منشآتكم النفطية سيطالها الاستهداف متى نشاء .. ألا تعقلون
نحذر الشركات والأجانب من التواجد في المعامل التي نالتها ضرباتنا لأنها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة ونؤكد للنظام السعودي أن يدنا الطولى تستطيع الوصول إلى أي مكان نريد وفى والوقت الذى نحدده”.
بهذه الكلمات ثبت متحدث القوات المسلحة العميد ” يحيى سريع ” معادلة الردع وأن اليمن بات اليوم من يتحكم بزمام المبادرة وبيده كل الخيارات.. فيما يعيش العدو السعودي ومن خلفه تحت رحمة ضرباتنا بعد حشرهم في زاوية ضيقة لا مجال أمامهم لمغادرتها إلا بوقف العدوان ورفع الحصار وترك الشعب اليمني ليتدبر أمره ويبني مستقبل أجياله بعزة وشموخ وإباء بعد خمس سنوات من المعاناة والظلم والقهر في ظل مجتمع دولي يحكمه المصالح المادية ومنظمات حقوقية عاجزة حتى عن حماية نفسها.
رهاناتهم الخاسرة
منذ اليوم الأول للعدوان في 26 مارس 2015م، كان الرهان الأكبر للنظام السعودي هو على الدعم والحماية الأمريكية ضانا أن كسبه لهذا الرهان سيوصله إلى مخططه القذر في إعادة اليمن إلى مستنقع العمالة والتبعية، بعد أن تحرر منها بثورة عارمة كتب لها النجاح في ال21 من سبتمبر 2014م.
بالفعل عمل الأمريكي كل ما بوسعه لحسم المعركة عسكريا في غضون أسابيع وأسابيع أخرى لترتيب الوضع ميدانيا ليعملوا بعدها انتخابات شكلية تعيد العملاء والخونة إلى السلطة من جديد.. ففي المجال العسكري كان للأمريكي الدور الأبرز فمن المتعارف عليه أن أي حرب عسكرية على بلد معين ترتكز على ثلاثة أركان أساسية هي ” توفير المعلومات، والدعم اللوجستي، وتجييش الجيوش”، ومن هذا المنطلق عمد النظام الأمريكي _ حسب اعترافهم هم _ إلى توفير المعلومات وامداد الطيران الحربي بالوقود وغيرها من الخدمات اللوجستية، أما بالنسبة لحشد الأفراد وتجنيد الخونة فأوكلت المهمة للمرتزقة المحليين بدعم سعودي إماراتي.
أضف إلى ذلك فقد عقد الأمريكيين العديد من صفقات السلاح للنظام السعودي وزودوه بكافة المنظومات الدفاعية والمعدات العسكرية الأحدث على مستوى العالم، وبهذا نصل إلى خلاصة أن الأمريكي بذل كلما يستطيعه لحسم المعركة ولكن ما الذي حدث؟.
الإجابة على هذا التساؤل أثبته الواقع الميداني فالمنظومات الدفاعية الأمريكية عاجزة حتى عن حماية نفسها وقد استهدفت عدة مرات بعمليات مشتركة للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، وقد أثبتت العمليات الكبرى لسلاح الجو المسير فشل هذه الأنظمة وعجزها ، أضف إلى ذلك فشل الطيران الحربي في إحداث أي تغيير في المعركة الميدانية، أما العتاد العسكري من دبابات ومدرعات فقد أصبحت أضحوكة العصر بعد أن داسها المقاتل اليمني بقدمه الشريفة وأحرقها بولاعة لا يتجاوز سعرها عدة سنتات، أضف إلى ذلك أن الأمريكي نفسه عجز عن حماية طيرانه فقد استهدفت العديد منها واعترف الأمريكي بطائرتي من نوع” MO9 ” بصواريخ يمنية وعندما ماذا عمل الأمريكي سوى تقبل الأمر الواقع.
