تفاصيل الصفقة الخطيرة بين عفاش والأمريكيين لتدمير الدفاعات الجوية اليمنية
مثل الموقع الجغرافي الذي يتمتع به اليمن (المطل على البحر العربي والاحمر وباب المندب) وتواجد الثروات الطبيعية من النفط والغاز وغيره ، مطمعاً للقوات الاجنبة وفي مقدمتها امريكا التي ظلت تخطط للهيمنة و بسط سيطرتها على اليمن وعلى مقدراته.
وقد سعت امريكا لاحتلال اليمن من خلال مؤامرات حيكت عليه.. فمروراً بذريعة تفجير المدمرة كول قبالة السواحل اليمنية في عدن وفِي حينها قامت الدنيا ولم تقعد.. وأرسلت أمريكا ما يقارِبُ 2000 جندي وضابط إلى عدن للعمل على التحقيق وظلوا هناك مدة طويلة.. وبعدها اختلقوا ذريعة القرصنة التي من خلالها أملأت أمريكا سواحل اليمن بالفرقاطات والسفن الحربية والمدمرات الحربية وهذا كان قبل أَكْثَـر من عشر سنوات..
مراحل التدخل الامريكي
مرت اليمن منذ مسرحية استهداف المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول”عام 2000م على شواطئ مدينة عدن مرورا بحادثة 11 سبتمبر إلى يومنا هذا بعدة مراحل بالنسبة للعلاقات اليمنية الأمريكية، إذ يعتبر كثير من الباحثين أن أمريكا فرضت تواجدها في اليمن عبر مراحل بدأت اولها من يوم موافقة الحكومة اليمنية على اتفاقية الحرب على ما سمى “الإرهاب” من الفترة ( 2001م إلى 2011م ) وهذه الفترة التي استباحت فيها أمريكا الأجواء اليمنية والتحليق بطائرات الاستطلاع مع تنفيذ ضربات بطائرات بدون طيار على المدن والقرى اليمنية.
كما تضمنت هذه المرحلة على وضع امريكا لاستراتيجيات جديدة للجيش اليمني واستولت على قواعد عسكرية ومنها قاعدة العند، وشرعت على تنفيذ سياستها الجديدة
وأما المرحلة الثانية الممتدة من 2011م وحتى 2015م فهي ما بعد حركة التغيير التي شهدتها اليمن في يناير 2011م والتي أدخلت اليمن في منعطف جديد غيرت من ملامح العلاقات الخارجية بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.
وفي هذه المرحلة طبقت الإدارة الأمريكية نظرية الفوضى الخلاقة من أجل تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أسس عرقية ودينية ومناطقية.
وشرع السفير الامريكي خلال هذه الفترة في القيام بتحركات مفتوحة وعقد لقاءات مع مشائخ وقيادات حزبية وعسكرية في سياسة واضحة على هيمنة القرار الامريكي على السلطة اليمنية.
اما المرحلة الثالثة والاخيرة فهي من بداية العدوان على اليمن في مارس 2015م وحتى اليوم حيث شاركت الولايات المتحدة الأمريكية في الدعم اللوجستي والمعلوماتي كما سعت الى توفير الغطاء الدولي على الجرائم التي ترتكب في اليمن من قبل طيران العدوان.
وخلال المراحل الثلاث يتضح ان البيت الأبيض بدل سياسته واستبدل اسلوب الحرب المفتوحة بما وصف بعد ذلك بالحرب الناعمة التي لا تتطلب الاستخدام المباشر للقوات الأمريكية وذلك عن طريق العمل عبر أطراف ثالثة محلية أو اقليمية في اليمن للوصول إلى تنفيذ مخططاته.
ففي المرحلة الاولى لعب الخائن علي عبدالله صالح واقربائه دور الطرف الثالث وهو ما يتضح من خلال الكثير من المؤشرات ومنها ما اعلن مؤخراً أن مسئولين أمريكيين حاولوا الضغط على الحكومة اليمنية أيام حكم الخائن علي عبدالله صالح لعدة سنوات من أجل تدمير صواريخ الدفاع الجوي بذريعة خوفهم من حصول تنظيم القاعدة عليها واستخدامها في الهجوم على المطارات المدنية.
مشاهد مصورة
ويث وسائل الاعلام اليمنية، الخميس، شريط فيديو يظهر فيه نجل شقيق صالح برفقة وفداً امريكا وهم يتخلصون من اسلحة تابعة للدفاعات الجوية اليمنية.
