وحدةُ مسيرة الشهداء وسيرتهم
أبو زيد الهلالي
ليس الحديث عن الشهداء ينحصرُ في الحديث عن شهداء رقعةٍ جغرافيةٍ معينة فلا الزمان يحدّ ولا المكان يعد.
فكل شهيدٌ يسقط اليوم هو شهيدُ الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة فالمعركة واحدة والعدوّ واحد ومحور المقاومة له واحد، فشهداء اليمن هم شهداء المحور ولا فرق في الشهادة يُذكر إلَّا أن الرتب فيها ليست دنيوية ولا ألقاب معنوية بل إنها استحقاقات سماوية فإن كنت تريد أن تستحق أكثر فأخلص أكثر، وتفانى أكثر، واستبسل أكثر وهذا ما ناله العظماء كسيد الشهداء حمزة ومثله اليوم كثير في اليمن وفي المحور كُـلّ المحور.
ولأن الإيمَـان بوحدة مسيرة الشهداء هو إيمَـان بالقضية العادلة التي ضحى الشهيد لأجلها فلا فرق بين من استشهد في أحد وبين من استشهد اليوم في الدريهمي كلهم في سبيل الله ومن أجل أن تكون كلمة الله هي العليا والغاية هي نفس الغاية رضا الله.
وفي حين أن مسيرة الشهداء واحدة فسيرتهم حتماً ستكون واحده فهم المحسنون، ومن يتأمل في سيرة الشهداء في كُـلّ بقاع الأرض يظن أن هؤلاء الشهداء مجموعة تتلمذت على يد أُستاذٍ واحد ولا عجب لذلك؛ لأَنَّ السبب هو أن وحدة المسيرة والمنهج حق تنتج وحدة السيرة والسريرة.