احتفالات المولد النبوي “رسالة إيمانية وموقف جهادي يتجدد”
عيسى السياني
في كلمة ملهمة تعكس قوة الإيمان والتمسك بالقيم الدينية، أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله أن الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف ليس مجرد فعالية دينية عابرة بل هو تجسيد حي للانتماء الإيماني العميق للشعب اليمني. في تلك الاحتفالات التي تحولت إلى مدرسة تربوية وثقافية تحمل في طياتها رسالة قوية للارتقاء الروحي وتعزيز المبادئ الإسلامية في ظل ظروف صعبة تشهدها الأمة. وفي خطابه الذي تناول فيه آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية دعا قائد الثورة الشعب اليمني إلى الخروج المليوني في الساحات، ليس فقط لإحياء ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل للتعبير عن دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة. وأشار إلى أن هذا الخروج الشعبي يمثل جزءًا من الجهاد في سبيل الله، ويعكس روح المقاومة التي تتوارثها الأجيال اليمنية. معبرًا بنفس الوقت عن أسفه العميق لأولئك الذين ينتقدون إحياء هذه المناسبة العظيمة، بينما لا يتحركون ضد حفلات المجون والتفاهة ومواسم اللهو والغناء . وأكد أن الشعب اليمني يرى في المولد النبوي محطة تربوية تجمع بين الفكر والجهاد، وتساهم في تعزيز الروح الجهادية والوعي الديني لدى ابناء الامة العربية والاسلامية ….
وعن الاستعدادات الجارية للاحتفال بالمولد النبوي، أوضح أن اليمنيين قد جعلوا من هذه المناسبة فرصة لتعزيز الارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعميق القيم الإسلامية. ووصف الاحتفال بمولد النبي كأكبر فعالية يحضرها الملايين حول العالم، مستفيدين منها لتعزيز إيمانهم وتوطيد علاقتهم بالله ورسوله….
الأمة والإرث الجهادي
وفي رسالته للأمة الإسلامية، شدد السيد القائد على ضرورة العودة إلى الجذور الجهادية للإسلام والتمسك بشخصية الرسول الأكرم كقدوة للتغلب على التحديات الحالية وأكد أن ضعف الروح الجهادية في بعض البلدان هو سبب رئيسي في التدهور الأخلاقي والقيمي الذي تعيشه الأمة اليوم، محذراً من أن هذا الضعف يؤدي إلى استسلام الشعوب للأعداء ويطمعهم فيها. ولم يكتفِ حفظة الله بالتأكيد على أهمية الجهاد، بل وجه انتقادًا شديدًا للتكفيريين الذين حرفوا مسار العداء من مواجهة العدو الحقيقي إلى تفجير الفتن الطائفية والمذهبية في اوساط الشعوب الاسلامية مشيرًا إلى أن هذا الانحراف يخدم الأعداء فقط..
دعم فلسطين والمقاومة..
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أشاد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بصمود المجاهدين في غزة، الذين يقاتلون ببسالة رغم الإمكانيات المتواضعة، متسائلًا عن دور الجيوش العربية التي وقفت عاجزة أمام الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن اليمنيين، برغم بعد المسافات، يقفون دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، داعياً إلى دعم صمودهم بكل الوسائل الممكنة.
وعن العمليات العسكرية اليمنية،
أكد أن القوات اليمنية مستمرة في استهداف العدو الإسرائيلي عبر العمليات البحرية والجوية، مشددًا على أن الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت تقلب الموازين وتوجه ضربة قوية للعدو.
دعوة للإخلاص والتكاتف
في ختام كلمته، دعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الله إلى الالتفاف حول قيم الإسلام وجعل مناسبة المولد النبوي فرصة لتعزيز الوحدة والتكاتف، مؤكدًا أن الشعب اليمني لن يتراجع أبدًا عن موقفه الجهادي ودعمه لفلسطين. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الطابع الطوعي للاحتفالات، محذرًا من أي محاولات للاستغلال المالي لهذه المناسبة العظيمة.
في الختام …
تبقى كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تجسيدًا لروح الإيمان والجهاد، حيث أكد أن الشعب اليمني سيظل على العهد، متمسكًا بالقيم الدينية والجهاد في سبيل الله، وسيبقى يدعم فلسطين حتى زوال الاحتلال، متحركًا في كل الساحات بعزيمة وإصرار لا يلين.