(نص+صوت) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية 29 ذو القعدة 1445هـ 6 يونيو 2024م
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 29 ذو القعدة 1445هـ 6 يونيو 2024م
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء: الآية76]، صَدَقَ اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيم.
لمائتين وأربعةٍ وأربعين يوماً، وفي الأسبوع الخامس والثلاثين، في تمام الشهر الثامن، وأولياء الشيطان، أنصار الطاغوت، وحملة راية الباطل والظلم والإجرام، الصهاينة المعتدون يستمرون في حرب الإبادة الجماعية، في عدوان الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس مجازر، من الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وبلغ إجمالي عدد الشهداء، والمفقودين، والجرحى، والأسرى، في قطاع غزة، وفي الضفة أيضاً: حوالي (مائة وأربعة وأربعين ألفاً وأربعمائة فلسطيني)، في خلال هذا الأسبوع فقط حصدت آلة القتل الهمجية الصهيونية الإسرائيلية ما يقارب الألفين ومائة شهيد وجريح) من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، في خمسٍ وثلاثين مجزرة وحشية شملت كافة أنحاء القطاع.
والعدو الإسرائيلي أيضاً، مع ما يفعله في قطاع غزة ويرتكبه من جرائم الإبادة الجماعية، ومع الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، يواصل أيضاً استهدافه في القدس، على مستوى النشاط الاستيطاني لاحتلال القدس، حيث بنى هناك ما يقارب الأربعمائة وحدة سكنية، هذا في شرق القدس، وأيضاً ما قام به الصهاينة المجرمون بالأمس، في يوم الأربعاء، من اقتحام باحات المسجد الأقصى، في إحيائهم للذكرى السنوية لاحتلال القدس عام 67، عبر مسيرة قامت بحمايتها ما يسمى بشرطة العدو، واقتحم أكثر من ألف ومائتين يهودي ممن يطلق عليهم بالمستوطنين المجرمين المغتصبين، قاموا باقتحام المسجد الأقصى، وتدنيس حرمة المسجد، وأداء طقوسهم وخرافاتهم خلال اقتحاماتهم تلك التي تخللها أيضاً رقصات، وهتفوا أثناء ذلك وفي باحات المسجد الأقصى بهتافات مسيئة إلى رسول الله، وخاتم أنبيائه محمدٍ “صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، باستهتارٍ تام بكل أبناء العالم الإسلامي، بكل المسلمين، وتحدٍ للجميع، وكذلك هتافات وتصريحات تؤكد على احتلالهم، على سيطرتهم، على استفزازهم للمسلمين، وتعمدهم للإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وتعبيرهم عن العداء الصريح الواضح للإسلام ونبي الإسلام، وللقرآن، وللمسلمين، وكذلك فيما يتعلق بموقفهم من المسجد الأقصى.
بالأمس الأربعاء أيضاً حلَّت ذكرى ما تسمى النكسة، التي وافقت يوم الخامس من يونيو سبعةٍ وستين، ذلك اليوم الذي احتل فيه العدو الإسرائيلي الأقصى وباقي الضفة الغربية، وأعلن فيه آنذاك العدو الإسرائيلي حربه العدوانية على أربع دول عربية، هي: فلسطين، والأردن، ومصر، وسوريا، سيطر من خلالها في ستة أيام على ما يقارب سبعين ألف كيلو متر مربع، من الأراضي العربية في فلسطين المحتلة، وفي سوريا ومصر، وهي مساحة تساوي أكثر من ثلاثة أضعاف المساحة التي احتلها في العام 1948.
العدو الإسرائيلي في ذلك العدوان ارتكب مجازر بشعة، ويقدر أعداد من استشهدوا من العرب في ذلك العدوان بالآلاف، وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، وكذلك تشريد ما يقارب مائة ألف سوري من هضبة الجولان المحتلة، وفي ذلك العدوان أيضاً وتلك النكسة هُزمت ثلاثة جيوش عربية، تساندها ستة جيوش أخرى شاركت في المعركة، وخلال ستة أيام فقط استطاع العدو الإسرائيلي أن يسيطر على كل تلك المساحة المذكورة.
