ضمن توجهات الدولة لإحلال الطاقة البديلة .. تنفيذ مشاريع مياه بـ 17 مليون دولار بالعاصمة صنعاء
في إطار توجه الدولة لإحلال الطاقة البديلة والاستفادة منها في توسيع خدمات المياه والصرف الصحي وتقليل الكلفة الباهظة لمادة الديزل، افتتح فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ووضع حجر الأساس لحزمة من مشاريع المياه والصرف الصحي بأمانة العاصمة بتكلفة 17 مليوناً و326 ألف دولار.
تتضمن المشاريع التي افتتحها الرئيس المشاط، إعادة تأهيل الخط الرئيسي الناقل في السائلة ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي بتكلفة سبعة ملايين و828 ألف دولار، وتوريد وتركيب ثلاثة مولدات كهربائية بقدرة 4300 كيلو وات لمحطة ضخ المياه ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي بتكلفة إجمالية مليون و807 ألف دولار.
وتشمل المشاريع إعادة تأهيل محطة ضخ المياه الرئيسية وتنفيذ شبكات مياه وصرف صحي في عدد من المديريات بتكلفة مليونين و799 ألف دولار، وكذا توريد وتركيب منظومة طاقة شمسية بقدرة 3400 كيلو وات للآبار ومحطة ضخ المياه ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي بتكلفة إجمالية أربعة ملايين و890 ألف دولار، إضافة إلى مشروع الطاقة الشمسية لآبار المياه الذي يتمثل في توريد وتركيب وتشغيل وحدات ضخ تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة ٦٠٠ كيلو وات بتكلفة 638 ألف و200 دولار.
وأكد الرئيس المشاط خلال الافتتاح توجه الدولة لإحلال الطاقة البديلة، لمختلف المشاريع الخدمية بأمانة العاصمة والمحافظات، خاصة مشاريع المياه والصرف الصحي، للتقليل من التكلفة الباهظة بمادة الديزل، سيما في ظل استمرار الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية.
ويشير وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرقيب الشرماني إلى الأهمية التي يكتسبها مشروع وحدات ضخ المياه بالطاقة الشمسية والتي لم تعد بحاجة لأي تكلفة تشغيلية بعد التكلفة الأولية، حيث يتم تشغيلها بواسطة الطاقة الشـمسية، ليتم استرداد فارق التمويل بين النظام الشمسي ونظام الوقود في غضون عامين كحد أقصى.
وأوضح الوزير الشرماني في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن صيانة وحدات ضخ المياه بالطاقة الشمسية، ستكون أسـهـل من مصادر طاقة المضخات الأخرى، ويمكن أن تعمل أنظمة المضخات لسنوات دون الحاجة إلى أي صيانة .. مبيناً أن نظام الضخ الشمسي هو نظام بسـيط منخفض الصـيانة، وتم تصميمه وفقًا للمواصفات الصـحيحة، ويمكنه العمل لسنوات دون أي صيانة بخلاف تنظيف الغبار من الألواح الشمسية.
وذكر أن العمر الافتراضي للألواح الشمسية تتراوح بين ٢٥ إلى ٣٠ عامًا، ويمكن أن تستمر منظمات الجهد أو الإنفرتر لمدة تصل إلى ١٠ سنوات.
وبحسب وزير المياه، تكمن أهمية مشروع وحدات ضخ المياه بالطاقة الشمسية في أن تقنية المضخات الشمسية مختبرة ومجربة ومثبتة الكفاءة، كما أن ندرة الوقود وتكلفة توصيله المرتفعة إلى كافة أرجاء البلاد تشكل ميزة للطاقة الشمسية.
وأشار إلى أن مشروع الطاقة الشمسية سيسهم في تخفيض نفقات التشـغيل، وكذا تخفيض استهلاك أكثر من ١٬٢٠٠ لتر في اليوم الذي تصل قيمتها إلى أكثر من 300 مليون ريال في السنة.
وتكمن أهمية مشروع تأهيل محطة ضخ المياه الرئيسية في تغطية مساحة واسعة من أحياء وحارات العاصمة صنعاء، يستفيد منه أكثر من 30 ألف نسمة.
حيث أوضح مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في أمانة العاصمة محمد الشامي أن عدد المستفيدين من مشروع تأهيل محطة ضخ المياه الرئيسية يصل إلى أكثر من 30 ألف، ويشكل ٣٠ بالمائة من إجمالي المشتركين في الخدمة، فيما تصــل تغطية محطة ضخ المياه الرئيسية التي تقع في الإدارة العامة لمؤسسة المياه إلى شارعي الزبيري وهائل.