وكان وفداً من الولايات المتحدة الأمريكية تكون من: رئيس مكتب إزالة الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك، وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني للمكتب نيلز تالبوت ومسئول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء توجهوا للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
وقال المصدر “أن الخائن عمار محمد عبدالله صالح تولى عبر جهاز الأمن القومي بإيعاز من عمه الخائن علي عبدالله صالح مسؤولية إقناع مسؤولي وزارة الدفاع بسحب الصواريخ وإتلافها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مكتب إزالة الأسلحة مقابل امتيازات يحصلوا عليها”. وقد بدأ الوفد الأمريكي بجمع الصواريخ وتعطليها منذ أغسطس 2004م، وأتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وبين المصدر الأمني أن نتائج التعاون الحاصل من الخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه الخائن عمار محمد عبدالله صالح مع الوفد الأمريكي في تدمير صواريخ الدفاعات الجوية بمساعدة من شركة “رونكو” الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات والتي تعاقدت مع وزارة الخارجية الأمريكية لتولي عملية التفجير كالتالي:
الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية والتي تم تفجيرها بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب بتاريخ 28/2/2005م بعدد “1078” صاروخ سام 7 ستريلا وعدد “62” صاروخ سام 14 وعدد “20” صاروخ سام 16 بإجمالي “1161” صاروخ تم تدميرها فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف والتي تم تدميرها “13” قبضة وعدد بطاريات الصواريخ والتي تم تدميرها “52” بطارية وهناك فيديو توثيقي لعملية التدمير والإتلاف سيتم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة.
ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بتاريخ 27/7/2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمحافظة مأرب بعدد “102” صاروخ دفاع جوي معظمها صواريخ سام 7 ستريلا وسام 14 وصاروخين سام 16 تم تدميرها، فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف والتي تم تدميرها “40” قبضة وعدد بطاريات الصواريخ والتي تم تدميرها “51” بطارية.
ليصل عدد صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرها عبر الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه إلى “1263” صاروخاً و”52″ قبضة و”103″ بطاريات، كان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال.
وثائق ويكليكس
وتأتي هذه الحقائق لتؤكد وثائق سابقة نشرت عبر ويكليكس حول الدور الأمريكي التدميري في اليمن ومنها تدمير الدفاعات الجوية ضمن المخطط الرامي لتدمير الجيش اليمني.
وقد تحدث موقع ويكليكس الأمريكي وسرب 5 وثائق متصلة بصواريخ الدفاع الجوي في اليمن منها الوثيقة رقم 1402 التي تتحدث عن الترتيبات لعملية تدمير الدفعة الثانية من الصواريخ (يونيو من العام 2009).
والوثيقة رقم 1403 التي تتحدث عن عملية تدمير الدفعة الثانية من الصواريخ (يوليو من العام 2009).
كما تتحدث الوثيقة رقم 1965 عن تهمة لليمن للسعي للحصول على صفقة صواريخ سام بلغارية (أغسطس من العام 2004م).
اما الوثيقة رقم 2520 فتتحدث عن الإتفاقية التي تم توقيعها بين امريكا واليمن والتي بموجبها سيتم العمل على تدمير مخزون لا يقل عن 1435 صاروخ دفاع جوي (28 سبتمبر 2004م). وتشير الوثيقة إلى
أن فرق الولايات المتحدة بدأت العمل في الميدان لفحص الصواريخ التي تم الحصول عليها وتعطيل هذه الصواريخ أولاً بأول.
ولعل الوثيقة الأهم فهي رقم 2346 التي تتحدث عن زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون العسكرية السياسية للخائن/ صالح وتفاصيل الحوار بينهما بشأن منظومة الدفاع الجوي .
حيث تضمنت الوثيقة تفاصيل اللقاء المنعقد في يوم 1 سبتمبر، بين لينكولن بلومفيلد ، مع عفاش، حيث تعهد الاخير لمساعد وزيرة الخارجية أن حكومته لن تسعى لشراء أي نظم جديدة للدفاع الجوي بإستثناء ما يأتيها من امريكا.
وتركز الاجتماعات على بحث مبادرة الولايات المتحدة المقترحة لإعادة شراء وتدمير (MANPADS) منظومات الدفاع الجوي [مخزون من منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات].
وقد شكر بلومفيلد الرئيس صالح لتعاون بلاده وشراكتها في الحرب العالمية على الإرهاب، مشددا على أن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على وجه الخصوص تشكل تهديداً خطيراً لمصالح الولايات المتحدة واليمن والأمن العالمي. ووافقه صالح بحماس.