بعد تلك النكسة اجتمع العرب في السودان، اجتماع على المستوى الرسمي العربي، ليعلنوا ما اسموها بلاءاتهم الثلاث: [لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف]، ولكن للأسف لم يبق شيءٌ الآن من تلك اللاءات، وحتى النظام السوداني تخلى عن تلك اللاءات الثلاث، تلك الهزيمة في تلك النكسة كان لها أثرها السلبي جداً، فيما رسخته من حالة يأس وإحباط، وشعور بالخزي والعار في الوسط العربي آنذاك، وترسيخ الهزيمة النفسية، التي لم تكسرها سوى عقيدة المقاومة، التي حققت الانتصارات وكسرت شوكة العدوان الصهيوني.
عندما نقارن بينما حصل آنذاك خلال ستة أيام، وما يحصل الآن على مدى ثمانية أشهر في قطاع غزة، ونرى أن العدو الصهيوني لم يستطع تحقيق أي انتصار فعلي في قطاع غزة خلال ثمانية أشهر، على المقاومة الفلسطينية في غزة، في نطاق جغرافي محدود، ومحاصر أيضاً، هذا يبيّن بالرغم من الفرق الكبير يعني بين ما حصل في حرب الستة أيام، التي سيطر فيها العدو آنذاك على قطاع غزة في ساعات محدودة، وحسم المعركة فيها في ساعات محدودة؛ بينما هو الآن على مدى ثمانية أشهر في حالة تخبط تام وفضيحة مخزية، وحالة اليأس تنتشر بين الكثير ممن ينتسبون لكيان العدو، المقاومة كسرت كل ما كان قد رسَّخه العدو من الهزائم في نفسيات العرب، وبدايةً من الانتفاضة في عام 88، إلى الخروج المذل لجيش العدو من لبنان، في العام 2000، وصولا إلى حرب 2006، وسيف القدس، وغيرها من المعارك التي خاضتها المقاومة مع العدو، أُجبر العدو على الانكسار، والعودة ذليلاً ليقبل بشروط المقاومة، في نهاية كل تصعيد يضع العدو فيه أهدافاً لا يستطيع تحقيقها، وهذا شيءٌ واضح، وشيءٌ بيِّن، وفيه دروس مهمة، دروس مهمة للشعوب العربية، وللأنظمة إن كانت تريد أن تستفيد، وأن تراجع تلك الأحداث لتأخذ منها الدروس والعبر.
نكسة 67 هي مثالٌ حقيقي لأطماع العدو في الأراضي العربية، التي لم يندحر عنها إلا بقوة السلاح والمقاومة، والعدو نفسه لا يريد أن يستقر عند حدود معينة، ولا حواجز، وقال آنذاك أحد أكابر مجرميه (بن قوريون): [حدودنا حيث يصل حذاء الجندي الإسرائيلي الأخير]، في ردٍ على سؤال: أين هي حدود إسرائيل؟ يعني: هناك الأطماع الكبيرة، التي لا يردهم عنها إلَّا الموقف الجاد، وإلَّا العجز في مواجهة استبسال وقتال وصمود وثبات يمنعهم من التوسع حسب أطماعهم.
بالمقارنة بما كانت تمتلكه الجيوش العربية في ذلك الوقت، من مئات الطائرات، وآلاف الدبابات والمدرعات، ومئات الآلاف من الجنود، الذين لم يصمدوا لستة أيام، وأعلنت آنذاك تلك الدول هزيمتها المذلة، وقبولها لقرار وقف إطلاق النار؛ وبينما تمتلكه المقاومة الفلسطينية حالياً، وهو عبارة عن أسلحة خفيفة ومتوسطة، والمتاح الممكن من الصواريخ بحسب التصنيع المحلي، تلك المستوى من القدرات، مع ذلك نرى ويشاهد العالم مستوى الهزة الكبيرة والهزيمة الفعلية للعدو الإسرائيلي، والإخفاق والفشل الكبير والذريع الذي يعترف به قادته ووسائل إعلامه.