ومن هنا يجب أن يعي النظام السعودي ومن يقف في فلكه حقيقة أن النظام الأمريكي عاجز تماما عن تقديم أي مساعدة لإخراجه من الورطة التي هو فيها، ولو كان باستطاعته فعل أي شيء لاستغل هذه الفرصة لإثبات قوته وفاعلية أسلحته، فهل من المعقول أن تمر مثل هذه الفرصة على الأمريكي ولا يستغلها لتسويق منتجاته وتقنياته وأسلحته خاصة وأن النظام السعودي مستعد لدفع كلما بحوزته من أموال لمن ينقذه من الطيران المسير اليمني وصواريخه الباليستية.
هل نحتاج إلى ضربات أخرى
في التاسع من رمضان الموافق 14 مايو 2019م، نجحَ سلاحُ الجوِّ المسيرِ في تنفيذِ عمليةٍ هجوميةٍ كبرى كانت الأكبر منذ بَدءِ العدوانِ في عمقِ العدوِّ السعودي.. واستهدفت منشآتٍ حيويةً تابعةً للعدوِّ السعوديِ في محافظتي الدوادمي وعفيفْ بمنطقةِ الرياض و نُفذتِ العمليةُ الهجوميةُ بسبعِ طائراتٍ مسيرةٍ تابعةٍ لسلاحِ الجو واستهدفت محطتي الضخِ البتروليةَ في خطِ الأنبوب الرئيس للنفطِ 8-7 الذي يربط بين رأسِ ألتنورهْ وينُبع والذي يضخُ ثلاثةَ ملايين برميلَ نفطٍ يومياً وأدتِ العمليةُ العسكريةُ الناجحة التي نُفذت بعد رصد دقيق وتعاونٍ من الشرفاء من أبناء تلك المناطق إلى التوقف الكامل لضخ النفطِ عبر خط الأُنبوب وأثرت بشكل مباشر على اقتصاد العدو وقد سارع العدو للاعتراف بالعملية.
لم يأخذ العدو العبرة ولم يقرأ الرسائل جيدا واستمر في عدوانه وإجرامه وغطرسته فاضطرت القيادة لفعل عملية أكبر عسى يرتع هذا العدو المتعجرف ، ففي ال17 من أغسطس 2019م، نفذت عملية أكبر من سابقاتها حيث نفذ سلاح الجو المسير عملية بعشر طائرات مسيرة استهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو والتي تقع جنوب شرق المملكة السعودية على الحدود الإماراتية في الربع الخالي بالمنطقة الشرقية، تحت مسمى عملية توازن الردع الأولى، ويضم حقل ومصفاة الشيبة أكبر مخزون استراتيجي في المملكة العربية السعودية حيث يتسع لأكثر من مليار برميل.
وفي حينها توعد متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع النظام السعودي وقوى العدوان بعمليات أكبر ولكن كعادتهم تأخذهم العزة بالإثم، فيصروا على موقفهم الخاطئ انطلاقا من كبريائهم وغرورهم الشيطاني، حينها كان لا بد أن يسمعوها مدوية وبكل قوة أن اليمنيين قادرون على قمع النظام السعودي وضربه ضربات تقصم ظهره وتركعه، فالصبر لخمس سنوات من الظلم والعدوان كان مثمرا وصبرا عمليا اتجه من خلالها الأحرار والشرفاء لتعزيز عوامل الردع مستغلين قدرات الشعب وتلهفهم لردع البغاة المتكبرين.
عملية استهداف مصفاتى بقيق وخريص سبقها تحذير ونصح في نفس الوقت من السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له تعليقا على استهداف حقل الشيبة قالها بالحرف الواحد ” استمراركم في العدوان يؤثر عليكم على مستوى وضعكم الاقتصادي ، فعلى المستوى الاقتصادي أنتم تخسرون وتخسرون وتخسرون، والوضع الاقتصادي يتأثر بشكلٍ كبير وبشكلٍ واضح، ، الإمكانات والقدرات الاقتصادية لديكم ستكون متضررة بالتأكيد وتتضرر أكثر فأكثر، عملية الاستنزاف لكم على المستوى الاقتصادي ممن هب ودب هي هائلة جداً، وأنتم تتهورون وتدفعون بدون مبالاة ولا رشد، لا تمتلكون شيئاً من الرشد، لا تمتلكون الأهلية للتصرف، حتى التصرف المالي.