ولفت إلى أن المشروع يتمثل في إعادة تأهيل محطة ضخ المياه مع توفير المعدات والأدوات والمواد بتكلفة تقديرية 566 ألف و600 دولار.
وتشير المؤسسة المحلية للمياه إلى الأهمية التي يكتسبها المشروع في تنمية الموارد المائيةّ المُتاحة وتأمين متطلّبات الأمن المائي وتوفير المياه الصّــالحة للشرب للمواطنين، عبر تحسين إيصال المياه الصالحة للشرب للمجتمعات المحلية، وكذا توفير المياه الآمنة بشـكل منتظم من أجل صـحة الأطفال وعائلاتهم، وتحقيق تحسين إدارة الطلب على المياه وتحقيق الاستقرار وضمان سبل العيش الكريم للسكان.
وتتمثل الأعمال التي سيتم تنفيذها ضمن المشروع، في إجراء الصيانة والإصلاح الفني لمحطة المضخة والمعدات، وإعادة تأهيل جميع مباني الضــــخ بمـا في ذلـك القواعـد الداخليـة والخارجية والخرسانية والجدران، واستبدال المضخات والمحركات إلى جانب استبدال المحابس والردادات وبقية المعدات الميكانيكية المتهالكة.
كما سيتم إصلاح جميع تركيبات الإضاءة والأسلاك وتركيب أنظمة تحكم إلكترونية جـديـدة لمحركات ضخ الميـاه، ومولدات الـديزل، والمحولات، وكابلات التغذية الكهربائية، ولوحات المولدات، إلى جانب إعـادة تـأهيـل محطـة الميـاه الغـاطســــة وغيرهـا من خطوط الأنابيب والصمامات وعناصر الترشيح ومواد التعقيم، وأعمال تنظيف صهاريج الترسيب واستبدال جزيئات الرمل المتسخة برمل السيليكا الجديد لجميع عناصر الترشيح إن وجدت.
وبين مدير المؤسسة المحلية، أن مشروع محطة ضخ المياه الرئيسية، يشمل أيضا توريد وتشغيل مولد كهرباء بقدرة ١١٠٠ كيلو وات لتشغيل محطة ضخ المياه في المؤسسـة بتكلفة 375 ألفاً و600 دولار، والذي سيوفر مصدر طاقة أساسية لمحطة ضخ المياه الرئيسية، نظرا للحاجة إلى الكثير من الطـاقـة لتوفير الخـدمـة بمساعدة المولدات، كمصدر مستقر للطاقة.
كما يشمل المشروع توريد وتركيب وتشغيل نظام هجين بقدرة ٨٠٠ كيلو واط لتشغيل محطة ضخ المياه بتكلفة مليون و391 ألفاً و256 دولار، بما يضمن عدم الحاجة لأي تكلفة تشــغيل، حيث تحتاج محطة الضـخ ما يقارب ٥٦٠ كيلووات من الطـاقـة ويتم تشغيلها لدورة أو دورتين “خمس ساعات أو ١٠ ساعات” بحسب جدول التوزيع في الأحياء، ويصل استهلاك المحطة من الديزل إلى أكثر من ٢٠٠ لتر في الساعة أو ألفي لتر في الـدورتين، وبالتالي فإن من المتوقع أن يسهم المشروع في تخفيض استهلاك أكثر من ألف و600 لتر في اليوم تصـل قيمتها إلى 400 مليون ريال في السنة.
وتفيد قيادة المؤسسة أنه سيتم ضمن مشروع محطة ضخ المياه توريد وتنفيذ خطوط شبكات مياه وخزانات برجية في عدد من الأحياء بتكلفة 716 ألفاً و268 دولار.. موضحة أن شبكة المياه ستسهم في تحسين قدرات إنتاج ونقل المياه لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع وتحسين مستوى الصحة العامة وضمان توفير المياه، للاستعمالات المنزلية والصناعية ومقاومة الحرائق.
تكمن أهمية مشروع شبكة المياه أيضا في التسريع بعجلة النمو، حيث تعد المياه الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها مجمل عمليات النمو الاجتماعي، والاقتصادي والعمراني وتحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب تشجيع استهلاك الماء الصالح للشرب، والنظافة العامة، وتدبير المياه العادمة واستدامة خدمات تزويد الوسط القروي بالماء.
ويندرج ضمن مشروع محطة ضخ المياه الرئيسية، توريد وتنفيذ خطوط نقل رئيسية وشبكات مياه صرف صحي بعدد من المديريات بتكلفة مليون و516 ألفاً و746 دولار، كون شبكات الصرف الصحي أصبحت ضرورة للمجتمع في ظل التوسع في البناء الذي يتطلب وجود شبكات صرف صحي ثابتة وعملية لحل كثير من المشكلات البيئية التي تصيب المدن، إضافة إلى الحفاظ على الثروة المائية والاستفادة منها.