مع استمرار العدو الإسرائيلي في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يستمر الدور الأمريكي الشريك في تلك الجرائم، الشريك في كل جريمةٍ منها، وبالقنابل الأمريكية يقتل أبناء الشعب الفلسطيني، وتدمر منازلهم، والتعاون الأمريكي بمثل ما هو بالسلاح، هو أيضاً يشمل الجانب السياسي… يشمل كل المجالات؛ ولذلك فيما حصل في هذا الأسبوع عندما استقالت مسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية، في مكتب السكان واللاجئين والهجرة، بسبب فضيحة وزارة الخارجية الأمريكية، التي قامت بتزوير تقرير رفعته تلك الموظفة، يُحَمِّل العدو الصهيوني مسؤولية جزئية فقط عن المجاعة في غزة، قامت الوزارة بتزويره لإعفاء الصهاينة من تبعات التجويع للشعب الفلسطيني؛ فهم يحاولون ألَّا يكون هناك في الداخل الأمريكي أي صوت مناهض للسياسة الأمريكية، التي تتبنى الموقف الإسرائيلي، وتدعمه وتشترك فيه.
أيضاً صَّوت مجلس النواب الأمريكي لصالح تمرير مشروع قانون يفرض عقوبات على مسؤولي محكمة الجنايات الدولية، أي: الأمريكي الذي كان يتظاهر في عناوينه وشعاراته أنه يحترم القضاء، ها هو يقرر عقوبات على محكمة، وعلى موظفين في محكمة، وعلى قضاء في محكمة، وعلى مسؤولين في محكمة، يفرض مشروع القانون عقوبات على الأفراد المشاركين في أي جهود للتحقيق، أو اعتقال، أو احتجاز، أو محاكمة أي شخص محميٍ من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وتشمل العقوبات حضر المعاملات العقارية الأمريكية، وحضر وإلغاء التأشيرات، فالأمريكي يحاول أن يتصدى لأي دور للضغط على العدو الإسرائيلي، أي دور يساند الشعب الفلسطيني، على المستوى القانوني، القضائي، السياسي، والإعلامي… على كل المستويات.
أيضاً يواصل الأمريكي قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، ويتصدى لنشاط الطلاب في الجامعات الأمريكية، الذين يحاولون أن يواصلوا نشاطهم المساند للشعب الفلسطيني في مظلوميته، والمطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، حيث أعاد الطلاب نصب مخيمهم في جامعة كولومبيا هذا الأسبوع بعد شهر من فض الاعتصام، من الجامعة التي انطلقت منها الاحتجاجات، في رمزية مهمة على الاستمرار رغم كل إجراءات القمع، من اعتقالات، وفصل، ومضايقات شديدة يتلقاها الطلاب نتيجة الاستمرار في اعتصامهم ومظاهراتهم، والأمريكي يحاول أن ينهي تلك الانشطة والتحركات الطلابية في الجامعات.
كذلك شهدت جامعات أخرى في أمريكا وأوروبا اقتحامات من الشرطة وكلابها البوليسية، لفض اعتصامات، والاعتداء على الطلاب بالضرب، واعتقالهم بطريقة قاسية ومذلة.
