الشعب اليمني يرسم لوحة فنية تعبر عن مدى حبه للنبي الأكرم
يوم الـ12 من ربيع الأول، ذكرى ميلاد خير البشر محمد بن عبد الله – صلوات الله عليه وآله – هذا اليوم الذي يمثل بالنسبة للشعب اليمني يوما استثنائيا تخرج فيه الملايين من الرجال والنساء والصغار والكبار إلى الساحات احتفاءً بذكرى اخراج الناس من الظلمات إلى النور ، فالشعب اليمني الذي هو يمنُ الأنصار، يمن الأوس والخزرج الذين آووا ونصروا وحملوا رايةَ الإسْــلَام عاليةً وكانوا سباقين إلَى الإيمان والنصرة، الذين تبوؤ الدار والإيْمَـان، ها هو يحذو حذوَ أسلافه أولئك، بالتمسك بالإسْــلَام وبقيمه وبمحبة الرَّسُــوْل صلى اللهُ عليه وَعَلَـى آلِــهِ، وبالاهتداء به، وبالاحتفاء به، وبالتوقير له، وبالتعظيم له وبالتقديس له صَلَــوَاتُ اللهِ وَسَلَامُـهُ عَلَيْـهِ وَعَلَـى آلِــهِ، بالرغم مما يعانيه شعبُنا اليمني في هذه المرحلة من أحداث جِسَامٍ وهو يواجه هذا العدوانَ المتجبر الغشوم الظالم الذي تكالبت فيه قوى الشر العالمية الإقليمية والمحلية، وفي طليعتها أَمريكا وإسرائيل .
و من خلال الواقع المظلم يتطلع الشعب اليمني إلى ذكرى المولد النبوي الشريف ليرى فيها كُلّ الدروس وكل العِبَر التي يحتاجُ إليها نوراً وبصيرةً ووعياً ومشروعاً عملياً يقود أمتنا إلَى الخلاص وَإلَى الفرج وإلَى التغيير من الواقع السيء وإلَى الواقع المنشود الذي يمثل الخير ويمثل العز لهذه الأُمَّــة.. فشعبنا يستقبل الذكرى بكل محبة، وبكل شوق، وبكل لهفة و يجعل منها مناسبةً متميزةً لا نظير لها في كل مناسبات الدنيا، يعبر من خلالها شعبنا اليمني من جديد عن ولائه العظيم لله ولرسوله، ولأنبياء الله، ولهذا الدين العظيم.
إن لشعبنا اليمني شرَفُ التميُّز في تفاعُلِه مع ذكرى المولد النبوي الشريف؛ لأنه يمنُ الإِيْـمَـان، يمنُ الأنصار، وهو من جيلٍ إلى جيل توارَثَ هذا الإِيْـمَـان، مبادئ حق يتمسّكُ بها وأخلاقًا كريمة يتحلى بها وروحاً طيبة يحملُها ومحبةً وإجلالاً وتوقيراً لرَسُــوْل الله صَلَّى اللهُ عَلَـيْهِ وَآلَــهُ وَسَلَّـمَ ولم تفلح جهودُ ومساعي القوى الظلامية الضالة المخذولة في تغيير هذه السجية الطيبة وهذا الانتماء الأصيل لهذا الشعب المسلم، كما أن معاناةَ شعبنا من العُـدْوَان الأمريكي السعودي الهمجي الظالم لم تُثْنِه عن الاحتفالِ بهذه الذِّكْـرَى ؛ لأنها مناسبةٌ تربطُنا بها وشيجةُ الإِيْـمَـان وتزيدُ الأحداثُ والتحدياتُ من أهميتها، فهي مناسبةٌ معطاءةٌ غنية بأهمِّ الدروس والعِبَرِ التي تحتاجُ إليها الأُمَّـةُ اليومَ وتستفيدُ منها البشرية بكلها في تصحيحِ وضعها وإصلاح واقعها ومواجَهة الأخطار بعد أن تفاقمت مشاكلُ البشرية بفعل قوى الطاغوت والاستكبارِ الظلامية الظالمة التي تسعى في الأرض فساداً وتملأُها ظُلماً وجَــوْراً.