الأسرى المحررون يثبتون متانة الدولة التي نمتلكها
الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظى به المجاهدون الأسرى يليق بما قدموه من تضحية وصمودهم وصبرهم وهي تجلية من تجليات الود الذي جعله الله في قلوب اليمن ارضا وانسانا لهؤلاء لما قدموه في سبيل الله وابتغاء وجهه العظيم لدرجة انني تمنيت أني كنت معهم أسيرا رغم انها امنية لا يتمناها احد ولا يرغب بها احد خاصة في ايدي من لا يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة كدول النفاق العالمي .
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
مره أخرى تتجلى لدينا بكل وضوح متانة الدولة التي أصبحنا نمتلكها كنتيجة من نتائج ثورة ال21 من سبتمبر 2014م وهذه المره عبر (الأسير) اليمني المجاهد في سبيل الله ، حيث كان أداء الدولة كاملة في هذا الملف إحترافي بكلما تعنيه الكلمة من معنى تتجاوز إحترافية دول عظمى في هذا الجانب فما بالكم بمرتزقة يدعون أنهم يمثلون اليمن مما حير الأمم المتحدة وكل المنظمات ذات العلاقة والذين عجزوا عن إيجاد ثغرة واحدة في هذا الملف سوانا أسرانا الابطال لدى دول العدوان او أسراهم المرتزقة لدينا .
-منذ ان يسقط المجاهد أسيرا يتم التحرك مباشرة من قبل الجهات ذات العلاقة ك(وزارة الدفاع واللجنة العليا لشئون الأسرى) وذلك من خلال توثيق كل بيانات هذا الأسير وحالته الصحية وأين سقط وغير ذلك من بيانات ثم يتم رفع الأسم الى المنظمات ذات العلاقة ثم يتم الأعتناء بأسرة الأسير كما يتم الاعتناء بأسرة الشهيد وفقا للأمكانيات المتاحة وكذلك يتم التعامل مع أسرى المرتزقة لدينا توثيق بياناتهم وتقديم الرعاية الصحية والغذائية المتوفرة لدينا وفقا لحالته كمنهجية دينية نمتلكها وتتضح هذه المعاملات في ملامح ونفسيات وأبدان أسرى العدو لدينا ، فنحن اليوم نمتلك قائمة كاملة وواضحة وشفافة لكل اسرانا بكل التفاصيل والبيانات .
أيضا كان للتحرك القوي للدولة فيما يخص متابعة الأفراج عن الأسرى وتبادل الأسرى بصورة إحترافية تعكس مدى قدرات القائمين على هذا الملف ووعيهم واتساع نظرتهم ، فأستندوا على نفسية (النفس الطويل) في المفاوضات واستيعاب الآخر وأطروحاتهم التي تعتمد جميعها على التعنت والعناد والخبث والمكر وتجاهل أسراه لدينا وعدم اعطائهم أي قيمة في ذلك ومع ذلك وبعد أكثر من عامين من هذا الصبر تتوج هذه التحركات بمثل هذا النصر العظيم .
أما فيما يخص التنازلات التي قدمتها دولتنا فيما يخص هذا الملف فتعكس مدى المبادى العظيمة التي يمتلكها القائمون على الملف لأنه لا قيمة لعلم مالم يكن مهذب ومتوج بمبادئ دينية وإنسانية ، لدرجة أن قيادتنا قبلت بأن يتم الأفراج عن 70 عنصرا من عناصر القاعدة المحتجزون في اليمن ضمن ملف الأسرى كون الطرف الآخر اهتم بهؤلاء أكثر من اهتمامه بالمرتزقة المقاتلين تحت لواءه (وفي هذه رسالة للعالم اجمع ليعلم من هي القاعدة ومن تتبع ومن يدعمها ومن يدافع عنها ) ، كما ان دعوة القائمين على الملف للعالم أجمع بأن يرعوا عملية تبادل شاملة وكاملة (الكل بالكل) دليل آخر من هذه المبادئ التي نمتلكها .
ما إن وصل هؤلاء الأسرى الى مطار صنعاء إلا وكانت المفاجآت الصاعقة تصعق العالم المعتدي على اليمن فقد كانت الدولة من رأسها حتى ساسها تستقبل هؤلاء الأسرى بدء بمدير مكتب قائد الثورة ومدير مكتب رئاسة الجمهورية وعضوين من اعضاء المجلس السياسي الاعلى والقيادات العليا العسكرية والحكومية وأرتص الجميع اجلالا واحتراما وإعتزازا بهؤلاء الأبطال الذين جاهدوا وجرحوا وأسروا وصبروا وصمدوا وعادوا منتصرين يستقبلهم كل القيادات العليا للدولة وقيام حرس الشرف بالعملية الاستقبالية التي أعتادوا في العالم ان تقام مراسيم مشابهه لزيارة حكام الدول لبعضها البعض .
لم ينته الامر هنا بل كان الجانب الصحي مستنفرا كل طاقاته بدء بأعلى قيادة الصحة في اليمن المتمثله في وزير الصحة ووكلاءه ومدير الصحة في الأمانة يقودون العملية الصحية للاسرى بأنفسهم بدء بالفحص والكشف الأولي مرورا ببقية الاجراءات الصحية اللحظية ثم اللاحقة في المستشفيات التخصصية وغيرها من رعاية صحية يحتاجونها وفقا لامكانياتنا وقدراتنا .
الجانب الإنساني المجتمعي ايضا كان حاضرا بقياداته سواء في المجلس الأعلى للشئون الإنسانية والتعاون الدولي والوزارات المعنية (الداخلية – الدفاع – الاعلام – حقوق الانسان وبقية الوزارات وكل جانب يتحرك بما يلزمه التحرك في اطار تنظيمي يعكس مدى إلتزام الجميع بالقيادة الواحدة الواعية وهذا ما يعكس عظمة الدولة التي بدأت ملامحها تتضح يوما بعد يوم .
– لم نسمع او نشهد أي خلل خلال مسيرة توثيق الاسرى والمفاوضات واستقبال الاسرى وتقديم الرعاية المناسبة لهم أي ثغرات او منغصات او اعتراضات او تناقضات بين القائمين على الملف والدولة بل مضت العملية بتنسيق رهيب جدا يعكس مدى الوعي الكبير الذي وصلنا اليه ضمن اطار (التسليم) بل اننا لم نجد حتى أدنى تذمر من قبل أسر الأسرى خاصة اولئك الذين لم يتم اخراجهم من الاسر بسبب تعنت ورفض العدوان لذلك وهذا الرقي لم يكن ليحصل لولا امتلاكنا لقيادة قرآنية حقيقية سليمة واعية ربانية ممثلة بالسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه والذي أدار الملف برؤية الله وتوجيهاته والذي لا يكون في ذلك ادنى ثغرة او نقصان .
د_يوسف_الحاضري