السامعي: ثورة 21 سبتمبر ثورة شعبية خالصة جاءت لتصحيح الاعوجاج
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، أن ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة شعبية خالصة جاءت بدون أي دعم خارجي لتصحيح الاعوجاج الذي حصل في الفترات الماضية، وتصحيح مسار الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
جاء ذلك في فعالية احتفالية وخطابية، نظّمها مجلس الشورى اليوم بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر، بحضور رئيسي مجلسي الشورى، محمد حسين العيدروس، والقضاء الأعلى، القاضي أحمد المتوكل، ووزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، الدكتور على أبو حليقة، ورئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبد المجيد الحوثي، ومستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، السفير عبد الإله حجر، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله – مسؤول قطاع النواب والشورى، فضل أبو طالب.
وقال السامعي: “إن الشعب اليمني لو تُرك وشأنه، منذ قيام الثورة لكان وضع البلاد الاقتصادي والسياسي أفضل مما هو عليه اليوم، لكن تدخل الشيطان الأكبر في شؤننا، ووجّه أدواته بالمنطقة لإشعال حرب على اليمن بفارق كبير في الإمكانيات والعتاد، إلا أن الشعب اليمني استطاع، بفضل الله وإرادته القوية وتلاحمه، إيقاف وكسر قرن الشيطان وأدواته”.
ولفت إلى أن الشعب اليمني أظهر للعالم أجمع أنه حر قوي قادر على الخروج من تحت الرماد لتحقيق ما يصبو إليه من عزة وكرامة.. وأضاف: “تحل علينا بعد أيام مناسبة المولد النبوي الشريف، ما يجب أن نثبت للعالم أجمع أننا أنصار الله، وأنصار رسوله منذ فجر الإسلام حتى اليوم، وإن احتفالنا بهذه الذكرى العطرة هي مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء اليمن”.
وتطرّق عضو السياسي الأعلى السامعي إلى دور اليمنيين في نشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ونصرة الرسالة المحمّدية.
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الشورى ثورة 21 سبتمبر الخيار الوحيد للشعب اليمني وقواه الوطنية والحرة للتخلص من سيطرة وتبعية القوى الاستعمارية، التي سعت من خلال أدواتها في داخل الوطن سلب حرية واستقلال الشعب اليمني، ونهب ثرواته ومقدراته.
وأكد أن هذه الثورة كانت بمثابة إعلان ميلاد يمن جديد شعاره الحرية من الوصاية والارتهان، واستقلال القرار، وبناء دولة مؤسسات، ووطن للجميع.. مبيناً أن أول انتصاراتها كان إنهاء تدخل السفارة الأمريكية وأدواتها في كافة مؤسسات الدولة.
وذكر أن الثورة مثّلت مصدر إزعاج للقوى الرجعية في المنطقة وأسيادها أمريكا وبريطانيا، ومن ورائهما الصهيونية العالمية، ما دفعها لشن عدوان بعد أن دمّرت بشكل ممنهج قدرات الجيش، وفي مقدمتها الدفاع الجوي، واستهدفت بالتفجيرات القيادات العسكرية والأمنية والمواطنين في المعسكرات والطرق والميادين العامة والمساجد والمدارس.
ولفت العيدروس إلى أن الشعب اليمني يعيش اليوم رغم الحرب الضروس حالة من العزة والكرامة بعد أن تمكّن بفضل الله وحنكة قائد الثورة، السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وجهود الرئيس الشهيد صالح الصماد، وموجّهات رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، أن يسطّر أروع ملاحم الصمود أمام أعتى عدوان في التاريخ الحديث.
ونوّه بالتحولات النوعية لقدرات الجيش والأمن التي تحققت للشعب اليمني بفضل موجّهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وجهود القوى الوطنية الحرة، التي أسهمت في إحداث نقلات نوعية في تطوير، وبناء قوات الجيش والأمن، وتحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية.
وبيّن أن العروض العسكرية والأمنية (وعد الآخرة ولهم الأمن) وغيرها من عروض المناطق العسكرية، جسّدت للجميع في الداخل والخارج أن اليمن بات يمتلك جيشاً نوعياً ولاؤه للوطن، ومشبعاً بالهوية الإيمانية، قادرا على حماية الوطن، ولا يشكل أي تهديد لأحد سوى من تجرأ على الاعتداء على الشعب اليمني، ومقدراته، ومكتسباته الوطنية.