الأمريكي أيضاً من ضمن نشاطه الداعم للعدو الإسرائيلي في الجانب السياسي، أطلق مبادرةً في هذا الأسبوع، وجعلها بالشكل الذي تخدم العدو الإسرائيلي، وجعلها أيضاً بعيدةً عمَّا ينبغي أن تكون عليه أي مبادرة، تحقق الشروط الموضوعية، المحقة والعادلة في انهاء العدوان على قطاع غزة، وفي انسحاب العدو الإسرائيلي من القطاع، وأيضاً في ادخال المساعدات بالقدر الكافي والمحتاج إليه إلى كل أنحاء قطاع غزة، وإلى إجراء صفقة تبادل كاملة وشاملة، لكنَّ الأمريكي قدَّم مبادرة لها هدف- كما يظهر في الصورة- تقديم غطاء ودعم إضافي سياسي للعدو الإسرائيلي، أمام الحرج الأمريكي، والعزلة في الموقف الأمريكي والإسرائيلي، أمام بقية دول العالم التي تطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
الأمريكي مفضوح في كل مساعيه، التي يهدف منها إلى تقديم الدعم السياسي للعدو الإسرائيلي، وتقديم الغطاء؛ من أجل استمرارية الإبادة، واستمرارية الحصار الذي يشتد يوماً بعد يوم، ويتسبب في تجويع واضح للشعب الفلسطيني، وتهديد للأطفال بالموت؛ نتيجة انعدام الغذاء الكافي.
أمام كل ذلك، يستمر الإخوة المجاهدون في قطاع غزة في كل محاور القتال، يستمرون في صمودهم وتصديهم للعدو الإسرائيلي، وثباتهم، واستبسالهم، بالرغم من حجم العدوان، والدمار، والخراب، وحجم الإجرام من قِبَل العدو الصهيوني، وشدة الحصار عليهم، إلَّا أنهم يستمرون في التصدي ببسالة، ويلحقون الخسائر المباشرة في صفوف قوات العدو قتلى وجرحى، والمحصلة خلال شهر مايو بكله محصلة مهمة في عدد القتلى والجرحى في جيش العدو، كذلك بفاعلية، يتصدون بفاعلية عالية للعدو الإسرائيلي، في مستوى تدمير واستهداف الآليات العسكرية بأنواعها، خلال هذا الأسبوع قاموا باستهداف عشرات الآليات، وتنفيذ كمائن، وعمليات قنص، واستهداف للعدو بقذائف الهاون وبرشقات الصواريخ، فعملياتهم مستمرة، ونوعية، وناجحة، وتكبِّد العدو الإسرائيلي خسائر في كل شيء، على مستوى قواته البشرية، وعلى مستوى الآليات والإمكانات.
فيما يتعلق بجبهات الإسناد، بدءاً بجبهة حزب الله في جنوب لبنان، باتجاه شمال فلسطين المحتلة، عمليات حزب الله هي في تصاعد على مستوى الكم والنوع، وفاعلة، ومؤثِّرة على العدو الإسرائيلي، تستهدف الضباط والجنود الإسرائيليين، تستهدف أيضاً قواتهم وعتادهم العسكري، تستهدف أيضاً المغتصبات في شمال فلسطين، التي طالتها الحرائق بشكلٍ واسعٍ وكبير، بما يقارب خمسين موضعاً اشتعلت فيه الحرائق، وإلى درجة وصفها المجرم الصهيوني (يائير لابيد) بقوله: [الشمال يشتغل ويحترق معه الردع الصهيوني]، وهذا اعتراف واضح وصريح بمدى فاعلية وتأثير عمليات حزب الله وقوتها، وكذلك وصف من يسمونه بـ(رئيس بلدية نهاريا) ذلك بقوله: [إسرائيل في ورطة وفي وضعٍ كارث]، فتأثيرات عمليات حزب الله تأثيرات كبيرة جداً، تطال واقع العدو الإسرائيلي بشكلٍ عام، وأيضاً على مستوى شمال فلسطين.
فيما يتعلق بجبهة العراق، المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت عن تنفيذ عدة عمليات خلال هذا الأسبوع، منها ما هو باتجاه أم الرشراش، التي تسمى من جهة العدو بإيلات، وإلى ساحل البحر الميت، وأيضاً باتجاه حيفا.
