تحتَ الخبر
محمد منصور
السيد حسن نصر الله -أمين عام حزب الله- أطل في خطاب كان عنوانه الرئيسي التذكير بشهداء المقاومة اللبنانية والتأكيد على السير على دربهم وفقاً لما أنتجه الخط المقاوم في لبنان منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي من تقويض حاد للعنجهية الصهيونية وارتباك مزمن واهتزاز فاضح للعقلية الأمريكية وتزايد ملحوظ لدائرة الخوف في بعض العواصم العربية وتحديداً الخليجية من ارتفاع بأس المقاومة واتساع محورها.
ورغم قيمة عنوان الشهداء في خطاب نصر الله ليس فقط في مربع المقاومة اللبنانية بل في فلك محور المقاومة بشكل عام إلَّا أن السيد نصر الله حمل مفاجأة مدوية لأعداء لبنان، أمريكا وأسنانها المتسخة بالدماء في المنطقة.
المفاجأة أطلقها السيد نصر الله في ختام الخطاب عندما صعق الأذن الأمريكية والمخ الصهيوني والعِقال الخليجي بتحذير مدوي مفاده أن كنتم تنتظرون اهتزازاً في معسكر المقاومة أَو شرخاً مجتمعياً في لبنان فأنتم على جهلٍ تام بعقلية المقاومة وإمْكَاناتها ومفاجآتها، إذ تنتظركم فوضى عارمة في أقوى نقاط هيمنتكم وتحديداً تل أبيب.
تحذير السيد نصر الله هو الأعنف منذ أن اتجهت أمريكا والكيان الصهيوني وعقال خليجي إلى الرهان على سقوط اقتصادي أَو انفجار اجتماعي في لبنان بعد فشل خيارات الكيان الصهيوني العسكرية وموجات الحصار الأمريكي غير المسبوقة وشبه اليأس الذي اخترق عقل سفير خليجي في بيروت.
تحذير السيد نصر الله بفوضى في مربع أعداء لبنان ومحور المقاومة سيقرأ جيِّدًا وأكثر من مرة في تل أبيب وواشنطن وعاصمة الترفيه ومثلما تم التراجع في ملف الغاز ونجحت المقاومة ونجحت المقاومة في استعادة حقوق لبنان من الغاز في البحر يعرف أعداء لبنان أن وهم الفوضى في بيروت سيسبقه حتماً أكثر من خط ناري ملتهب لن يقتصر على تل أبيب بل ستذهب شظايا منه إلى أصدقاء الكيان وعُشَّاقِه.