وأضاف” لذلك المصلحة الحقيقية، الموقف الصحيح الرشيد الحكيم: هو أن توقفوا عدوانكم على بلدنا وعلى شعبنا؛ ونحن نؤكِّد أنَّ كل عملياتنا العسكرية بكل أشكالها: بالصاروخية والمسيَّرة، وفي البر والبحر والجو، إنما تأتي في سياق حقنا المشروع في الرد على عدوانكم، والرد على جرائمكم، والعمل لإقناعكم بالكف عن عدوانكم المتهور والعبثي والإجرامي والمفلس، والذي لن يوصلكم إلى نتيجة صحيحة، إنما أضراره كبيرة.
وقال السيد” في نفس الوقت هو استهداف ضمن العمليات التي أكَّدنا على أنها ستركِّز على الضرع الحلوب الذي يعتمد عليه الأمريكي، والذي يمثِّل عاملاً من أهم العوامل للدور الأمريكي في هذا العدوان على شعبنا العزيز؛ لأنه يرى في التحالف السعودي، في النظام السعودي أنه بقرة وحلوب؛ وبالتالي يحلبه باستمرار، ويرى باستمرار العدوان استمرار أكبر فرصة لعملية الحلب التي قد لا يجد فرصةً مماثلةً لها في ظل وضعيةٍ مستقرةٍ وآمنة.
كلمات كشف فيها السيد عن أن الخطوة التالية هي استهداف” الضرع الحلوب” ولماذا تستهدف، فقد أكد أن الضربات ستتركز على المنشآت النفطية والحيوية وكلما يدر أموالا للنظام السعودي، مؤكدا أن هذا الاستهداف هي ضربة مزدوجة للنظام السعودي أولا وللنظام الأمريكي في نفس الوقت، فعندما يجف الضرع الحلوب كما وصفه ترامب ماذا بقي ليحلبه، فما استمرار الأمريكي في العدوان إلا للاستحواذ على الأموال الهائلة للنظام السعودي.
ولأن الهدف الذي وضعه السيد كان كبيرا وسقفه عاليا، ويستهدف مصدر الأموال التي تمول العدوان كان لابد من عملية كبرى يتم فيها استخدام أسلحة جديدة والكشف عنها في نفس الوقت وهي ” طائرات مسيرة تعمل بمحركات عادية ونفاثة” لوضع الجميع أمام الأمر الواقع، فلدينا تجارب لخمس سنوات أن العالم لا يسمع إلا لغة القوة ولا يلتفت إلا إلى لمن يقدر على حماية نفسه، فها نحن اليوم أمام واقع مختلف تماما عما مضى ، خلاصته أوقفوا عدوانكم وإلا لن تتمكنوا من تصدير نفطكم فنحن قادرون على ضرب أي هدف نريد حتي مصفاتي بقيق وخريص لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة ويدنا الطولى تستطيع الوصول إلى أي مكان نريد وفى والوقت الذى نحدده.
فالأولى للنظام السعودي ومن يقف خلفه أن يتعقل ويفهم ويراجع حساباته ويوقن أن اليمنيين بقيادتهم الثورية والسياسية وجيشهم ولجانهم الشعبية لم يسلكوا هذا المسلك إلا ولديهم القدرة على المواصلة والاستمرار حتى تحقيق الهدف الذي حددوه وهو وقف العدوان ورفع الحصار، فاعتبروا قبل أن يصبح انتاج المملكة من النفط صفرا ، ويكفيكم الدروس السابقة فالشعب لم يعد لديه ما يخسره وكلما بأيديكم من خيارات قد استنفذتموها.
ومن خلال الأحداث والتجارب والمعارك الميدانية فإن النظام السعودي ليس لديه سوى خيار واحد ” وقف العدوان ورفع الحصار” وإذا لم يفعل ذلك فسيضطر لفعله ولكن بعد أن يصبح عصب النظام السعودي في خبر كان والله المستعان.