادي. استشهد كلاهما على جبهات القتال، تاركين وراءهما إرثًا لا يُنسى من التضحية في سبيل الله والوطن.

اعتمدت إذاعة صوت الشعب استراتيجية متكاملة في إعداد برامجها، حيث قدمت محتوى متنوع يستهدف جميع فئات المجتمع. شملت برامجها التحليل الإخباري، مناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية، والبرامج الدينية والثقافية.
فتواجدت في الساحات والميادين والمؤتمرات لتنقل لمستمعيها الصورة مباشرة من قلب الحدث .
الإذاعة تسعى دائمًا إلى أن تكون منصة تعبير صادقة تُعزز وعي الناس وتشاركهم قضاياهم واهتماماتهم فكانت نافذة للتفاعل العميق مع جمهورها. وأتاحت للمستمعين فرصة التعبير عن آرائهم وايصال أصواتهم ورسائلهم عبر الاثير، واوجدت تلاحم بين كافة شرائح المجتمع. فكانت رمزًا يُجسد التنوع الثقافي والاجتماعي للشعب اليمني، حيث خاطبت المزارع، الجندي، المرأة، المغترب، وكل فردٍ يشعر بانتمائه للوطن.

حققت الإذاعة نجاحاتٍ كبيرة على مدار العشر سنوات الماضية. رغم صعوبة الظروف، لكنها نجحت في توسيع نطاق بثها ليشمل كافة مناطق اليمن، وحتى مناطق الحدود مثل جيزان ونجران وعسير. تمكنت الإذاعة من رفع معنويات الشعب وتعزيز قيم الصمود والمقاومة، مما جعلها منبرًا وطنيًا يتميز بحب وتقدير الشعب.

اليوم، تحتفل الإذاعة بمرور عشر سنوات على انطلاقتها، وقد أثبتت نفسها كرفيقة وفية للشعب في كل المواقف.وهي اليوم تواصل قيادة معركة الوطن الكبرى ضد الصهاينة وأعوانهم، مؤكدة أنها ستبقى دائماً صوت الشعب وحقيقة واقعه.
رفعت الإذاعة معنويات الشعب، أعادت لهم الآمال المنهارة، وعرفتهم بدورهم الذي يجب أن يكون عليه الفرد والمجتمع داخل هذا الوطن.
اذاعة صوت الشعب هي انعكاسٌ حقيقي لصوت الشعب اليمني الذي لا يرضخ أو يستسلم أو يتوقف عن المضي قدما ليكون افضل. فهي رمزٌ للإرادة، والنضال مع كل يوم، تواصل الإذاعة تدوين فصلٍ تاريخي جديد من حكاية الصمود، لتبقى دائمًا وأبدًا صوتًا ينطق باسم الشعب ووجدان الأمة.

قد يعجبك ايضا