ولكن التطور المهم جداً هو: تدشين العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية، والمقاومة الإسلامية في العراق، بتنفيذ عمليةٍ مهمة فجر اليوم، باتجاه ميناء حيفا، على البحر الأبيض المتوسط، حيث سيكون هذا المسار في العمليات المشتركة مساراً مهماً واستراتيجياً، وتصاعدياً بإذن الله تعالى، وأنا أوجه التحية إلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في العراق، وهذا المسار المهم سيقدِّم- إن شاء الله تعالى- نموذجاً عن التعاون بين أبناء الإسلام، وفي عملياتهم المشتركة التي في إطار الجهاد في سبيل الله تعالى، والتي سيكون لها- إن شاء الله- تأثيرها الكبير على الأعداء، وهي في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد.
فيما يتعلق بجبهة يمن الإيمان والحكمة والجهاد، فعلى مستوى العمليات العسكرية خلال هذا الأسبوع، فقد بلغت إحصائية عمليات الإسناد المنفَّذة في هذا الأسبوع فقط، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وفي إطار المرحلة الرابعة من التصعيد: بلغت بعون الله تعالى: (أحد عشر عملية) في البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، وباتجاه أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة، نُفِّذت بـ(ستةٍ وثلاثين صاروخاً بالِسْتِيًّا ومجنحاً، وطائرةً مسيَّرة).
وكان من التطورات المهمة في عمليات هذا الأسبوع هو: التدشين لمنظومة صواريخ جديدة، اسم هذا الصاروخ (فلسطين)، هذا الصاروخ تم صناعته بمراعات متطلبات المرحلة الرابعة، على المستوى التقني، وعلى مستوى المدى، فهو صاروخ- إن شاء الله- سيكون له تأثيره الكبير على الأعداء بإذن الله تعالى؛ لأنها حُسِبت فيه حسابات تتعلق بالجانب التقني، وكذلك ما نعانيه أحياناً من مشاكل الاعتراض التي تتعاون فيها عدة دول أحياناً، فهذا الصاروخ على المستوى التقني هو صاروخ مميز، وكذلك على مستوى المدى البعيد، الذي يلبي متطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد.
من هذه العمليات: عمليات استهدفت (ثمان سفن) مرتبطة وتابعة للأمريكي، وسفناً تابعة لشركات كسرت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، حيث كانت من أبرز وأهم العمليات خلال هذا الأسبوع هي: عمليتي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (إيزنهاور) شمالي البحر الأحمر، خلال أربعٍ وعشرين ساعة، تم استهدافها بـ (سبعة صواريخ مجنحة، وأربع طائرات مسيَّرة)، وعلى وقع هاتين العمليتين تراجعت حاملة الطائرات الأمريكية، وتحركها باتجاه شمال البحر الأحمر، فتراجعت وقامت بتغيير موقع انتشارها، وابتعدت عن المنطقة؛ خوفاً من أي عمليات استهداف قد تتعرض لها من قبل قواتنا المسلحة، في أثناء الاستهداف لها كانت على بُعد (أربعمائة كيلو) من الحدود، حدود الساحل اليمن أثناء الاستهداف، ثم ابتعدت إلى حوالي (ثمانمائة وثمانين كيلو) شمال غرب جدة، وتوقفت هناك بمحاذاة جدة، وتوقفت حركة الطيران بعد استهدافها لمدة يومين فيها، وعملية الاستهداف كانت ناجحة، وكان لها هذا الأثر المهم: في هروب حاملة الطائرات بعيداً عن المنطقة التي كانت فيها أثناء الاستهداف لها، وفي تغييرها لمسارها، وهذا يحدث في كل ضربة للسفن المستهدفة، عندما تكون عملية الاستهداف ناجحة، تهرب، وتغيِّر مسارها، ويتجلى ذلك على مستوى الرصد عبر الأجهزة والتقنيات المتوفرة.
