عظماء لن ننساهم تحكي سطور من حياة الشهيد/ عبدالله محمد أحمد المحاقري
[quote bcolor=”#e5e5e5″ bgcolor=”#f9f9f9″]
- إعداد / إحسان أبو طالب
- تقديم/ علاء الدين محمد
- من إخراج / عامر حسن الرازحي[/quote]
الشهداء هم أولئك الذين سقوا شجرة الإسلام المباركة بدمائهم، فقد نالوا السعاده عندما سعوا بإختيار منهم وبجهادهم ونضالهم ووقفوا صفا واحدا أمام الكفر وسلموا أرواحهم لبارئهم وانتقلوا إليه سعداء مرفوعي الرأس. ..
إنهم اتصلوا بعشقهم بالله العلي الكبير،ووصلوا إليه ونحن لا زلنا في منعطف إحدى الأزقة. ..
فكم هم سعداء أولئك الذين يقضون عمرا طويلا في خدمة الإسلام والمسلمين وينالون في نهاية عمرهم الفيض العظيم الذي يتمناه كل عشاق لقاء الله…
فيا أيها الشهداء انتم المنتصرون لأن الله معكم …انتم الأعلون لأن الإسلام حاميكم. ..انتم الغالبون لأن الإيمان رأس مالكم…ولأنكم احتضنتم الشهادة …
أما أولئك الذين يخشون الموت والشهادة، فهم المهزومون حتى ولو كان لهم جيشا عظيما…
أنتم غلبتم اهواءكم ،فأنتم وفي الجبهات تسطرون أروع ملاحم البطوله لترسموا لنا المستقبل الأمن فقد جاهدتم أنفسكم وعلمتم ما الحياة الأبديه وان هذه الحياة الحيوانية المادية زائله…فأنتم إذن منتصرين ومادامت هذه عقيدتكم فأنتم الغالبون….
مستمعينا الأعزاء سنحدثكم في هذه الحلقه من برنامجكم عظماء لن ننساهم عن أحد الأبطال الذين رسموا طريق العزة والكرامة بدماءهم الزكية فارتقوا شهداء لتضل ذكراهم تعطر الأفواه لما نالوه من شرف عظيم. ..
أنه الشهيد/ عبدالله محمد أحمد المحاقري
من مواليد صنعاء مديريه الثورة في الأمانة عام 1988م , اخذ شهاده البكلاريوس في الجامعة قسم المحاسبة , متزوج ولديه بنت والتي اسماها الزهراء وعندما استشهد لم يكن له الا سنتين فقط منذ ان تزوج وبعدها استشهد ابو الزهراء ….
كان الشهيد رضوان الله عليه من المنطلقين في المسيره القرآنية يأبى الظلم ويدافع عن الحق ليسموا تحت رايه الصالحين والمؤمنين فقد شارك الشهيد في معركه كتاف ولم يعلم أحد من عائلتة بذلك حيث أنه كان حريصا على أن يكون عمله الجهادي سراً ليكسب الاجر العظيم …
عاد عبد الله ومرت الايام حتى فتح صنعاء وكان من أول المبادرين في رفع رايه الحق والوقوف ضد الطغاة والخونة..
جاءت فاجعه تفجير جامع الحشوش والتي أدمت القلوب بوحشيه مرتكبها حينها اسرع عبدالله و لكي يسعفوا الجرحى فكان هو اكثر من تأثر حيث قال وقتها ” والله لن أتهاون عن الجهاد في سبيل الله , وبهذه الدماء الطاهرة ستطهر اماكن كثيره وسوف يكون نصر عظيم بأذن الله على اعداء الله ” …
مر أسبوع حينها كانت نيه عبدالله قد عقدت للجهاد فقد أحس بأن روحه سترفرف الى بارئها حيث كتب وصيته وتركها عند زوجته وقال لها لا تقلقي انا مع الله حيث أمنها بأن لا تفتح الوصية وطلب منها بأن تعطي الوصية والده اذا عاد واذا لم يعد اعطيها لواحد من اخوتي الكبار فتحركوا هو وخاله حيث أنهم كانوا معاً , فعندما قابلوا المشرف قال لهم بنادقكم موجوده وهذا اذا كان عليك دين اقضيه فقال له في سبيل الله يرخص كل غالي وقال له سوف نجاهد بأموالنا وانفسنا في سبيل الله والدين بايتكفله ربي …
بعدها انطلقوا الا ساحه العز والكرامة وهم في جبهه العز والشرف ومرت الايام فكانوا أهله يحاولون التواصل معه الا أنهم لم يستطيعوا الوصول اليه , فأتى يوم واتصل لأخوة علي ولأمه وجميع خواته وزوجته وبنته الزهراء وكان والده مسافر في الاردن فقال أوصلوا له السلام الكثير, سأل أخوه الى اي جبهه وجهوه فأخبره بأنه لم يصله توجيه بعد …
أخبره أخوه بأن شخصاً أتى اليه وأخبره بأن الدرجة الوظيفية قد نزلت لعبد الله في المواصلات وأنه قد حاول التواصل معه الا انه لم يستطع ,فقال له عبد الله لقد كلمني , وعنما سأله أخوه وما قلت له ؟؟
قال قلت له انا انطلقت بنيه النصر او الشهادة فتلى لي قوله تعالى( يا ايها الذين امنو هل ادلكم على تجاره تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بلله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وانفسكم ذلكم خيرا لكم ان كنتم تعلمون) صدق الله العظيم..