وبحسب الوثيقة ففي 31 أغسطس أطلع بلومفيلد على 79 نظاماً من أنظمة (MANPADS) التي تم استرجاعها، مخزنة في مرفق وزارة الدفاع، ويبدو أن الـ 1435 نظاماً التي بحوزة الحكومة تمثل مزيج من الـ 79 نظاماً المشار إليها، مضافاً إليها الـ 1029 نظاماً التي اطلع عليها مسئول السفارة في نفس المكان في العام 2003، إضافة إلى أن عدداً آخر من هذه الأنظمة المحظورة التي لم نطلع عليها حين جمعت. وسنسعى لطلب توضيحات بشأن هذه الأعداد من وكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح.
وبحسب الوثيقة فقد عقد بلومفيلد في 31 أغسطس، اجتماعاً مع وزير الداخلية العليمي، ورئيس هيئة الأركان القاسمي، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح وقد تم تغطيته في برقية منفصلة.
وعلى هامش الاجتماع ، قدم وكيل جهاز الأمن القومي –عمار صالح- نصيحة لبلومفيلد أخبره فيها بأن يعمل على توجيه رسالة متابعة إلى عمه يذكر فيها قائمة بالفوائد الأخرى التي ستجنيها اليمن من هذا الاتفاق، وأنه سوف يلح عليه بعدم رفض الصفقة بسبب الأسعار التي لا يمكن أن تتغير.
صالح يعِد: لا منظومات جديدة
وتعهد صالح لمساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد أن الدفاع الوطني اليمني لا يحتاج منظومات الدفاع الجوي (MANPADS).
وقال “أود أن أؤكد لكم أنه لن يكون هناك صفقات جديدة، ونحن لن نتاجر بها”. ورد بلومفيلد “لقد أثرت قضية مهمة للغاية تتمثل في أن المنظومات تعتبر أكثر فائدة للإرهابيين منها لجيشكم “.
وكشف مساعد وزيرة الخارجية لصالح أنه يشارك في مناقشات جارية مع حكومات البلدان المصدرة في أوروبا الشرقية لوقف تصدير منظومات الدفاع الجوي 2A/B / CSA-1 / S-75 SAM، ولكننا بالرغم من ذلك، لدينا أدلة بأن هناك تجار أسلحة يدعون تمثيلهم لليمن يستمرون في المتاجرة في هذه الأسواق بمنظومات الدفاع الجوي المحمولة تحديدا والمتقدمة (MANPADS). ونصحه صالح “لا يمكنك منع كوريا (الشمالية)، الصين، أوكرانيا، روسيا، أو بيلاروسيا من إنتاج أو بيع الأسلحة. وأنا لا أعتقد أنك ستنجح في ذلك”. “وعلى الرغم من ذلك” قال متابعا: “ربما يمكنك إقناعهم بالبيع من خلال العقود الحكومية الرسمية وليس من خلال وسطاء”.
ووافقه مساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد على أن التحكم في إنتاج الأسلحة ليس بالأمر السهل، لكنه أوضح أن تقرير شركات الأسلحة في الدول العاملة مع الولايات المتحدة للحد من إنتاج منظومات الدفاع الجوي المحمولة يفيد أن اليمن لا تزال زبونا محتملاً. فأجاب صالح قائلاً:”لا. نحن لسنا بحاجة إليها.”
سأل مساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد، الرئيس صالح قائلاً: “إذا كشف لي أصدقاؤنا في شرق أوروبا بأن لديهم عقوداً مع اليمن فهل أقول لهم لم يعد لديكم”؟. فأجاب صالح.” نعم ، أخبرهم أن العقد قد تم إلغاؤه وأن ليس لأحد أي صفقة لبيع هذه الأسلحة إلى اليمن ما لم يتحدثوا إلي”.
ورد مساعد وزيرة الخارجية بأن التزام صالح بعدم حيازة أي منظومات دفاع جوي محمولة جديدة، هو أمر لا ينبغي التقليل من أهميته، كما أن ذلك من شأنه أن يعزز سمعة اليمن في واشنطن والمجتمع الدولي.
الشهيد القائد يحذر
ولم تكن التحركات الامريكية التي بدأت من المرحلة الأولى ببعيدة عن أطروحات الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- حيث حذر في اكثر من مناسبة من التحركات الامريكية.
وفي ملزمته التي حملت عنوان “الشعار سلاح وموقف” حذر الشهيد القائد من التحركات الامريكية لسحب السلاح، مؤكداً ان ذلك يكشف عن نواياهم السيئة للمستقبل، بغية الهيمنة على البلاد، ونهب ثرواتها .