الأمريكي حاول أن ينكر هذا الاستهداف، وأن يقلل منه، ولكن هذا يعود إلى حرجه، شعوره بالحرج، وشعوره بالهزيمة، وبكسر هيبته، فهو يتأثر من مثل هذه العمليات، تؤثِّر على مستوى النفوذ، على مستوى ما كان يمتلكه من خوف لدى دول المنطقة، حرصه على أن يبقى له نفوذه وهيبته، وأن تبقى حالة الخوف منه هي السائدة على مستوى العالم الإسلامي؛ ولذلك حاول أن يقلل، لكن ستبقى حاملة الطائرات الأمريكية هدفاً من أهداف قواتنا المسلحة، لاستهدافها كلما سنحت الفرصة لذلك، ومهما حاول الأمريكي أن ينكر ذلك، ستتجلى الحقائق، وستكون الضربات القادمة- إن شاء الله- أكبر، وأكثر فاعليةً وتأثيراً. فهذا أيضاً ضمن التطورات المهمة في عمليات هذا الأسبوع.
فيما يتعلق بالإحصائية الشهرية، ونحن في هذا اليوم في اليوم الأخير من شهر ذي القعدة، فعلى مستوى العمليات، عمليات الإسناد المنفَّذة خلال شهر ذي القعدة، فقد بلغت إحصائية عمليات الإسناد خلال هذا الشهر، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس، وفي إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، بلغت بعون الله تعالى: (ثمانيةً وثلاثين عملية) في البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً باتجاه جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، نُفِّذت بـ (واحدٍ وتسعين صاروخاً بالِسْتِيًّا ومجنحاً وطائرةً مسيَّرة)؛ ولذلك فالمحصلة خلال هذا الشهر محصلة جيدة في مستوى العمليات العسكرية، بالاستهداف بالصواريخ المجنحة والبالِسْتِيَّة، وبالطائرات المسيَّرة، وأيضاً من خلال القوات البحرية.
أما فيما يتعلق بموقف العدو، وعدوان الأمريكي والبريطاني على بلدنا، فاليوم أيضاً هو تمام الشهر الخامس، اكتمال الشهر الخامس منذ بداية العدوان الأمريكي والبريطاني على بلدنا، اسناداً للعدو الإسرائيلي، ودعماً لمواصلته لجرائم الإبادة الجماعية والحصار ضد الشعب الفلسطيني في غزة، هذا هو هدف العدوان على بلدنا، الأمريكي والبريطاني قاما بالعدوان على بلدنا اسناداً منهما للعدو الإسرائيلي، وبهدف حماية مصالحه في البحر، والسعي لتأمينه ليستمر في جرائم الإبادة الجماعية دون إزعاج.
بلغت الغارات والقصف البحري خلال هذا الأسبوع: (سبعة عشر غارة)، ارتقى خلالها عدد (خمسة عشر شهيداً)، استشهدوا في العدوان على محافظة الحديدة، الغارات كانت في عدة محافظات، منها: في الحديدة، وفي صنعاء، وفي تعز، ارتقى خلالها عدد (خمسة عشر شهيداً)، وكذلك كان هناك جرحى عدد (ثلاثة وأربعين جريحاً) في محافظة الحديدة، كذلك تدمير مبانٍ، منها: مبنى الإذاعة في الحديدة، ومبنى يتبع خفر السواحل في الحديدة أيضاً.
أمَّا إحصائيات عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي والبريطاني، منذ إعلانهما العدوان على بلدنا، من تاريخ 1 رجب 1445 للهجرة، وإلى تمام هذا الشهر (شهر ذي القعدة)، فبلغت كذلك عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي والبريطاني على بلدنا (أربعمائة وسعةً وثمانين غارةً وقصفاً بحرياً)، ارتقى خلالها (خمسةٌ وخمسون شهيداً)، وكذلك أصيب فيها (ثمانية وسبعين جريحاً)، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس.
