ندوة بعنوان “ثلاثة آلاف من العدوان على اليمن ومسارات الصمود في ظل المتغيرات الدولية”
#صوت_الشعب
الأحد، 07 ذوالحجة 1444هـ الموافق 25 يونيو
عُقدت بصنعاء اليوم ندوة فكرية بعنوان “ثلاثة آلاف يوم من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ومسارات الصمود في ظل المتغيرات الدولية”، نظمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين – مكتب صنعاء.
شارك في الندوة التي أُقيمت بالشراكة مع المؤسسة الأكاديمية للمؤتمرات والبحوث والتحكيم العلمي والمركز الإعلامي لمؤسسة كفل التنموية، نخبة من الأدباء والمفكرين.
وفي افتتاح الندوة أكد وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات حمدي الرازحي، أن العالم الغربي منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، يتجاهل أصوات المدافع والصواريخ ويتغابى عن فهم لغة الآنين المنبثقة من بين الأنقاض، ما يدل على أنه القاتل الخفي المتستر خلف أدواته الإجرامية المتمثلة في حكام دول الخليج وعلى رأسهم جلاوزة السعودية والإمارات.
وأشار إلى أنه رغم وحشية الدمار الذي مارسته الآلة العسكرية الغربية بحق الشعب اليمني ومقدراته، إلا أن نتائج الحرب لم تتحقق وفق توقعات قادة العدوان، التي أسهمت تلك الحرب في إخراج المارد اليمني الجبار من قمقمه ليبدأ دورته التاريخية في تحقيق حضوره الفاعل كقوة ردع استراتيجي ذات امتداد تاريخي أصيل لا يمكن تجازوه.
وذكر الرازحي، أن الشعب اليمني تماسك والتف حول قيادته الثورية والسياسية والعسكرية العليا وقبائله ومشايخه وسطر أروع ملاحم الصمود والثبات على امتداد ثلاثة آلاف يوم من عدوان لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلاً.
ولفت إلى أن قائد الثورة وخلال مرحلة العدوان، استطاع بمفردات خطاباته أن ينتقل بمسارات الصمود والتصدي للعدوان وإعادة تشكيل الوعي القائم على البصيرة وذلك من خلال تصحيح الدوافع والمنطلقات التي تأسست على ضوئها أسطورة الصمود اليمني خلال سنوات العدوان.
وعرّج وكيل وزارة الثقافة على استراتيجية قائد الثورة في إدارة المرحلة وتثبيت المجتمع اليمني وإقامة الحجة على تحالف العدوان، بالتركيز على المشاركة المجتمعية في التغلب على تداعيات العدوان وآثاره السلبية، وتأسيس قوة عسكرية والتوجه لتحقيق الاكتفاء الذاتي والبناء الاقتصادي وترشيد مسارات أموال الوقف والزكاة والتوجه لمحاربة الفساد وإصلاح مؤسسات الدولة واستمرار الجاهزية.
وفي الندوة التي حضرها وكيل وزارة الثقافة عبدالملك القطاع وعدد من المعنيين، استعرض الباحث الاقتصادي سليم الجعدبي، الوضع الاقتصادي خلال ثلاثة آلاف يوم من العدوان وإبراز أوجه الحرب والحصار الاقتصادي على اليمن كجزء من العدوان والحصار البري والبحري والجوي، ما أدى إلى نقص في الكميات والمواد الاستهلاكية المستوردة ومنها الغذاء والدواء.
وتطرق إلى ارتفاع فاتورة الاستيراد جراء العدوان واحتجاز السفن، خاصة سفن المشتقات النفطية والحاويات وما فرضه من مبالغ طائلة على الحاويات، وآثار تحويل الاستيراد إلى ميناء عدن ورفع قيمة الدولار الجمركي ورفع ضريبة الدخل وتكاليف أجور النقل الداخلية بحوالي 75 بالمائة.
وتناول الجعدبي، آثار الحرب على العملة ونقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وتجميد السوفت البنكي وتداعياته على الوضع الاقتصادي وتوقف صرف مرتبات الموظفين والطباعة المفرطة للنقد، كل ذلك أدى للتضخم وانخفاض القدرة الشرائية للناس وتوقف الإنفاق الإستهلاكي للأسرة والفرد، ومنع الايرادات وتدفقها إلى خزينة الدولة.
ولفت إلى مخاطر استمرار انقسام البنك المركزي اليمني والتلاعب بأسعار الصرف التي تعدت في المناطق المحتلة حاجز 1300 ريال للدولار وإتباع بنك عدن لسياسة المزادات العلنية التي كان لها السبب الرئيس في ارتفاع الصرف، وآثار الانقسام على المواطن وأعباء الحصار، وكذا عمليات منع تهريب ثروات اليمن السيادية، والحلول والبدائل لانعدام السيولة وتآكلها.
بدوره استعرض عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء الدكتور عبدالملك عيسى، والباحث حلمي الكمالي ورئيس مؤسسة كفل التنموية علي محمد بيضان وأمين عام الجبهة الثقافة محمد العابد أوراق عمل، تمحورت حول أسباب الخلافات التي أدت للانقسامات بين قيادات تحالف العدوان، والتطورات في الجانب الاجتماعي والعسكري للقوة الصاروخية والطيران المسير وأسلحة الردع الاستراتيجي التي وسعت الخلاف بين قيادتي السعودية والإمارات.
وركزت أوراق العمل على عوامل الصمود الأسطوري والانتصار وتطلعات المرحلة المقبلة والدعوة للتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في المجال الاقتصادي وتقليل كلفة الاستيراد الخارجي للحد من تداعيات الحصار والحرب الاقتصادية المفروضة على اليمن، وكذا المضي في الانتصار في المجال العسكري، وفتح قنوات التواصل مع العالم وتعزيز الدور الدبلوماسي للتواصل مع القوى الصاعدة.