وجدد العيدروس التأكيد على تأييد ومساندة المجلس لخطوات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والجيش والأمن واللجان الشعبية، التي تتخذ لمواجهة العدوان كل الخيارات المتعلقة بشأن الهدنة الأممية المعلنة بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويلبّي طموحات الشعب اليمني.
وحثّ دول تحالف العدوان على استغلال دعوات السلام، التي أطلقتها مراراً القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وعدم المضي في غيها ومماطلاته بشأن تنفيذ الهدنة والعمل وفق مبدأ تحقيق السلام الشامل والعادل لليمن والمنطقة.
ودعا رئيس مجلس الشورى الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن إلى ضرورة إلزام التحالف بتنفيذ بنود الهدنة المعلنة، والاستفادة من الفترة الزمنية المتبقية، وعدم المماطلة في تنفيذ ما يتعلق بالجوانب الإنسانية وصرف مرتبات موظفي الدولة وفتح المطارات والموانئ والطرق.. مطالباً من تبقى من المغرر بهم الاستفادة من قرار العفو العام والعودة إلى الصف الوطني.
فيما استعرض عضوا مجلس الشورى، نايف حيدان والدكتور عبد الرحمن المختار، ما كان عليه الحال قبل ثورة الـ21 من سبتمبر من سلبيات دفعت الشعب اليمني بكل أطيافه إلى الخروج لقول كلمة الفصل، ورفض أشكال الوصاية والارتهان والتدخلات الخارجية في شؤون اليمن.
وأشارا إلى المنجزات التي حققتها ثورة 21 سبتمبر للشعب اليمني، وفي مقدمتها تطوير قدرات القوات المسلحة والأمن والقوة والصاروخية والطيران المسيّر والملاحم البطولية التي سطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف الجبهات.
وفي الفعالية، التي حضرها عدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى ومسؤول الملف الفلسطيني في المكتب التنفيذي لأنصار الله حسن الحمران، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، أن ثورة 21 سبتمبر ثورة شعبية تحرّك فيها أبناء اليمن بكل عنفوان، ومثلت علامة فارقة في تاريخ الشعب اليمني.
وأفاد بأنها ثورة نقية، طموحاتها شعبية، وتحركاتها وأهدافها وطنية، تحرك الشعب اليمني فيها بكل أطيافه لإيجاد دولة لكافة أبناء اليمن.. لافتاً إلى أن النظام السعودي كان وما يزال يكنّ العداء للشعب اليمني، ولديه عُقدة من أن تكون هناك دولة يمنية مستقلة وقوية.
وأشار القحوم إلى أن الموقع الجغرافي المتميّز لليمن، والثروات التي يمتلكها، مثلت أحد أهم عوامل جعل اليمن محط أطماع الدول الاستعمارية.. مستعرضاً مراحل الحراك الشعبي في كل المحافظات، وما رافقه من عناصر قوة لإنجاح الثورة، تمثلت في مواكبة القيادة الثورية للتحركات الشعبية حتى انتصرت إرادة الشعب في 21 سبتمبر 2014م.
وقال: “إن الاحتفال بهذا اليوم المجيد احتفال بثورة شعبية خالصة ليست فيها خصوصية لأنصار الله، أو لأي حزب من الأحزاب اليمنية، والأفضل في هذه الثورة إن كل المكونات السياسية وأنصار الله وكافة أبناء الشعب اليمني بمختلف الانتماءات السياسية والاجتماعية تحرّكوا بثبات وصدق لإيجاد حالة من التغيير إلى الأفضل”.
ولفت عضو المكتب السياسي لأنصار الله إلى ما يشهده الشعب اليمني اليوم من إنجازات في القدرات العسكرية والأمنية، وحفظ المؤسسات، وحرص القيادة على البناء والتطوير على كافة المستويات والمسارات.
وقُدمت في ختام الفعالية الاحتفالية قصيدة لعضو مجلس الشورى، هادي الرزامي، جسّدت أهداف ومبادئ وإنجازات الثورة السبتمبرية، وعرض فيلم وثائقي حول الوضع القائم قبل وبعد ثورة 21 سبتمبر، وما كان يعيشه الوطن قبل الثورة من تدخلات السفارة الأمريكية، وما آل إليه الوضع اليوم في ظل الثورة من تحولات نوعية.
حضر الفعالية أمين عام مجلس الشورى، علي يحيى عبد المغني، ووكيل وزارة التربية والتعليم، إبراهيم شرف، ومدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، وممثل الجبهة الديمقراطية الشعبية لفلسطين، خالد خليفة، وشخصيات سياسية واجتماعية.