الأمريكي والبريطاني كلٌّ منهما مستمر في عدوانه على المستوى العسكري، وكُلٌّ منهما يعرف أيضاً أنه فاشل، وأن عملياتهم العسكرية حتى وإن تسببت بشهداء وجرحى، فهي لن تؤثِّر أبداً على موقفنا، الذي هو موقفٌ مبدئيٌ، إيمانيٌ، إنسانيٌ، أخلاقيٌ، لا يمكن أبداً أن نتراجع عنه مهما كان، مهما كان حجم التصعيد على المستوى العسكري من الجانب الأمريكي والبريطاني، ومهما كانت أيضاً مؤامرات الأمريكي في المجالات الأخرى، ومنها المجال الاقتصادي، فالأمريكي يحاول أيضاً أن يمارس العدوان والضغط الشديد على بلدنا من خلال الضغط الاقتصادي، لم يكتفي بما مارسه من ضغط على الأمم المتحدة لإيقاف المساعدات الإنسانية، التي كانت لمصلحة الفقراء، والجائعين، والبائسين، والمعانين من أبناء شعبنا العزيز، نتيجةً للعدوان المستمر على بلدنا منذ سنوات، ولكنه يحاول وعبر عملائه أن يمارس المزيد من الخطوات الضاغطة على الوضع المعيشي والاقتصادي على شعبنا اليمني العزيز، لكن مهما كانت مؤامرات الأعداء، نحن- بمعونة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- سنسعى للتصدي لها، بثقتنا بالله، وتوكلنا على الله، واعتمادنا على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، لدينا أيضاً خياراتنا ومواقفنا، ونمتلك أيضاً أوراقاً ضاغطةً على الأعداء، ونعمل في الأخير ما يلزم أن نعمله.
ولذلك نحن ننصح كل الذين يحاولوا الأمريكي أن يورطهم، وأن يجندهم لخدمة العدو الإسرائيلي، ولمصلحة العدو الإسرائيلي، نحذرهم وننصحهم: ألَّا يتورطوا في ذلك؛ لأن من الخسارة الكبيرة أن يخسر أي نظام عربي، وأي جهة أن تورط نفسها في مشكلة كبيرة جداً خدمةً للعدو الإسرائيلي، ذلك هو الخسران المبين، الخسران في الدنيا، والخسران في الآخرة؛ لأن أي طرف تورطه أمريكا، ليتجند لخدمة إسرائيل، وليُقْدِم على خطوات هي عدوانٌ على شعبنا العزيز من أجل خدمة العدو الإسرائيلي، سيقابلها أيضاً ردة فعلٍ من جانبنا، ولن نكون مكتوفي الأيدي ولا مكبلين أمام ما يستهدف شعبنا العزيز على المستوى الاقتصادي أو على المستوى العسكري، والخاسر هو من يخسر في خدمة إسرائيل، وفي نصرة العدو الإسرائيلي، في نصرة أولياء الشيطان، في نصرة المجرمين، الظالمين، المعتدين، الذين يرتكبون أبشع الجرائم، جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وشعبنا العزيز هو ثابتٌ على موقفه؛ لأن منطلقه في موقفه هو منطلق إيماني، يثق فيه بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبوعد الله “جَلَّ شَأنُهُ” بالنصر، وقد لمس شعبنا العزيز منذ بداية هذا الموقف معونة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتأييده، والفاعلية الكبيرة في العمليات اليمنية، التي هي بلا شك نتيجةً لتأييد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومعونة الله “جَلَّ شأنه”، وكذلك أثرٌ واضحٌ لها في التأثير على الأعداء، التأثير على الاقتصاد لدى العدو الإسرائيلي، والاقتصاد الأمريكي والاقتصاد البريطاني، هذا التأثير وهذه الفاعلية هو يعود إلى نصر الله ومعونته، وتأييده “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وصَدَقَ الله “جَلَّ شَأنُهُ” القائل في القرآن الكريم: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: من الآية40]، فنحن في إطار هذا الموقف المبدئي الجهادي، الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، الذي هو نصرةٌ للمستضعفين، للشعب الفلسطيني المظلوم المسلم، نثق بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ونطمئن أيضاً إلى وعده الصادق الذي لا يتبدل ولا يتخلّف، وفي نفس الوقت لدينا استعداد للتضحية، وللصمود، وللصبر، ولتحمُّل المعاناة مهما كانت، ونحن في إطار هذا الموقف، الذي هو موقفٌ مشرف، موقفٌ إنسانيٌ وأخلاقيٌ يفتخر به شعبنا العزيز، ويخلِّده للأجيال القادمة من أبنائه، أيضاً هو شرفٌ كبير أمام كل العالم، يُقدِّم فيه شعبنا العزيز النموذج الراقي للوفاء والإسلام، وأيضاً للإنسانية بمعناها الحقيقي.