فيما سيخضع الخط الرئيسي الناقل لمياه الصرف الصحي، لإعادة تأهيل في السائلة بطول ٥٫١٤٨ كم بتكلفة ستة ملايين و480 ألف دولار، للحفاظ على مباني وشوارع صنعاء القديمة من التسريبات التي تؤدي إلى خطر إنهيار معالمها العمرانية، فضلاً عن كونه أحد أهم مشاريع البنية التحتية في المدينة التي ستعمل على تحسين الظروف البيئية للمدينة.
وبحسب قيادة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالأمانة، ستغطي منطقة المشروع بعض شوارع مدينة صنعاء القديمة، لضمان عدم تسرب مياه الصرف الصحي إلى السائلة وتحولها لمصدر مباشر لانتشار الأمراض والأوبئة، إلى جانب تأهيل الخط الرئيسي الناقل لمياه الصرف الصحي لاستقبال كميات إضافية من مياه الصرف الصحي من جنوب العاصمة.
ويدخل ضمن مشروع إعادة تأهيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالأمانة، إعادة تأهيل وحدات المحطة واستبدال المعدات الكهروميكانيكية بتكلفة مليون و428 ألفاً و230 دولار.
وتبرز أهمية هذا المشروع، في تحليل وتقييم المعدات التي تتطلب طاقة كهربائية عالية، بما يسـهم في العمل بكفاءة طاقة أفضل، وتقديم التدخلات الممكنة لذلك، إلى جانب توريد التجهيزات التي تسهم في إعادة تأهيل وحدات المعالجة، والمعدات الكهروميكانيكية في محطة المعالجة.
ويكتسب مشروع إعادة تأهيل وحدات المحطة أهمية في تقييم أداء معـدات التشغيـل وبرامج الصيانة للمعدات للحد من الأعطال الطارئة، ودراسة إمكانية استبدال بعض أنظمـة المعالجة بأخرى ذات تقنيات حديثة ومناسبة للمعالجة لتعمل على تحسين نظام التهوية الحالي وبطاقة كهربائية أقل ومعالجة بيولوجية أفضل، إلى جانب توفير المعدات الكهروميكانيكية وقطع الغيار اللازمة والمهمة لتشغيل أحواض المعالجة البيولوجية – أحواض التهويـة، ووحدة مدخل المحطة ومضخات الحمأة.
يتضمن مشروع تأهيل محطة المعالجة أيضاً توريد وتركيب وتشغيل مولدين بقدرة ٣٬٢٠٠ كيلوواط للمحطة بتكلفة مليون ٤٣٢ ألفاً و500 دولار، كون المحطة التي تستخدم نظام التهوية الميكانيكية بحاجة إلى مصادر طاقة كبيرة تصل إلى أكثر ٢ ميجاوات طوال اليوم دون توقف.
وسيعمل المولدان على توفير مصادر طاقة أساسية لمحطة معالجة مياه الصـرف الصحي، في ظل الحاجة إلى الكثير من الطاقـة لاستمرار الخدمة.
وكما هو الحال بالنسبة لمحطة ضخ المياه الرئيسية، سيتم توريد وتركيب نظام هجين لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي بقدرة ٢٬٠٠٠ كيلوواط بتكلفة مليونين و863 ألف دولار، لضمان توفير مصدر طاقة بديل بما يضمن تشغيل المحطة في حالة انعدام الوقود كلياً، ويسهم في تقليص نفقات التشـغيل، وتخفيض استهلاك أكثر من أربعة آلاف لتر في اليوم والتي تصل قيمتها إلى أكثر من مليار ريال في السنة.
يشار إلى أن محطة المعالجة التي مضى على بدء تشغيلها أكثر من ٢٢ سنة، تعمل على معالجة كميات التدفق اليومي لمياه الصرف الصحي، بحمل بيولوجي أعلى من المعدلات الطبيعية التي صممت له، ما انعكس على المعدات الكهروميكانيكية، التي تتطلب أعمال صيانة ونفقات طاقة كهربائية للتشغيل، وإهلاك سريع لها.
ونتيجة لشحة قطع الغيار ومحدودية نفقات التشغيل خاصة للطاقة الكهربائية خلال الثمان السنوات الأخيرة في ظل العدوان والحصار، فقد زاد الوضع سوءا وبات يتطلب التدخل وبشكل متكرر ومبرمج لدعم المحطة لصيانة المعدات.