فقال لأخوة علي يا أخي لا تتهاون بيع نفسك لله فوالله لأنها التجارة الرابحة وقال سوف انتظرك في جبهه العز والكرامة… قال له انشاء الله
قال له علي انا اسمع الان صوت الطيران فقال له والله يا اخي أنني لم ارتاح واطمئن في اي مكان مثلما انا الان مرتاح وانا في الجبهة , طمأنينة وتدخل الهي وروحانيه في قلوبنا , والله ما عاد بنخشئ الا الله لا طائراتهم وحتى إن ضربونا بنووي فلن تكون ولن تساوي ثانيه واحده من نار وعذاب جهنم وذكر قول الله تعالى( قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يعلمون)…
وكان هو اخر يوم سمع فيه صوت أخاه….
عرف المجاهدين والمشرف الذين كانوا معي ان اخي عبدالله استشهد فبادروني بالتهنئة ووقفوا بجانبي ، اجتمعنا لذكر الله وقراءه القران ننتظر أخي الشهيد وبينما نحن جالسين اتصل والدي وهو حينها لم يكن يعلم بأن ولده قد لاقى الله فقال له اخي ابراهيم يا والدي عبدالله جريح وهو في العناية المركزة فقال والدي قلي بأن ولدي عبدالله قد استشهد فقال له نعم وانهمرت دموعه فقال والدي والله لقد حقق امنيته ونال الشهادة هنيئا له…
وصل الشهيد فذهب اخوته واصدقائه لاستقبال تلك الروح الطاهرة ,فعندما أتاه علي نزلت عليه طمأنينة وراحه عندما نظر الى أخوه الشهيد نائما قرير العين مرتاح …
في تلك الليله نام علي حينها جائه عبدالله في المنام فقال له قم وصلي فجر ولا تحزن علي فأني والله لم أمت ووصاه بالاستغفار والذكر والدعاء …
ذاك الشهيد الذي فعلاً بكى عليه الكبير والصغير وحقاً الشهيد يحيي امه وانطلقوا بعده الكثير من الاهل والاصحاب والجيران ولأن الشهيد كان مؤثرا في كل تصرفاته ورزانته وابتسامته وصدقه واخلاصه واحسانه وكان لديه كلمه يتكلم بها دائما وهي الكلمة التي لم ينسها احد ممن عرفه الا وهي استشعروا بالمسؤولية يا رجال واتقو الله ….
وهكذا ارتقاء الشهيد في محافظه لحج بتاريخ7_4_2015…
أخذ الشهيد الى روضه الشهداء وكان له مؤكب كبير ورائع فقد زٌف الى جنه الخلود شامخاً ابياً ورفع رأس أهله ووطنه …
ودع خال الشهيد اهله في اليوم التالي حيث قال والله اني قطعت عهداً انا والشهيد بأن رجوعنا لن يكون الا بنصر أو شهاده فودعتهم وانطلق لجبهه الشرف وانطلق خمسه من اخوته أيضاً في درب أخاهم الشهيد كلاً في جبهه…
رجع والد الشهيد من سفره وطلب من جميع اولاده ان يحضروا لقراءه وصيه أخاهم الشهيد فحضروا , فكان مستهل وصيته أن قال :
بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياءً عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم اوصي ابي وامي وجميع اخوتي وخواتي وزوجتي ان لا يبكو عليا اذا وفقني الله للشهادة في سبيله وان لا يتخلو عن هذه المسيره القرانيه وان تربو الزهراء ع هذه المسيره وتحكو لها كم انا كنت احبها واطلب منكم المسامحه ومن كل من عرفني..وأكمل وصيته بعبارات لأخوته وزوجته كان فيها يحثهم على الجهاد والتمسك بالقضية حتى بكوا عليه بحرقة. ..
هكذا كان الشهيد فاللهم اجعل شهدائنا الذين هم عشاق لقائك في صف أوليائك واقبلهم إلى جوارك…
فلا يمكن للألفاظ والتعابير، وصف اولئك الذين هاجروا من دار الطبيعة المظلمة، نحو الله تعالى ورسوله الأعظم وتشرفوا في ساحة قدسه تعالى…