هذا الموقف نحن ثابتون عليه، وواثقون فيه بنصر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبصدق وعده، وهو القائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7]، ولابدّ في إطار هذا الموقف من الصبر، ومن الاستمرارية ومن الثبات، وكان من العظيم أن خرج شعبنا العزيز في يوم الجمعة الماضي، بعد ساعات من العدوان الأمريكي والتصعيد الأمريكي والبريطاني، الذي أسفر عن ارتقاء شهداء وفوزهم بالشهادة، ذلك الخروج المليوني الكبير، وتستمر أيضاً الأنشطة الشعبية على كل المستويات بزخمٍ كبيرٍ وعظيم.
مسار الأنشطة الشعبية، بلغت فيه المسيرات، والمظاهرات، والفعاليات، والوقفات، والندوات، والأمسيات: (فوق النصف مليون، بزيادة سبعين ألفاً ومائتين واثنين وثلاثين) ما بين مظاهرة، وقفة، أمسية وفعالية… وغير ذلك من الأنشطة الشعبية، وهذا عددٌ كبيرٌ جداً، وكما كررنا في الكلمات في الأسابيع الماضية (لا مثيل له)، هو يُعبِّر عمَّا يمتلكه شعبنا العزيز من إيمان ووعي، وإحساس عالٍ بالمسؤولية، وضمير إنساني حي.
أما فيما يتعلق بمخرجات التدريب لدى قوات التعبئة، فقد بلغت إلى (ثلاثمائة واثنين وخمسين ألفاً وثمانية وثلاثين متدرباً)، وهذا مسارٌ مهمٌ للغاية، هو يدخل في إطار قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:” {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60].
أنشطة المناورات، والمسير العسكري، والعروض، بلغت أيضاً (ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين نشاطاً)، وهذا أيضاً مسار مهم جداً، ونشط للغاية.
ولذلك ستستمر الأنشطة الشعبية على كل المستويات، وكلما حاول الأعداء أن يضغطوا على شعبنا العزيز ليتراجع عن موقفه، أو أن يشوشوا عليه في موقفه، وهم يشتغلون في كل الاتجاهات: على المستوى الإعلامي، وعلى المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، لكن الأمور واضحة وجليَّة، هدفهم من كل ذلك هو: الضغط على شعبنا العزيز ليتراجع عن موقفه المشرف العظيم، الذي هو نجاةٌ ما بيننا وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفوزٌ، وشرفٌ، وفضلٌ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتوفيقٌ إلهيٌ كبير، لكنَّ شعبنا العزيز بإيمانه بالله، بضميره ووجدانه الإنساني، بأخلاقه وقيمه وقبْيَلته، بشرفه وحريته وإبائه، لن يتراجع أبداً عن هذا الموقف، سنثبت على هذا الموقف؛ لأنه أساسيٌ وجزءٌ وثيقٌ، وجزءٌ أساسيٌ من إيماننا، وديننا، وكرامتنا، وحريتنا، وإنسانيتنا، ونحن ثابتون عليه مهما كان، وواثقون بنصر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نطور قدراتنا العسكرية باستمرار، وصاروخ (فلسطين) شاهدٌ على ذلك، وما سيترتب أيضاً على العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق أيضاً مسارٌ هو مسار تطور، وتصعيد، وسنقابل التصعيد بالتصعيد بكل ثقة واطمئنان وثبات، وتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأملٍ عظيمٍ بالنصر منه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويقينٍ بأن وعده سيتحقق، {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم: من الآية6].
نَسْألُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصر لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي المَظلُوم، وَمُجَاهِدِيه الأَعِزاء، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصرِهِ، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